من إربد .. الفيصلي يظفر بالنقاط الثلاث ويواصل الضغط على الحسين أسقطته من سلم.. زرافة تضع حياة عامل حديقة على المحك أول تعليق من رونالدو بعد التأهل لنهائي كأس الملك مطارات دبي تحول مسار رحلات وتلغي أخرى بسبب الحالة الجوية فريق بايدن يعدل فيديو له 8 مرات في 24 ثانية "لن نقبل أن نصبح وطنا بديلا".. ميقاتي: لبنان تحمل العبء الأكبر بين دول المنطقة بملف النازحين مصرع شخص وفقدان آخر إثر سيول جارفة جنوب غربي السعودية سيارتو: الناتو يريد جمع مائة مليار دولار أخرى لأوكرانيا حماس: لدينا روح إيجابية تجاه مقترح لوقف إطلاق النار ووفدنا سيتوجه لمصر الإعلان عن استشهاد الطبيب البرش المعتقل من مستشفى الشفاء خبير الزلازل الهولندي الشهير يحذر من ظاهرة على سواحل المتوسط السيسي يوجه مدبولي بدعم مخصصات صندوق طوارئ العمال وحوار لطيف بينهما حول حجم الزيادة الكرملين يعلق على الضربة المحتملة ضد جسر القرم ولي العهد يزور الوكيل أول متقاعد إبراهيم الختالين تحديد سقوف سعرية لدجاج “النتافات” و”باب المزرعة” وللموزعين

القسم : بوابة الحقيقة
المرأة القيادية.. رحلة تحدٍ مع الكورونا
نشر بتاريخ : 12/27/2020 6:11:48 PM
د. رهام زهير المومني

بقلم: الدكتورة رهام زهير المومني

 

كثيرا ما نسمع عن نساء قيادات نتمنى أن نقتدي بهن، أو نكون نحن قدوة لهن، فأنا إمرأة أتحدث عمّن تمثلني وأمثلها، شبيهتي بالصفات والفكر النّير، بالقوة والإرادة الصلبة والعزيمة، من تشقى وتتحمل من أجل بقائها وديمومتها ليبقى من تحب بخير، من تتحّدى الظروف بعلمها وعملها نفعًا لعائلتها ومجتمعها ووطنها، أتحدث عن قلب بداخله وطن.

 

في أجمل الأوقات تجدها تحلق كالفراشة لتنشر عبيرها الفواح فتضفي على المكان بهجةً وسرورا، وفي أصعب الأوقات تجدها طبيبة تداوي الجروح وتلملم بقايا آلام وأوجاع، فهي الأكثر تحملا لنتائج الاضطراب الاجتماعي والاقتصادي الذي خلفته الأزمات كأزمة الكورونا التي اجتاحت حياتنا فعمّت  الفوضى في شتى مناحيها، وحمّلتنا أعباءً جديدة زادت من تخبطنا وأفقدتنا القدرة على التركيز أحيانا، فالمرأة أثبتت قدرتها على احتواء كل ما هو صعب وتحقيق الاستقرار النفساني للأسرة والمحافظة على عملها، وإدارة شؤون بيتها وعائلتها الذي تَمثَل في تخفيف الملل عن أبنائها من الحجر المنزلي وعدم قدرتهم اللعب مع أصدقائهم، وصعوبة التعلّم عن بعد والذهاب إلى المدرسة، والوقوف مع زوجها الذي كثرت التزاماته وخسر جزءا من دخله أو وظيفته، وخوفها على أبنائها أو أهلها من عدوى قد تجلبها لهم، كل ذلك شكل ضغوطات اجتماعية ونفسانية واقتصادية خضعت لها المرأة خلال هذه الأزمة، فالجهد المبذول منها تضاعف على حساب صحتها وحياتها الخاصة وتجاوز كل الصعاب خاصة إذا لعبت المرأة دورا مزدوجا فكانت هي الأب والأم  لأبنائها.

 

المرأة أسهمت في بناء المجتمع والاقتصاد، ولا تزال إسهاماتها واضحة في سوق العمل وفي معظم القطاعات مثل قطاع الرعاية الصحية والتعليم، فالنساء يشكلن الغالبية العظمى في هذه القطاعات، وتميزت الكثير من منهن في تلك المجالات لإخلاصهن في العمل وامتلاكهن المهارات والقدرات المختلفة مثل الطبيبات والممرضات، والمدرسات في التعليم عن بعد للمدارس والجامعات، والإعلاميات في التوعية ومتابعة أخبار الوباء وفي مجالات أخرى كثيرة.

 

أهمية المرأة ودورها واضح في المجتمع، ويكمن في مهامها البيتية وإنجاز عملها الوظيفي والمكتبي من البيت وما يحتاجه ذلك من جهد ومتابعة وتنسيق مع حاجات الأسرة، خاصة الفترة الطويلة التي قضاها أفراد الأسرة بالحَجْر، وكيف تمتص غضبهم وتلبي احتياجاتهم وكيف تتعامل مع زوجها، ويكمن دورها الأساسي أيضا في تعليم الأبناء عن بعد، تتحمل عبء تدريسهم ومتابعة تحصيلهم العلمي لأنها تدرك مدى صعوبة انقطاع أبنائها عن التعليم الوجاهي وزيارة الأصحاب ووجود القدوة من معلمين وأساتذه، تقنعهم بأنها مرحلة وستمر وما بعد الضيق إلا الفرج، تدرك صعوبة المرحلة فتراقب أبنائها في أثناء الحصص كي يظلوا يقظين وتشجعهم على نهل المعرفة بشتى الطرق، وترشدهم وتوجههم الى الطريق الصحيح والاهتمام بصحتهم النفسانية أيضا ليخرجوا بأقل الخسائر التي تنعكس عليهم بآثار نفسانية وسلبية ممكن أن تودي بهم إلى حالات عنف وانتحار ومشاكل نفسانية لا حل لها، فهي لا تتوقف عن العمل عندما تتوقف الحياة، هي القلب الكبير الذي يستوعب الجميع.

 

هنا يأتي دورها كامرأة قيادية في المجتمع إبتداءً من بيتها ببث روح الطاقة والحماس فيهم فتعلمهم كيفية التكيف والتأقلم مع الوضع الراهن، كيف يحولوا التهديدات إلى فرص ويعملوا على تعزيز نقاط القوة باكتسابهم مهارات جديدة، وكيفية تجنب نقاط الضعف، وتعلمهم أن ليس من الضرورة أن يكون الشخص إيجابيا (بالمعنى المجازي) طوال الوقت لأن المفتاح إلى البشر الأكثر قوة وسعادة كامن في التعامل مع الشدائد تعاملا أفضل، فلا يجب أن نغّلف الشيء السيّئ بالسكر بل يجب أن نعترف أن هناك مشكلة وهذه حقيقة صادقة  تُنعش شخصياتنا، وهي ما ينقصنا لنتعلم معنى  التحدي. إضافة إلى تسليط الضوء على أهمية الوقت واستغلاله استغلالا جيدا والاستمتاع باللحظة لأنها قيمة مهمة بالحياة وهِبة من الله، وأن القيم الحياتية مهمة إذا رتبناها حسب الأولويات، فلا يجب ان نُقدم المهم على الأهم، وأن كل أولوية هدف بحياتنا وليس كل هدف أولوية.

 

في أزمة الكورونا أثبتت المرأة تحديدا أنها الأقوى والأحن، فهي الحضن الدافئ لأبنائها، تتابعهم بقلبها قبل عينيها، هي الدرع الواقي لهم بصلواتها ودعائها وعينيها اللتين لا تناما .. نعم… إنها المرأه القيادية إنها كل أمرأه عاملة بأي مجال حتى بالبيت،  تعطي بوجودها الأمل والحب والعطاء اللامتناهي في عالم مليء بالمخاطر وطرق مزدحمة بالأشواك فتحولها إلى حديقة ممتلئة بالورد والطمأنينة، فيرتقي المجتمع بها ومن ثمرها وتعّمَر البلاد برسالتها التي تجاوزت أسوار الكرة الأرضية، أنا وأنتِ وأُخريات النساء اللاتي كن ولا زلن وسنبقى الحصن المنيع لكل الصعاب.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023