وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الاحد 28 – 4 – 2024 الأردن يدين استهداف حقل خور مور للغاز في إقليم كردستان العراق الارصاد: الاحد .. طقس غير مستقر ومغبر كمبوديا: مقتل 20 جندياً في انفجار مستودع للذخيرة في قاعدة عسكرية النزاهة ومكافحة الفساد تُعلن نتائج مسابقة هاكاثون النزاهة "الخرابشة والخريشا " : سيناريوهان للحكومة والنواب - فيديو اجتماع سداسي عربي يرفض أي عملية عسكرية في مدينة رفح الفلسطينية عسكريون : المقاومة في غزة تمتلك اكثر من 140 ألف صاروخ - فيديو الأردن سيشارك في اجتماع سداسي عربي مع بلينكن بالرياض بشأن غزة " الحقيقة الدولية " برفقة صقور سلاح الجو أثناء عملية تنفيذ الإنزال الجوي على غزة – فيديو وصور الكرملين: روسيا تبحث عن سبل للتغلب على أي عقوبات أوروبية على عمليات الغاز المسال الفيصلي يتفوق على الاهلي في دوري المحترفين منتخب الشابات يخسر مجددا أمام نظيره اللبناني تعليق إنتاج مصفاة نفط روسية جراء هجوم بطائرة مسيرة "الصحة العالمية": 50 ألف إصابة بالحصبة في اليمن خلال عام

القسم : بوابة الحقيقة
انقلاب.. تكتل.. أم مؤامرة؟
نشر بتاريخ : 9/8/2018 1:28:17 PM
أ.د. محمد الدعمي


بقلم: أ.د. محمد الدعمي

يصعب على المرء تصنيف ما يحدث في البيت الأبيض الآن، أي بعد ظهور رأس جبل الجليد المدمر مرئيا للعيان عبر الرسالة، مجهولة الكاتب، التي ذهبت حد توجيه تهمة الــ”لا أخلاقية” للرئيس الأميركي، دونالد ترامب.

ولكن هل يمثل رأس جبل الجليد هذا تكتلا، أم مؤامرة، انقلابا أم خيانة؟ والحق أقول، فإنه يمثل التسميات أعلاه جميعا: فهو “تكتل” بداخل الجهاز الإداري (المركزي الأعلى) في البيت الأبيض، نظرا لأن محرر الرسالة يصرح على الملأ بأنه لا يعمل بمفرده للجم “نزق” الرئيس وللحد من نزواته! ومن ناحية ثانية، فإنه يجسد شيئا أشبه ما يكون بــ”المؤامرة” للإطاحة بالرئيس، ذلك أن الرسالة المجهولة تعلن (المنشورة في صحيفة نيويورك تايمز يوم 5 سبتمبر، 2018) ضرورة إعفاء الرئيس من منصبه هذا، نظرا لما أقدم عليه من قرارات، وما ينوي الإقدام عليه مما لا يتطابق و”القيم” الأميركية والمثل التي عني رؤساء الولايات المتحدة المتتالون جميعا.

وبطبيعة الحال، فإن استجابة الرئيس الفورية باستدعاء كافة موظفي البيت الأبيض (من رئيس الديوان إلى الحرس والمنظفين) إنما تنطوي على هيجان عصبي لأنه يعلن أنه يشعر بــالخيانة” من قبل محرر الرسالة الذي عرفته صحيفة (نيويورك تايمز) بــ”مسؤول كبير” يعمل داخل البيت الأبيض. لذا، لم يكتف الرئيس بطلب كشف محرر الرسالة عن نفسه علانية، ناهيك عن طلبه من الصحيفة ذاتها إماطة اللثام عن اسم كاتب الرسالة، ذاهبا إلى أن الصحيفة نفسها ستكون معرضة للمساءلة وربما للعقاب قانونيا، باعتبار أن التعرض لشخص الرئيس بالذات إنما هو خيانة عظمى، وبأن تكتم الصحيفة على اسم كاتب الرسالة إنما يعد “مشاركة” في المؤامرة التي تحاول النيل من ذات الرئيس ومن أمن البلاد، بطبيعة الحال.

يأتي هذا كله في سياق نشر كتاب جديد من تأليف “بوب وودورد” الذي ساعد بالإطاحة بالرئيس ريتشارد نيكسون في سبعينيات القرن الماضي (تحت اسم قلمي، هو الحنجرة العميقة، deep throat) الأمر الذي جعل الرئيس والجمهور عامة يعدون هذا النوع من التزامن (الكتاب، زائدا الرسالة المجهولة) إنما هو صدى لفضيحة “ووترجيت” التي قادت إلى عزل الرئيس نيكسون آنذاك.

زد على ذلك كله، انتشار الشعور في واشنطن، والولايات المتحدة عامة بعدم أهلية الرئيس دونالد ترامب للبقاء على كرسي الرئاسة، خصوصا بعد ادعاء هذا المؤلف بأن ترامب سبق وأن ناقش مع مستشاريه فكرة اغتيال الرئيس السوري بشار الأسد، إذ يلقي ذلك بظلاله على سلوك مؤسسة الرئاسة الأميركية التي لا ينبغي أن تشذ بسلوكها نحو مسارات لا يخطو عليها أحد سوى العصابات أو الشبكات الإرهابية.

إن هذه الأجواء الساخنة للغاية التي تحيط بمصير الرئيس ترامب إنما تنذر بأحداث جسام وبأزمات دستورية خطيرة في حال وصول الأمر إلى حد المطالبة بعزل أو بإعفاء الرئيس من مناصبه جميعا!

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023