"الملتقى الطلابي لدعم المقاومة" يدعو إلى وقفة في الجامعات تضامنا مع غزة المركز الوطني للإبداع يطلق مسرداً عربياً بمصطلحاتِ الابتكارِ وريادةِ الأعمال وزيرة التنمية الاجتماعية تبحث مع السفيرة التونسية آفاق التعاون المشترك وزيرة العمل تبحث مع نظيرها القطري آلية زيادة أعداد المشتغلين الأردنيين في قطر من هو النائب الذي يرغب الأردنيون بانتخابه؟.. تقرير تلفزيوني تراجع إيرادات قناة السويس 50% بسبب الأحداث بالبحر الأحمر الخارجية السعودية: أي توسع للعمليات العسكرية في غزة سيؤدي لعواقب وخيمة مؤسسة الأنوف الحمراء- الأردن تطلق المهمة الثانية من مشروع قلب السيرك الأزرق في مأدبا الدخل والمبيعات: لا غرامات على الملزمين بالفوترة حال الانضمام للنظام قبل نهاية ايار "الادارة المحلية" تدعو الى الحيطة والحذر خلال حالة عدم الاستقرار الجوي المتوقعة وزير الداخلية يرأس اجتماعا لمتابعة جهود إزالة الاعتداءات على مصادر المياه تنشيط السياحة تصادق على التقرير السنوي والقوائم المالية 2023 وزير الأشغال: نسعى لدعم القطاع الهندسي وتمكين المكاتب من رفع كفاءتها وتصدير خدماتها اللجنة الوزارية المشتركة تطالب المجتمع الدولي فرض عقوبات على "إسرائيل" الغذاء والدواء: تخفيض أسعار القطرات المرطبة للعين التي يزيد سعرها عن 5 دنانير

القسم : بوابة الحقيقة
ظرفاء بغداد
نشر بتاريخ : 6/3/2017 3:14:00 PM
أ.د. محمد الدعمي
 
بقلم: أ.د. محمد الدعمي

لم يزل هناك الكثيرون ممن يتذكرون الشاعر الذي عاش فقيرًا ومات فقيرًا، حسين مردان، الذي لامه الشيوعيون لأنه كان يقبل مبلغًا بسيطًا من المال (عشرة دنانير)، هدية، يرسله له أحد أغنياء بغداد، الأستاذ المرحوم محمد حديد، لذا رد مردان على نقاده اليساريين بالقول بأن هذا المبلغ إنما هو “ضريبة العبقرية”.

لقد بقيت بغداد حاضرة ولَّادة للظرفاء من الأفراد الذين أضفوا على الحياة الاجتماعية فيها بعدًا جماليًّا فكاهيًّا يعلق في الذاكرة. وإذا كانت هي هكذا منذ عهد الخليفة العباس أبي جعفر المنصور، فإنها ما فتئت تدر علينا بحكايات الظرفاء وبأخبار سخرياتهم التي تتصاعد أحيانًا نحو حدود التفلسف ونقد المجتمع والاحتجاج على آلياته الاقتصادية.

وإذا كان الفقر من أهم مولدات هذه الظواهر الطريفة، فقد بقيت بغداد مدينة السعادة والحبور والملذات بالنسبة للأغنياء، ومدينة البؤس والضيم، بالنسبة للفقراء حتى هذه اللحظة. ولم يزل هناك الكثيرون ممن يتذكرون الشاعر الذي عاش فقيرًا ومات فقيرًا، حسين مردان، الذي لامه الشيوعيون لأنه كان يقبل مبلغًا بسيطًا من المال (عشرة دنانير)، هدية، يرسله له أحد أغنياء بغداد، الأستاذ المرحوم محمد حديد، لذا رد مردان على نقاده اليساريين بالقول بأن هذا المبلغ إنما هو “ضريبة العبقرية”. وتنطبق الحال ذاتها على قصة الشاعر المرحوم.

وإذا أراد زائر لبغداد أن يلتقي بعضًا من هذا النوع من الصعاليك، فإن عليه البحث عنهم في مقاهي بغداد القديمة كمقهى الزهاوي ومقهى البرلمان (هدمت) ومقهى أم كلثوم ومقهى العباقرة والمقهى البرازيلية، من بين سواها من المقاهي التي كانت تكتظ بهؤلاء وسواهم من الظرفاء، إذ يقضون أوقات الظهيرة أيام الصيف القائض بارتشاف الشاي وتبادل الأحاديث حتى يهبط الظلام، فيتوجه كل واحد إلى حيث مقصده.

وسبق أن نشرت مقالًا في (الوطن) الغراء عن شخصية طريفة تستحق الملاحظة، وهي شخصية (حسون الأميركي) ذلك الشاب الذي كان يشاهد الأفلام الأميركية، ثم يحاول محاكاة حركات وملابس أبطالها، زد على ذلك شخصية (هتلر الأعظمية) الرجل الذي تأثر بشخصية قائد الرايخ الثالث حتى حاكاه في كل شيء من بدلته العسكرية إلى شكل الشارب الهتلري المشهور والوجه العصابي المكفهر! وإن كنت أنسى، فلا يمكن أن أنسى “كاسترو”، ذلك الرجل الأشيب الملتحي الذي كان قد تقمص شخصية الزعيم الكوبي، درجة وقوفه وسط شوارع الكرخ المكتظة لإصدار الأوامر للمارة ولمن يقود السيارات، بكل سلطوية. أما إذا ما رصدك هذا الــ”كاسترو” وأنت تضحك أو تتندر، فقد كتب الله عليك الاحتكاك به، درجة استعمال الأيدي!

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023