البحث الجنائي يلقي القبض على طاعن المعلم داخل إحدى المدارس قبل أيام ارتفاع أسعار الذهب محليا دينار للغرام الأمن العام يدعو المواطنين إلى توخي الحذر خلال المنخفض الجوي القادم سلطة وادي الأردن تعلن حالة الطوارئ وتحذر من تشكل السيول " الوحدة الوطنية" : لن نشارك بمسيرة الجمعة - أمن واستقرار الاردن في مقدمة أولوياتنا الأونروا: جميع سكان مخيم جنين البالغ عددهم 30 ألف نسمة غادروه وفد من نواب وأعيان الكرك يزور جامعة مؤتة لبحث سبل دعمها وتطوير خدماتها “مالية النواب” تناقش تقارير ديوان المحاسبة لوزارة الصحة ترامب: الولايات المتحدة تريد السيطرة على قطاع غزة السعودية رداً على تصريحات ترامب: قيام دولة فلسطينية موقف راسخ وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الاربعاء 5- 2 -2025 أنثروبيك تطور تقنية ثورية لمنع إساءة استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي ترمب: أريد أن أرى الأردن ومصر تستقبلان فلسطينيين من غزة ترامب يُنشئ صندوق ثروة سياديًا أمريكيًا قد يشتري تيك توك الهند.. أقنعت زوجها ببيع كُلْيته ثم فرّت بالمال مع عشيقها

القسم : بوابة الحقيقة
لا تتحرج لأنك عربي!
نشر بتاريخ : 9/30/2019 6:09:09 PM
أ.د. محمد الدعمي


قدمت لي تلك الحسناء اليافعة “صدمة وعي” لم أتوقعها، بحسب جميع المعايير، بعد أن أفصحت لي عما يدور في خلدها: “هل تشعر بالإحراج لأنك عربي؟” مضيفة: “لا داعي للتحرج!”

وقد كان الأدهى هو أنها مجرد رقم في ماكينة العمل الأميركية العملاقة، بوصفها مجرد “موظفة استقبال النزلاء” في “فندق الكلاب”، وهو فندق خاص بإيواء الكلاب مقابل أجور “معقولة”، أثناء اضطرار أصحاب هذه الكلاب للتغيب عن المنزل لسبب ما، كأن يكون السفر أو الرقود في مستشفى.

والحق أقول، ربما زاد هذا المكان، أي Dogs Hotel الذي يقع إلى جانب “دار سينما الكلاب”، حيث تعرض على شاشتها أفلاما خاصة لهذا النوع من الحضور! قفز على بالي كيف نعامل الكلاب في بلداننا “العربية”؛ ثم كيف تواشج ذلك الانطباع كله بقوة “صادمة” أعلاه، خصوصا وأني قد قدمت نفسي في “الاستقبال” كرجل عربي، مفتخرا بنفسي ومزهوا بتراث تاريخي عميق.

وإذا كان هول الصدمة لا صلة له بفندق الكلاب، أو بسينما الكلاب، أو بمستشفيات الكلاب المنتشرة في كل مكان من هذه الحاضرة الأميركية الزاهرة، “فينكس Phoenix”، فإن مصدر الصدمة الحقيقي أتى من حجم وكثافة التشويه الذي تعرض له العرب، أفرادا وشعوبا، بعد انقضاء القرن التاسع عشر على أيدي المئات من الغربيين الذين كان همهم البحث عن مثالب العرب وتضخيمها وليّها بصورة حقود على سبيل ما كان قد تحقق لهم في سنوات تالية، خصوصا بعد الحروب العربية الإسرائيلية (1948، 1957، 1967، 1973)، إذ غدا التحوط (وربما الاعتذار للمعية) بسبب منشأ المرء، عربيا، من إحدى الدول العربية أو نسبة لإحدى القبائل العربية “العاربة” الأصيلة!

وإذا أدركنا الآن جيدا بأن ما ألصق بالعنصر العربي من سلبيات عبر حملات تشويه إعلامية حقود قامت بغسل أدمغة الجمهور الغربي في كل من أوروبا وأميركا الشمالية، فإن علينا أن ندرك بذات المقدار من الوضوح والقوة طول الطريق الذي ينتظرنا وينتظر ثقافتنا وإعلامنا كي تسلكاه على سبيل تصحيح صورة “عربي التلفاز” وصورة “عربي السينما” اللتين تناولت بهما ذات الموضوع في مقالتين سابقتين لصحيفة (الوطن الغراء) قبل عدة أشهر!

كما أن هذه فرصة إضافية كي أرفع صوتي عاليا للدعوة إلى مشروعي القومي لمركز متخصص لدراسة طرائق تصوير العرب في الإعلام وآنية التسلية الغربية، كالسينما والأفلام المتحركة، وحتى مدن الملاهي من عيار “دزني لاند”! أليس هذا مشروعا استراتيجيا قد يوازي مشاريعنا في حقول المعادن والصناعة والزراعة والتجارة في أهميته؟ خصوصا وأن بقاء الصورة المحرفة للعرب، أفرادا وقوما، لا بد وأن يترك آثاره المظلمة على كافة أنشطة الدول العربية إقليميا وعالميا.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023