أكثر من 7,000 مستخدم منذ تفعيلها.. زين تطلق منصّتها الرقمية للإبداع (ZINC.JO) البحث الجنائي يلقي القبض على طاعن المعلم داخل إحدى المدارس قبل أيام ارتفاع أسعار الذهب محليا دينار للغرام الأمن العام يدعو المواطنين إلى توخي الحذر خلال المنخفض الجوي القادم سلطة وادي الأردن تعلن حالة الطوارئ وتحذر من تشكل السيول " الوحدة الوطنية" : لن نشارك بمسيرة الجمعة - أمن واستقرار الاردن في مقدمة أولوياتنا الأونروا: جميع سكان مخيم جنين البالغ عددهم 30 ألف نسمة غادروه وفد من نواب وأعيان الكرك يزور جامعة مؤتة لبحث سبل دعمها وتطوير خدماتها “مالية النواب” تناقش تقارير ديوان المحاسبة لوزارة الصحة ترامب: الولايات المتحدة تريد السيطرة على قطاع غزة السعودية رداً على تصريحات ترامب: قيام دولة فلسطينية موقف راسخ وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الاربعاء 5- 2 -2025 أنثروبيك تطور تقنية ثورية لمنع إساءة استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي ترمب: أريد أن أرى الأردن ومصر تستقبلان فلسطينيين من غزة ترامب يُنشئ صندوق ثروة سياديًا أمريكيًا قد يشتري تيك توك

القسم : بوابة الحقيقة
"الدكتور جوجل"
نشر بتاريخ : 2/23/2019 5:09:12 PM
أ.د. محمد الدعمي


بعدما اطلعت، لأول مرة، على ما يقدمه “الدكتور جوجل” Doctor Google من وصفات وعلاجات طبية بعد استشارته على شبكة المعلومات الدولية Internet، استذكرت عددا لا بأس به من الأطباء المختصين الذين أراجعهم من آن لآخر في الولايات المتحدة الأميركية، من هؤلاء الأطباء الاستشاريون الذين غالبا ما يرون المريض لبضع دقائق للاستفسار عما يشتكي منه، ثم يغيبون مددا طويلة، تاركين المريض في غرفة الفحص بالانتظار.

إلا أن اطلاعي على “الدكتور جوجل” أعلاه قد أزال الغشاوة عن ناظري بقدر تعلق الأمر بدوافع وأسباب تغيب الأطباع عن المريض أثناء الفحص، أو قبله، إذ تبين لي أن “الطبيب اللبيب” الذي (كان سابقا يعرف كل شيء)، أي الذي كنا نراجعه على سنوات الطفولة، قد انقرض، بدليل أن المختصين الآن يرجعون إلى حواسيبهم في مكاتبهم (سوى غرف الفحص) لمعرفة الذي يشتكي منه المريض، ثم للحصول على اسم الدواء الذي يحتاج المريض إليه. وهذا يعني أن الطب “الإنسايكلوبيدي” كما كنا نعرفه سابقا لم يعد موجودا، ربما باستثناء الجراحات التي يصعب على الجراح خلالها ترك مريضه في “مسرح العمليات” من أجل استشارة جوجل عما يتوجب فعله.

ربما كان هذا هو ما يفسر عزوف ملايين الأفراد عن مراجعة أطبائهم كلما اشتكوا من عارض صحي، ذلك أن “الدكتور جوجل” يعرف كل شيء بل ويجهز لمريض بما يحتاج إليه، ثم يقدم لمريضه الوصفة الأدق التي يمكن لهذا المريض أن يصرفها، ليس من الصيدلية القريبة من عيادة الطبيب، بل من صيدلية، قد تكون موجودة على الإنترنت، فيضع الطلبية الدوائية (الأرخص سعرا) ثم يبتاعها المريض كي تصله الأدوية خلال بضعة أيام إن لم تصله في اليوم التالي.

بيد أن “رأس المال” المتعامي لحصاد الأرباح فوق الأرباح، يحارب “الدكتور جوجل” المتوفر في كل بيت له اشتراك بالإنترنت، إذ راحت بعض شركات الأدوية الاحتكارية التي لا يهمها سوى المتاجرة بصحة المواطنين تفرض أسماء أدويتها على “الدكتور جوجل” كي يصفها لمرضاه، فتحصد المزيد من الأرباح، حتى لو كانت هذه الأرباح على حساب صحة ورفاه المرضى.

لذا، فمع النصيحة الأخوية لاستشارة الدكتور جوجل ومحاولة الاستفادة مما ينصح به، يتوجب على المرء أن يحذر مما تفعله الشركات الصيدلانية في سبيل تسويق أدويتها، حتى لو احتوت على مواد قاتلة، إذ تعاني الولايات المتحدة الأميركية اليوم من تفشي “وباء الإدمان” على الأدوية المسكنة التي راحت تحل محل مهربي المخدرات بسبب تسويقها عبر “الدكتور جوجل” والصيدليات على الإنترنت دون الحاجة لصداع مراجعة طبيب العائلة.

بلى، استشر “الدكتور جوجل”، ولكن احذر ألاعيب رأس المال!

*كاتب وباحث أكاديمي عراقي

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023