نشر بتاريخ :
09/09/2025
توقيت عمان - القدس
9:25:01 PM
المحامي حسام حسين الخصاونة
إن ما نريده لمستقبل الأردن لا يقتصر على مجرد الصمود أمام
العواصف الإقليمية، بل يتجاوز ذلك نحو بناء وطن أقوى وأكثر رسوخًا. مستقبل الأردن
يبدأ من صناعة جيل ملتزم ومجتمع موحد يعرف قيمه ويتمسك بدينه ويقف خلف قيادته
الهاشمية التي تمثل صمام الأمان في هذه المرحلة الدقيقة. الرهان الأكبر هو على
عودتنا إلى جذورنا، قيمنا الأخلاقية والدينية التي صنعت صلابة الأردنيين عبر
التاريخ، فهذه القيم ليست مجرد شعارات بل هي القوة التي تجعل المجتمع متماسكًا
والأسرة أكثر استقرارًا والشباب أكثر وعيًا بما لهم وما عليهم. ومن هنا فإن
الاستقرار الاجتماعي وتعزيز الانتماء للوطن والعمل على بناء الذات يمثلان الأساس
المتين لأي نهضة مستقبلية.
جيلنا القادم يجب أن يكون جيلًا إسلاميًا ملتزمًا متعلمًا
ومبادرًا يعمل من أجل وطنه ويسهم في الدفاع عنه وبنائه. شباب يحمل رسالة النهضة
ويعرف تاريخه وحاضره وهدفه المستقبلي ويؤمن أن التخطيط السليم هو الطريق لتحقيق
الطموحات، فلا بد أن تكون أعمالنا مبنية على خطط مستقبلية واضحة توجه الجهود وتحسن
استثمار الطاقات. الزراعة والصناعة تمثلان ركيزتين لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز
استقلال الاقتصاد الأردني، فالأردن الذي يعتمد على نفسه في غذائه وصناعته يكون
أكثر قوة وقدرة على مواجهة الضغوط والتحديات، وفي الوقت نفسه يبقى جيشنا العربي
وأجهزتنا الأمنية الدرع الصلب الذي يحمي الوطن ويصون استقراره.
وفي زمن تتزايد فيه الاضطرابات وتتعمق فيه التحديات لا مجال
للتشرذم أو الخلافات الضيقة، فوحدتنا الوطنية خلف قيادتنا الهاشمية هي حجر الزاوية
لحماية الأردن واستقراره، والقيادة الحكيمة تمثل الضمانة الكبرى لاستمرار الأردن
قويًا حاضرًا في الإقليم والعالم. وهنا لا بد من التأكيد أن هذه المسؤولية تقع على
الجميع دون استثناء، على الحكومة ومؤسساتها، والقطاع الخاص، ومؤسسات المجتمع
المدني، والأحزاب، والأفراد، فكل شريك في صياغة المستقبل. المستقبل الذي نريده هو
وطن يقوده جيل ملتزم ومجتمع موحد واقتصاد متين يقوم على الزراعة والصناعة وأعمال
مخططة ومدروسة وجيش قوي، وطن يحتمي بقيمه ويقف خلف قيادته ويصنع موقعه بين الأمم
رغم كل التحديات، وهذا ليس حلمًا بعيدًا بل هدف نعمل عليه اليوم جميعًا بكل عزيمة
وإصرار.