أكثر من 7,000 مستخدم منذ تفعيلها.. زين تطلق منصّتها الرقمية للإبداع (ZINC.JO) البحث الجنائي يلقي القبض على طاعن المعلم داخل إحدى المدارس قبل أيام ارتفاع أسعار الذهب محليا دينار للغرام الأمن العام يدعو المواطنين إلى توخي الحذر خلال المنخفض الجوي القادم سلطة وادي الأردن تعلن حالة الطوارئ وتحذر من تشكل السيول " الوحدة الوطنية" : لن نشارك بمسيرة الجمعة - أمن واستقرار الاردن في مقدمة أولوياتنا الأونروا: جميع سكان مخيم جنين البالغ عددهم 30 ألف نسمة غادروه وفد من نواب وأعيان الكرك يزور جامعة مؤتة لبحث سبل دعمها وتطوير خدماتها “مالية النواب” تناقش تقارير ديوان المحاسبة لوزارة الصحة ترامب: الولايات المتحدة تريد السيطرة على قطاع غزة السعودية رداً على تصريحات ترامب: قيام دولة فلسطينية موقف راسخ وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الاربعاء 5- 2 -2025 أنثروبيك تطور تقنية ثورية لمنع إساءة استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي ترمب: أريد أن أرى الأردن ومصر تستقبلان فلسطينيين من غزة ترامب يُنشئ صندوق ثروة سياديًا أمريكيًا قد يشتري تيك توك

القسم : بوابة الحقيقة
ملاحظات في الثقافة المقارنة
نشر بتاريخ : 4/1/2017 12:57:01 PM
أ.د. محمد الدعمي
 
بقلم: أ.د. محمد الدعمي

إن الفكرة الأساس في الدراسات المقارنة تنأى كثيرًا بنفسها عن ذلك الميل “الطفولي” للتقييمات المعيارية العمياء أو المتعامية بإطراء الذات! عندما أقارن كاتبا أو شاعرا عربيا بآخر إنجليزي أو ألماني أو فرنسي، فإن الهدف لا يمكن أن يخلص إلى نتيجة محتومة، مفادها هو أن العربي هو الأفضل، كما اعتاد آباؤنا وأجدادنا تفضيل اللحوم المحلية على سواها، المستوردة خاصة.

إذا ما زعم المرء أن “الثقافة المقارنة” مهمة للغاية، ليس لمعرفة الذات حسب، وإنما لرسم صورة ذاتية دقيقة المعالم على سبيل تقديمها لــ”الآخر” بناءً على تتبع التوازيات والتقاطعات، فإن هناك الكثير من المفاهيم الخاطئة والمنظورات المسبقة التي شابت “الدراسات المقارنة” واختطفتها من حقل عملها الصحيح، خاصة في جامعات عالمنا العربي، درجة تشويهها وإحالتها إلى حقول مثقلة بالنرجسية وبإطراء الذات وبالخيلاء، ناهيك عن الميل القوي عند حرفها عبر العقل العربي إلى التفضيل واعتماد درجات المقارنة: من الجيد إلى الأجود؛ ومن السيئ إلى الأسوأ، وهكذا دواليك.

لذا توجب على العارفين بهذا الحقل الحيوي من النشاط الذهني أن يزيلوا بعض الأخطاء ويصححوا البعض الآخر ليمنعوا التمادي والتماهي بما جاء في أعلاه حتى حدود الانحياز وضياع الحيادية، بل وفقدان رؤيا الدراسات المقارنة بجوهرها.

إن الفكرة الأساس في الدراسات المقارنة تنأى كثيرًا بنفسها عن ذلك الميل “الطفولي” للتقييمات المعيارية العمياء أو المتعامية بإطراء الذات! عندما أقارن كاتبا أو شاعرا عربيا بآخر إنجليزي أو ألماني أو فرنسي، فإن الهدف لا يمكن أن يخلص إلى نتيجة محتومة، مفادها هو أن العربي هو الأفضل، كما اعتاد آباؤنا وأجدادنا تفضيل اللحوم المحلية على سواها، المستوردة خاصة. إن الموضوع ليس هكذا: فالمقصود من الدراسات المقارنة هو: وضع الشيئين أو الكيانين المراد مقارنتهما على “دكة” قد تكون خيالية، ثم معاينتهما بدقة، وتسجيل النقاط المتشابهة والنقاط المختلفة بينهما. ليس بقصد تفضيل أحدهما على الآخر، وإنما بقصد قياس خطوط التماس والتطابق، من ناحية، وخطوط الانحراف والتباعد، من الناحية الثانية، على سبيل إيجاد معيار دقيق لدرجات الاختلاف بين الشيئين. ويكون الهدف النهائي الأدق هنا، ويا للمفاجأة، هدفًا رقميًّا وإحصائيًّا، غير مفهوم بالنسبة للكثيرين. لذا يخلص الباحث إلى أن مجالات الالتقاء والتشابه والتقارب تساوي 40 بالمئة، ودرجات الاختلاف والتباعد تساوي 60 بالمئة، على سبيل المثال. ومعنى ذلك هو أن أبحاث الدراسات المقارنة، إن كانت دقيقة، ينبغي أن تضغط خلاصاتها برموز رقمية وإحصائية دقيقة، وليس بتقييمات معيارية متعامية بالانحياز وبتفضيل الذات على الآخر، كما كان ديدن هذه الدراسات في الجامعات العربية، لبالغ الأسف. بل ينبغي أن تكون الخلاصات الرقمية قابلة للتحول إلى خطوط بيانية مرسومة كذلك.

أما ما يجري في عالمنا العربي، خاصة عبر الأقسام العلمية لهذه الجامعات، فلا يزيد عمليًّا، للأسف، عن مقارنات ومقاربات اعتباطية وذوقية يقصد منها تحقيق أهداف مسبقة، وأهمها تفضيل المحلي على الأجنبي ومنحه الدرجات الأعلى. لقد كان هذا هو الاتجاه الذي اختطه الكثيرون في الدراسات الأدبية المقارنة في الجامعات العربية، خاصة عندما يقارن الباحث بين شاعر عربي وآخر صيني، على سبيل المثال، إذ يتفوق الشاعر العربي على الصيني، شئنا أم أبينا، ربما مغازلة للرومانسية العربية!

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023