بقلم: راتب عبابنه
النفخ بعبارة "فصل المقدسات عن السياسة" أصبح كقميص عثمان وحذاء الطنبوري أي من الواضح وجود تخبط وعدم ثبات على مطلب معين. تبدو لي العملية برمتها وكأنها لعبة "يا نصيب" يستمرون بها حتى الحصول على الورقة الرابحة.
اجتماعات واتصالات وزيارات ومؤتمرات تُصدر قرارات ومطالب تعجيزية وإذلالية تُحرّمها الأعراف والإتفاقيات الدولية لن تثني أي من الفريقين عن موقفه إلا بالحكمة والواقعية وتحكيم العقل لإيجاد مخرج للرباعية العربية من مأزق التسرع والغلو والمطالب التي لا يفرضها عدو منتصر على عدوه.
من الواضح التذبذب بالمواقف والتأرجح بالتصريحات التي تدل على أن الرباعية وضعت نفسها بمأزق يصعب الخروج منه إلا بالتراجع تدريجيا على الأقل لتسهيل الوساطات وخصوصا الكويتية ونجاحها والوصول لحفظ ماء الوجه وهيبة المتخاصمين جميعا، إذ كلها دول ذات سيادة ولكل وسائله للدفاع عن حقوقه.
وفصل المقدسات عن السياسة برأيي المتواضع لا يفهم تدويلا، بل هو طلب بعدم إدخال الخلافات السياسية بموضوع حجاج قطر وتوضيح بأن الحج لله ولا علاقة لحجاج بيت الله بأية خلافات بينية مهما كان نوعها وهم يؤدون فريضة.
وما المانع والضير أن يعطى الحجاج استثناء للطيران مباشرة من قطر للسعودية؟؟ وبالتالي لا تتحمل السعودية وزر التضييق وعرقلة القطريين من أداء فريضة الحج. والشيء بالشئ يُذكر، من الملاحظ أن حجاج إيران يمنحون تسهيلات أوسع بكثير من حجاج قطر، وإيران تعتبرها السعودية عدوها اللدود.
لقد غابت البصيرة والحكمة عن صانع القرار ربما رغبة بالتصعيد وزيادة الضغط وإيلام المواطن القطري. حتى يثبت الطرف المعني حسن نواياه بهذا الخصوص تحديدا كان من الممكن إخراج معالجة هذا الموضوع بسيناريو لا يحمّل السعودية نفسها وزر إعاقة القطريين من أداء الحج.
لست مدافعا عن قطر حيث لدينا نحن في الأردن بعض التحفظ على قطر، لكنا لا نرى مسوغا للحصار القاسي كما تسميه قطر، والمقاطعة حسب تسمية الرباعية.