نشر بتاريخ :
13/11/2019
توقيت عمان - القدس
4:36:24 PM
الحقيقة الدولية – عمان – خاص
بدعوة من عمادة شؤون الطلبة في جامعة إربد الأهلية، وبرعاية معالي
الدكتور محمد الصقور رئيس مجلس أمناء الجامعة، القى الأستاذ الدكتور حمزة محاسنة/
جامعة مؤتة- أستاذ الحضارات القديمة، محاضرة في الجامعة تحدث خلالها حول هيكل
سليمان حقيقة أم خيال، بحضور سعادة الدكتور أحمد العتوم رئيس هيئة المديرين،
والأستاذ الدكتور سالم الرحيمي رئيس الجامعة بالوكالة، والدكتور محمد الروسان عميد
شؤون الطلبة، والعمداء، وجمع كبير من أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية، وطلبة
الجامعة في مدرج الكندي.
وأشار الدكتور محاسنة في محاضرته إلى أن القران الكريم لم يشر إلى أي
شيء يدل على وجود هيكل سليمان والذي تم ذكره في كتب بني إسرائيل والتي تم تحريفها
بحثاً عن شرعية وجود للكيان اليهودي، وبين بأن اليهود يبحثون الآن عن آثاره
ويريدون أن يعيدوا بناءه على أنقاض المسجد الأقصى، رغم أنه لا يوجد مصدر موثوق به
يثبت بناء سليمان عليه السلام لهذا الهيكل، فالقرآن قص علينا قصة داود وسليمان
عليهما السلام في عدة مواضع، وذكر قصة سليمان مع بلقيس والهدهد والنملة ومع الجن،
وبعض هذه الأحداث تبدو أقل أهمية من الهيكل! فلماذا لم يتكلم القرآن الكريم عن
الهيكل إذا كان بهذه القدسية والجلالة التي يذكرها اليهود.
وبين الدكتور محاسنة بأن الدارسين لنصوص الكتاب المقدس المتعلقة ببناء
الهيكل يأخذهم العجب والاستنكار، بل يجزمون بأن قصة البناء خرافة وأسطورة لا حقيقة
لها، ذلك لأنه سيقف أمام تخيل بناء عظيم جداً، قد يكون من أعظم الأبنية التي
عرفتها البشرية، فالمواد المستخدمة في البناء وعدد العمال كان خيالياً مبالغاً فيه
بما يتجاوز حدود التفكر، فالذهب كان مائة ألف وزنة، والفضة: مليون وزنة، والحديد
والنحاس بلا وزن لأنه كثير، والخشب والحجارة تزيد عليها، وعدد العمال المشاركين في
البناء 180 ألف عامل، وعلى الرغم من كل هذه المواد والعمال فإن الكتاب المقدس يذكر
أن طول الهيكل ستون ذراعاً (30 متراً تقريبا)، وعرضه عشرون ذراعاً (10 أمتار)،
وارتفاعه ثلاثون ذراعاً (15 مترا)، والرواق (الفناء) الذي أمامه طوله عشرون ذراعاٍ
وعرضه عشرة أذرع، أي أن حجم الهيكل كان بالمجمل 30 م × 10 م × 15 م أي : كانت
مساحة أرضه 300 م 2 بارتفاع أربع أو خمس طوابق، فهل يعقل أن تستخدم كل هذه المواد،
ويشارك في البناء 180 ألف عامل لمدة سبع سنوات، من أجل هذا البناء الصغير؟! إن هذه الأكاذيب والمبالغات ليس الهدف منها إلا إضفاء نوع من العظمة
والجلالة لهذا الهيكل المزعوم .
وشدد الدكتور محاسنة على أن الدلائل التاريخية تفيد أن الذي بنى
المسجد الأقصى هو سيدنا إبراهيم، أو حفيده يعقوب عليهما السلام، وكان ذلك قبل
سليمان بمئات السنين، فليس من المعقول أن يقوم سليمان بهدم مكان بناه نبي مثله
لعبادة الله تعالى، من أجل أن يقيم عليه هيكلاً، وبين ان اليهود قد بدأوا عمليات
الحفر تحت المسجد الأقصى للبحث عن آثار وبقايا هيكل سليمان سنة 1968، وقد ذكر عالم
الآثار اليهودي "إسرائيل فلنكشتاين" أن علماء الآثار لم يعثروا على أي
شواهد أثرية تدل على أن الهيكل كان موجودا بالفعل، واعتبر أن فكرة وجود الهيكل هي
مجرد خرافة لا وجود لها، وأن كَتَبَة التوراة في القرن الثالث : أضافوا قصصا لم
تحدث
،وذكر هذا أيضا غيره من علماء الآثار الذين
شاركوا في الحفريات تحت المسجد الأقصى، فقد صرح عالم الآثار الأمريكي "غوردن
فرانز" أنه لا توجد دلائل على وجود الهيكل في أسفل المسجد الأقصى، ولما سئل:
أين موقع الهيكل؟ أجاب: لا أعرف، ولا أحد يعرف .
واختتم الدكتور محاسنه محاضرته بالقول إنه من المعروف عند اليهود أن
"الكتاب المقدس" كتب في فترة الأسر البابلي، وقد ذكرنا أن اليهود سُمحَ
لهم بالعودة إلى فلسطين بعد سنوات من الأسر، فلعل الكتبة قد زادوا بعض الأساطير
حول الهيكل، تشجيعاً لليهود للرجوع إلى القدس، وبأن كل هذه الأدلة والشواهد وغيرها
تدل على أن قضية الهيكل هي مجرد أكاذيب، كتبها كتبة "الكتاب المقدس"،
ونسبوها إلى الله، لربط اليهود بتلك المدينة، وحثهم على الرجوع إليها، باعتبار أن
ملكهم لن يتم إلا باستعادة ذلك الهيكل المزعوم .
وبنهاية المحاضرة قام كل من: معالي الدكتور محمد الصقور رئيس مجلس
الأمناء، والدكتور أحمد العتوم رئيس هيئة المديرين، والدكتور سالم الرحيمي رئيس
الجامعة، بتقديم درع الجامعة للدكتور حمزة محاسنة، وقاموا بشكره وتقديره على
المعلومات القيمة التي قدمها للحضور.