البحث الجنائي يلقي القبض على طاعن المعلم داخل إحدى المدارس قبل أيام ارتفاع أسعار الذهب محليا دينار للغرام الأمن العام يدعو المواطنين إلى توخي الحذر خلال المنخفض الجوي القادم سلطة وادي الأردن تعلن حالة الطوارئ وتحذر من تشكل السيول " الوحدة الوطنية" : لن نشارك بمسيرة الجمعة - أمن واستقرار الاردن في مقدمة أولوياتنا الأونروا: جميع سكان مخيم جنين البالغ عددهم 30 ألف نسمة غادروه وفد من نواب وأعيان الكرك يزور جامعة مؤتة لبحث سبل دعمها وتطوير خدماتها “مالية النواب” تناقش تقارير ديوان المحاسبة لوزارة الصحة ترامب: الولايات المتحدة تريد السيطرة على قطاع غزة السعودية رداً على تصريحات ترامب: قيام دولة فلسطينية موقف راسخ وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الاربعاء 5- 2 -2025 أنثروبيك تطور تقنية ثورية لمنع إساءة استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي ترمب: أريد أن أرى الأردن ومصر تستقبلان فلسطينيين من غزة ترامب يُنشئ صندوق ثروة سياديًا أمريكيًا قد يشتري تيك توك الهند.. أقنعت زوجها ببيع كُلْيته ثم فرّت بالمال مع عشيقها

القسم : بوابة الحقيقة
طرائف من تجربتي في الهند
نشر بتاريخ : 10/18/2019 8:44:56 PM
أ.د. محمد الدعمي

همس أحدهم في أذني بعد التحاقي ببعثي للدكتوراه في الهند منوها إلى ضرورة تعليق صورة “للسيد الرئيس” في شقتي هناك، مضيفا “لن تنجو قط من كبسات ضباط المخابرات مهما بعد مكان دراستك، فهم “سيكبسون”، أما كزيارة أو دعوة عشاء، شقتك لملاحظة التزاماتك الوطنية من آن لآخر”!

وفعلا، ما أن استأجرت شقة بالقرب من المعهد الذي درست فيه، حتى تأكدت من تعليق صورة له على جدار غرفة الجلوس، تجنبا للإشكالات. بيد أن صورة رئيس الجمهورية العراقية السابق بالبزة العسكرية جلبت لي متاعب من نوع آخر، إذ لاحظ مجموعة من الصبية من أصدقاء ولديّ الصورة معلقة، فاستفسروا منهما: هل والدك من أقارب رئيسكم؟ أما ولدي، فلم يعرّضا أصدقاءهما لخيبة أمل قط، إذ أكدا أن: “نعم، بابا، هو ابن عم الرئيس!”

ولم يمر وقت طويل في تلك المدينة الهندية الكبيرة حتى انتشر خبر “قرابتي” من الرئيس عبر الأثير بين العشرات من العوائل حوالي منطقة سكني. ولأني كنت أدرك أن هذه هي “جريمة انتحال صفة”، حاولت جاهدا أن أكذب الخبر أمام الصبيان من أصدقاء أطفالي وأمام الناس عامة، ومع ذلك، فقد ذهبت جهود “التكذيب” هواء في شبك، لبالغ الأسف.

حتى حدث الآتي: “فإذ كنت أهيئ طعام الفطور على مائدة المطبخ الصغيرة في أحد الصباحات البهية، مع الشاي الساخن قبل إرسال ولديّ إلى الروضة، دق جرس الباب الخارجي لشقتي، فتحت الباب وإذا بسيدة لم يكن عمرها يقل عن سبعين سنة ترتدي الساري الهندي معها رجل يستحق الملاحظة نظرا لضخامة جسمه. وبعد أن تفضلا بالجلوس في شقتي، وقد كانت زوجتي قلقة، تترقب ما الذي يريده هذان الشخصان اللذان لم يسبق أن رأيناهما ـ بدأت السيدة العجوز بالكلام معنا، بينما بقي الرجل العملاق جالسا إلى جانبها يلتزم الصمت. هي قالت: إن ولدي هذا الجالس أمامكم يتعرض للتهديد بالاعتداء، بل وبالقتل من قبل “عصابة”.

ولكن المفاجأة كمنت لحظة أن استفسرت حول علاقتي بهذا الموضوع الخاص بولدها، أجابت العجوز بأنها قد قدمت إلي طلبا بالحماية، أي حماية ولدها العملاق الجالس إلى جانبها.

قلت، ولماذا تفضلت باللجوء إلي، وأنا باحث أجنبي جئت للدراسة وبحاجة للحماية شخصيا، أوضحت العجوز، بالقول: “جئت إليك لأنك رجل قوي!” واستدراكا للتمادي في القيل والقال، سألت العجوز وولدها العريض المنكبين: “وكيف عرفتِ بأني رجل قوي؟” أجابت السيدة بأنها استنتجت هذه “الحقيقة” بسبب الشخص الظاهر في الصورة المعلقة على الجدار، أي صورة الرئيس السابق بالبزة العسكرية!

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023