مؤتمر التعدين الاردني الدولي العاشر ينطلق السبت المقبل الوحدات يفرط بصدارته الآسيوية توقيف موظف سابق في أمانة عمان احتال على مواطن مستثمرًا وظيفته الملك يلتقي في بروكسل أمين عام الناتو ووزراء خارجية الدول الأعضاء فيه نصراوين تعليقا على فصل الجراح : يجب تأييد قرار الفصل بقرار قضائي قطعي من المحكمة الإدارية مصدر رسمي : (حمزة الطوباسي) مرشح الشباب هو من يخلف الجراح إذا قرار الفصل اصبح قطعيا رئيس كوريا الجنوبية يعلن الأحكام العرفية.. والجيش يرفع حالة التأهب أسرة جامعة جرش تنعى عميد كلية تكنولوجيا المعلومات النائب الجراح: قرار فصلي من الحزب مفاجئ وسأطعن به أمام المحكمة الحزبية.. فيديو الصفدي يبحث مع وزير الخارجية التركي والمبعوث الأممي تطورات الأوضاع في سوريا والعدوان على غزة رئيس هيئة الأركان المشتركة يزور واجهتي المنطقتين العسكريتين الشمالية والشرقية وزيرة التنمية ترعى افتتاح أعمال الندوة الإقليمية حول حماية المرأة من العنف الإقتصادي نائب امين عام حزب العمال لـ"الحقيقة الدولية": "الاحتيال" احد أسباب فصل النائب الجراح مدير عام الغذاء والدواء يطلع خلال جولة ميدانية على مشروع بيض المائدة الذكي "خارجية الأعيان" تناقش تطورات الأوضاع في المنطقة

القسم : مقالات مختاره
صدام حسين.. لماذا أحببناه؟؟
نشر بتاريخ : 12/29/2016 6:27:02 PM
راتب عبابنه


بقلم: راتب عبابنه

لم يكن الشهيد صدام حسين مجرد رئيس للعراق، بل كان زعيما عربيا إذا تحدث فهو يتحدث بنبض الشعوب العربية التواقة للتحرر والتحرير والخروج من قوقعات فرضها الحكام العرب حول شعوبهم، فقيدوا الحريات باستثناء الدعاء لله بإطالة عمر الحاكم، وزجوا الشرفاء واالأحرار بالسجون وكمموا الأفواه وخنقوا الصحافة ورموا بأعمدتها خارج محيطها، ونصبوا أنفسهم آلهة تحيط بهم جيوش المطبلين والمصفقين حتى توهموا أنهم معبودون ومن يختلف معهم بالرأي فهو كافر بالوحدانية وعميل وصاحب أجندة خارجية وخائن للوطن ومتآمر لذا يستحق القصاص أو يقضي بقية حياته خلف القضبان.

وحتى لا نتهم بالنفاق والعمى، نقر أن الشعب العراقي لم يكن بعيدا عن هذه الحالة العربية، لكن ما جعله مختلف عن بقية الشعوب العربية هو اختلاف قيادته عن معظم القيادات العربية. كانت كرامة المواطن العراقي مصانة ومرفوع الرأس وحقه محفوظ وقيمته عالية عند قيادته. فلم يكن صدام يميز بين مقربيه وبين أي عراقي أو عراقية إلا بقدر ما يعطي ويبدع وينتج ويقدم للعراق. كان معياره مقدار العطاء للوطن ولم يحابي ولم يتستر على متنفذ. لذلك احببناه.

لم تتسرب الطائفية لفكره وسياسته ونهجه وأسلوب حكمه. لقد كان على نفس المسافة من الشيعي والسني ومن تقلدوا أرفع المناصب لم يكونوا من السنة. لهذا أحببناه. وللأجيال التي لم تبلغ سن الرشد عند استشهاد صدام، نقول أن العراق بقيادته كان العقبة الكؤود أمام الطموح الصهيوني والأمريكي فتجمعت كل القوى الطاغية بقيادة الأمريكي الأرعن جورج بوش الإبن لإزاحة تلك العقبة مثلما أزاحوا قبلها العقبة المصرية وها هم بصدد القضاء على العقبة السورية الشعب والجيش والإرث التاريخي.

كان رحمه الله يتحسس نبض الشارع العربي وينطق باسمه ويعبر عن أحاسيسه وتوجهاته. لقد نادى بتوزيع الثروات العربية والتكافل والتكامل العربيين. وقد تصدى للمشروع الصفوي الإيراني الذي مفاده تصدير الثورة بفكرها الشيعي لتنقلب الشعوب على أنظمتها ولتبسط إيران نفوذها على الدول العربية. فكان العراق بقيادته رحمه الله الدرع الواقي للشعوب والأنظمة عندما قارع إيران ثمان سنوات وأفشل مشروعها وخططها وحمى الأنظمة التي كانت شعوبها مخدوعة "بالثورة الإسلامية" تهلل وتتضرع بالدعاء لنصرة الثورة الإيرانية عند انطلاقها.

وهي الأنظمة نفسها التي ساهمت وأيدت الإطاحة به بعد نزالات شرسة ومعارك طاحنة وحرب طويلة حجمت الصلف الإيراني المتباهي. وكان العراق منهكا من الحصار الإقتصادي وتكالبت عليه دول العالم منخدعة بالبوق الإعلامي الصهيوأمريكي الذي مارس التضليل والكذب والدول العربية تقدم المال والتعويضات للجيوش الغازية. لذلك احببناه. وها نحن نشهد تمرد إيران وتغلغلها في لبنان واليمن وسوريا والعراق وتهديدها لدول الخليج بين الحين والآخر ومحاولاتها بكل الوسائل لخلق موضع رجل لها في الدول الأخرى عن طريق السياحة الدينية وشراء الذمم بالمال لتشكيل لوبيات ضغط على الحكومات العربية، إذ وطني الأردن من أكثر هذه الدول استهدافا بسبب موقعه وقلة موارده وفقره. لقد كفانا رحمه الله شر كل ذلك في حياته. لذلك احببناه.

ولولا عراقة العراق الضاربة جذورها بالتاريخ وقيادته الفذة وتوفر مقومات الدولة التي حباه الله بها من مياه ونفط وزراعة ووجود رعاية واستغلال سليم للعقول وصنعها وتوفير البيئة الحاضنة لها من قبل القيادة التي تؤمن بان ما حك جلدك مثل ظفرك، لما صمد العراق تلك السنين بعزلة سياسية وحصار اقتصادي ظالم وقاسي وتشويش من شتى الجهات وتشهير وافتراء إعلامي عربي وعالمي، لكن الكثرة تغلب الشجاعة خاصة إذا توفرت التسهيلات من ذوي القربى. لذلك احببناه.

كلمة "فساد" لم يكن لها وجود بالقاموس العراقي. فالرقابة الصارمة متوفرة والعدل قائم والمساواة محققة والتساهل مع المقصرين لا يجد لنهجه رحمه الله طريقا. فلم يجدوا دينارا واحدا بحسابه وحسابات وزرائه. وقد كان يعمل ويبني للعراق وشعبه ولم يحمي السارقين والفاسدين ليتقاسم معهم ما سرقوه من أموال الشعب. لذلك احببناه.

لم يغادر وزير الحكومة ولديه مئات الملايين بعد قضاء أشهر معدودة بالحكومة. لذلك أحببناه لأنه أحب الجميع وقدرناه لأنه قدر الجميع وعظمناه لأنه عظم الجميع. لم يرفع الفاسدين ويعلي من شأنهم بل كان لهم بالمرصاد. لقد مد يد العون للأردن دون منة ومدنا بالنفط المجاني وبالأسعار التفضيلية وحكوماتنا تبيعه لنا بسعر نفط برنت، فكيف لا نحبه؟؟ وهل نحن ناكرون للجميل والمعروف؟؟ ألسنا شعبا واعيا كما تصفنا حكوماتنا؟؟ إذن لا بد لهذا الوعي أن يدرك الغث من السمين ويفهم مجريات الأمور على حقيقتها. الشعوب هي أرشيف قادتها، إن قدموا خيرا فهو خير وإن قدموا فسادا وظلما فهو كذلك. لذلك احببناه.

صدام أمم البترول وجعله ملكا للعراق وبنى المدارس والجامعات وجعل التعليم مجانيا للعراقيين والعرب. وكان العراق مفتوحا أمام الدارسين والعاملين. كما بنى المستشفيات وجعل العلاج مجانيا. فكيف لا نحبه؟؟ حارب الأمية والجهل وهو من بلاد الرافدين بلاد ما بين النهرين التي علمت البشرية الحروف التي وضعت الأساس للغات المكتوبة ووثقتها وحافظت عليها.

رحم الله الشهيد صدام حسين وحمى الأردن والغيارى على الأردن والله من وراء القصد.


جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023