في ليلة استثنائية.. مانشستر سيتي يقدم هدية ثمينة لغوارديولا "خبث كروي".. دولي سعودي سابق يعلق على أزمة صلاح مع كلوب المستقلة للانتخاب : 30 / تموز المقبل موعدا لبدء استقبال طلبات الترشح المطبخ العالمي يعاود عمله في قطاع غزة الملك يرعى اختتام مؤتمر مستقبل الرياضات الإلكترونية مندوبا عن الملك وولي العهد.. رئيس الديوان يعزي الفايز 3329 عقد عمل ضمن البرنامج الوطني للتشغيل خلال الربع الأول ليفربول يمنح ريال مدريد "صفقة الحلم" في الصيف.. تطور مفاجئ أنشيلوتي يخبر لاعبيه بتفاصيل تكتيكية قبل لقاء بايرن آرسنال ينجو من ريمونتادا توتنهام بسيناريو يحبس الأنفاس غموض مستقبل صلاح بعد واقعة كلوب "الملتقى الطلابي لدعم المقاومة" يدعو إلى وقفة في الجامعات تضامنا مع غزة المركز الوطني للإبداع يطلق مسرداً عربياً بمصطلحاتِ الابتكارِ وريادةِ الأعمال وزيرة التنمية الاجتماعية تبحث مع السفيرة التونسية آفاق التعاون المشترك وزيرة العمل تبحث مع نظيرها القطري آلية زيادة أعداد المشتغلين الأردنيين في قطر

القسم : بوابة الحقيقة
ما مدى سوء انقسام أميركا
نشر بتاريخ : 1/28/2017 4:08:52 PM
أ.د. محمد الدعمي
 
أ.د. محمد الدعمي

ان استلاله الجنرال جيمس ماتيس Mattis المعروف بــ”الكلب المجنون”، من بين جميع الجنرالات الأميركان إنما قد أخذ على محمل الجد من قبل المراقبين بوصفه اعتمادًا واضح المعالم على فاعلية “القوة النارية”، على حساب فاعلية “القوة الناعمة”. وهذا هو ما يطلق الكثير من الخوف والقلق حيال تعهد ترامب بالقضاء على من أسماهم “الإسلاميين الراديكاليين” ومحوهم حالًا من على وجه الأرض.

لا يمكن لأي مراقب حذق أن يخطئ حقيقة مفادها هو أن الولايات المتحدة الأميركية منقسمة على نحو مخيف يقض مضاجع الجمهور، بل وعلى مستويات متنوعة: بين اليمين واليسار، دعاة الإجهاض ودعاة الحياة، السود والبيض، دعاة قوة النار ودعاة القوة الناعمة، وبين الديمقراطيين والجمهوريين، حسب التقليد السياسي الأميركي التقليدي.

بل إن الأغرب مما ذكرته من عناوين انشطارات متناقضة أعلاه، هو أن الرئيس الجديد دونالد ترامب، قد ألقى خطابًا ناريًّا يوم افتتاح عهده على نحو يوحي بالسوداوية بالنسبة لقطاعات أميركية واسعة، فهو يكرس الانقسام بدلًا من أن يتجاوزه نحو مداواته وعلاجه. وإذا كان الرئيس ترامب قد دشن عهده بهجوم واضح المعالم على عهود الرؤساء الأميركيين الذين سبقوه، وقد حضر أربعة منهم احتفال تنصيبه، فإن ما يثير الخوف، حد الهلع، داخل المجتمع الأميركي المتحسس والمتخوف من الفقر ومن التمييز على أشكاله، إنما هو بالضبط ما أشرت إليه في مقالتي لـ(الوطن) الغراء بعنوان “حكومة أصحاب المليارات” (يوم 10/12/2016)، أي إنه الخوف الهاجسي من “دكتاتورية رأس المال” بمعنى هيمنة هؤلاء الذين يملك ثمانية منهم من ثروة العالم نصفها. كان البعض من هؤلاء يجلسون خلف الرئيس الجديد، يصفقون لكلماته بسخونة كلما هاجم هو المؤسسات الحكومية بواشنطن العاصمة، وكأنهم لم يكونوا جزءًا من هذه المؤسسات التي كان الرئيس ينتقدها، دون اعتبار كافٍ لحضورهم واستماعهم إليه تحت المطر! ربما عد الأغنياء “نيويورك”، هي عاصمتهم الحقيقة، وليست واشنطن.

أما تنائي جمهور النساء عن مسيرة ترامب الموعودة، فلم تك تحتاج للكثير من التدقيق داخل وخارج الولايات المتحدة. في واشنطن العاصمة، أماطت مسيرة النسوة العملاقة اللثام عن أنواع الانقسامات والتشظيات الفرعية، من نوع: الأقليات، وجماعات حقوق الإنسان، والسود، والمرأة والاشتراكيين والرأسماليين.

وإذا كانت هذه المسيرات العملاقة قد نطقت بشيء مسموع وغير مبتور، فإنها قد نطقت بما يقض مضاجع الأميركان الآن، من مخاوف وهواجس تمس كل شيء على الإطلاق، خاصة إذا ما وضعت على خلفية مزاجية الرئيس الجديد واندفاعيته، ذلك الرئيس الذي لا يتحرج من مناقضة نفسه علنيًّا حتى عبر وسيلته المفضلة للاتصال بقطاعات الشعب الواسعة، ألا وهي “التويتر” أو التغريد.

وحيث إنه راح يحاول الآن دمل الجروح التي سبق أن تسبب بها لمداواتها، ابتداءً من زيارة استرضاء القائمين على وكالة المخابرات المركزية CIA وسواها من وكالات التخابر والتجسس والمعلومات، إلا أن استلاله الجنرال جيمس ماتيس Mattis المعروف بــ”الكلب المجنون”، من بين جميع الجنرالات الأميركان إنما قد أخذ على محمل الجد من قبل المراقبين بوصفه اعتمادًا واضح المعالم على فاعلية “القوة النارية”، على حساب فاعلية “القوة الناعمة”. وهذا هو ما يطلق الكثير من الخوف والقلق حيال تعهد ترامب بالقضاء على من أسماهم “الإسلاميين الراديكاليين” ومحوهم حالًا من على وجه الأرض.

لذا، فإن إيمان وزير الدفاع الجديد بالقنبلة والنار، معاكسًا للإيمان بــ”القوة الناعمة” التي لا تعتمد النار في حرب أميركا ضد الإرهاب، إنما يثير القلق، خشية النوبات الاندفاعية وتجاوز حدود العنف العسكري التقليدي، خاصة بعد تسليم ترامب لوح مفاتيح الأسلحة النووية.

يأخذ قلق النخبة المهيمنة على واشنطن، جمهوريين وديمقراطيين، مداه واضحًا في ظاهرة رئيس يدخل البيت الأبيض وليس معه من الوزراء سوى بضعة وزراء: وزير الدفاع، الجنرال ماتيس؛ ومستشار ووزير الأمن القومي، الجنرال “فلن”، وأخيرًا وزير الخارجية، “تيلرسون” أما بقية أعضاء حكومته التنفيذية، فإنهم ينتظرون في طابور للفوز بموافقة الكونجرس، الواحد بعد الآخر!

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023