بقلم: فادي محمد الدحدوح
إن ما مر بالمجتمعات الانسانية من متغيرات وكوارث مختلفة (لعلنا نتذكر الكثير منها عبر مراحل التاريخ) نتيجة لتجاوز الحاكم أو المسؤول لسلطاته وصلاحياتها وتجاوز المحكوم لحقوقه قد نتج عنه في نظام أدولة مبدأ الفصل بين السلطات الثلاثة: التشريعية، والقضائية، والتنفيذية.
ونظرا لزيادة المضطردة في حجم المؤسسات والتقدم التكنلوجي وتحقيق مبدا الفصل بين الادارة والملكية، تأثرت ادارة الاعمال بهذه المفاهيم الجديدة للرقابة في نظام الدولة آنذاك مما ترتب عليه ظهور أنواع مختلفة من الرقابة لاعتبارها تربط وتنسق ممارسات تنفيذ هذه السلطات لمهامها واختصاصاتها، وصولا الى تحقيق التكامل والعدالة والمساواة في الإطار الاداري لمؤسسة ومن ثم المجتمع.
يشهد العالم تطوراً متسارعاً في مجال نظم المعلومات المحوسبة يتطلب اهتمتماً وتطوراً مماثلاً في مجال الرقابة الداخلية من أجل ضمان فعالية هذه الأنظمة والمحافظة على قدرتها على تلبية احتياجات الإدارة، إذ أنه بلا شك أن للرقابة الداخلية دورها الايجابي في الحد من الآثار السلبية لاستخدام تلك الأنظمة، حيث إنها تهدف أساساً إلى ضمان فعالية وكفاءة العمل وإضفاء الثقة والمصداقية على البيانات المستخرجة من خلال هذه النظم.
شهدت الرقابة الداخلية بمؤسساتنا العربية تطوراً مستمراً في مفاهيمها، ابتداءً من النظر إلى أهميتها في حماية الموجودات من السرقة وسوء الاستخدام والتأكد من صحة المعلومات وكشف المخالفات والنواقص، مروراً بالمفهوم الأوسع الذي يشمل رفع الكفاءة التشغيلية والالتزام بتطبيق القوانين والسياسات الموضوعة.
إن تبني المؤسسات العربية استخدام الكمبيوتر في نظم المعلومات المحاسبية والتخلي عن التسجيل اليدوي والدفاتر المحاسبية ساعدها كثيراً على تطوير أساليب إدارتها، ورفع مستوى الأداء والإنتاجية والسرعة في مجال عملها، وكذلك توفير المعلومات الإدارية والمالية بشكل آني وتسهيل إمكانية تكامل المعلومات وترابط الأنظمة المعلوماتية الإدارية والمالية وبالتالي توفير الإحصائيات والمعلومات الصحيحة على مستوى القطاعات كافة.
فقد أصبح الحاسوب حجر أساس في ثقافة المجتمعات وفي شتى مجالات الحياة، وأداة من أدوات المعرفة، ولأن العصر الحالي هو عصر المعلومات وأنظمتها والبحث عن أفضل استخداماتها بأقل تكلفة ووقت، زادت أهمية المعلومات في العصر الحديث نتيجة التطور التكنولوجي والذي واكبت تطور الحواسيب، مما أدى إلى توفير الوقت والجهد وسرعة نقل البيانات والمعلومات إلى مستخدميها.
إن استخدامات الحواسيب متعددة، منها تخزين ومعالجة المعلومات والتي تعتبر عنصر هام من عناصر اتخاذ القرارات، وخاصة في مجال المعلومات، والتي هي من أهم المعلومات التي يسعى المستخدم للحصول عليها لاتخاذ قراره السليم، ولهذا يجب أن تتصف المعلومات بعدة خصائص رئيسية مثل: الملائمة، وإمكانية الاعتماد عليها، والثبات وقابليتها للمقارنة حتى تصبح هذه المعلومات مفيدة وكاملة من جميع جوانبها لاتخاذ قرارات رشيدة.
ولذلك كان لا بد للمؤسسات العربية بمختلف مجالاتها سواء أكانت صناعية، أو خدمية، أو إنتاجية وغيرها من استخدام الأنظمة المحوسبة لتوفير المعلومات الملائمة والمناسبة وتوصيلها في وقتها المناسب لمستخدميها في جميع المستويات الإدارية.