بقلم: فادي محمد الدحدوح
مع انطلاقة عام 2019م، وفي ظل تقنيات القرن
المتسارع بنا نحو ميادين التقدم والتمايز، كانت حقبة انطلاق شعلة العلم التي أوقدها
الباحثون، والعلماء على مختلف اهتمامهم، فقد كان البحث العلمي دائماً هو الرائد نحو
فرضية أو نظرية جديدة وهو تلخيص لظاهرة واستمزاج لفكر ومن ثم فهو نافذة ذات آفاق نحو
كون وخلاصة جديدة.
لقد قال الحكيم الصيني ساما: أنت تستحق لقب القائد العظيم إذا صففت قواك بصورة
فنية وركزتها بطريقة صحيحة ودفعتها للقتال في الوقت المناسب وأدرتها بحكمة وكافأتها
بحق وحرستها بعناية ووزنت الأمور بدقة .
تعمل مؤسساتنا العربية في ظل بيئات عمل معقدة وغاية الصعوبة، ولذلك أصبحت
المؤسسات العربية مطالبة بالابتكار وتبنى هذا النهج باعتباره أحد الوسائل المهمة
لمواجهة التحديات العاصفة بالبيئة العربية في كافة الأصعدة، وتحقيق البقاء
والاستمرار نظرا لما يحققه الابتكار من تميز وإتقان في مجال عمل تلك المؤسسات.
من جانب أخر فان نجاح تلك المؤسسات في خلق القيادة الابتكارية يتوقف على
مدى استجابة العنصر البشري لهذه العملية، ولذلك نشأت مسؤوليات جديدة على عاتق
قيادة الموارد البشرية في مؤسساتنا العربية تتلخص في اعداد استراتيجيات لتنمية
وصقل مهارات العاملين وتعمل على خلق التأثير الايجابي في اتجاهاتهم وسلوكياتهم المتعلقة بالعملية الابتكارية.
إن مدراء المؤسسات العربية لا ينبغي لهم أبداً أن يقفوا عند حد معين من الكفاءة
والفعالية، ولا أن يقتنعوا بما وصلوا إليه من أداء لعملهم بإخلاص، إذ لا بد أن يكون
لديهم الطموح والدافعية القوية لأبعد من ذلك بكثير، ومن ذلك أن يكونوا على إستعداد
تام للتكيف مع متطلبات العصر، من خلال تفجيرهم للطاقات الإبداعية، وحفز القدرات الإبتكارية
في العاملين معهم، بحيث يصبح الإبداع والإبتكار والتجديد والمرونة المحك الأساسي.
وعلى الرغم من وجود بعض الجهود في رعاية قيادة الإبتكار والإبداع في
مؤسساتنا العربية، إلا أنها لا تزل جهوداً محدودة وقاصرة وتعانى كثيراً، وغير كافية
لتحقيق الرعاية المطلوبة للإبداع والمبدعين.
ومع هذا فما نشهده من جهود مخلصة في تطوير مؤسساتنا العربية، تجعلنا متفائلين
بإمكانية تحويل مؤسساتنا العربية من مؤسسات تقليدية إلى مؤسسات فعالة، نجد فيها الرعاية
التي تناسب في رعاية المبدعين والمتفوقين.
إن مؤسساتنا العربية في السنة الجديدة تتطلب من قيادة المؤسسات العربية جهداً إضافياً،
كي نصل لمسارات خلاقة مبدعة، من خلال التخطيط
للأهداف، ووضعها، أو تحديد الإجراءات المناسبة للتنفيذ والمتابعة، ويكون ذلك من خلال
المشاركة والمناقشة واللقاءات المتنوعة والمختلفة داخل المؤسسات وخارجها، كل هذا يهدف
إلى تحقيق أهداف المؤسسة العربية.
إن جوهر تحقيق هذه الصورة المطلوبة في مؤسساتنا العربية هو وجود قيادة ادارية
مؤهلة وقادرة على خلق وإدارة هذه الاستراتيجيات وتحقيق الهدف المرجو منها وكذلك
قدرتها على إدراك أهمية المورد البشري
الذي تمتلكه هذه القيادة، وتعتبر القيادة الابتكارية من أهم الاحتياجات في عصرنا الراهن
ومع بزوغ فجر سنة جديدة، كونها تمتلك البصيرة والقدرة على تهيئة المناخ المناسب للابتكار
وتحديد المشكلات والمعوقات التي تحول دون استحداث أساليب ابتكارية في المنظمة.
وأخيراً.. إن مؤسساتنا العربية ليست بحاجة إلى مديرين، بل لقادة يعملون على
إقناع الناس ومن حولهم برؤى منظماتهم ورسالتها لإحداث التغيير المنشود للأمة
العربية.