القسم :
محلي - نافذة على الاردن
نشر بتاريخ :
09/09/2025
توقيت عمان - القدس
8:33:27 PM
عربدة اسرائيلية على 5 دول عربية في 24 ساعة.. أين السيادة العربية؟
الحقيقة
الدولية - عمّان - المحرر السياسي
في أقل من
أربعٍ وعشرين ساعة، شنّ الكيان الصهيوني سلسلة اعتداءات شاملة ومتزامنة، امتدت من
غزة التي تواجه حرب إبادة تاريخية، إلى سوريا حيث استُهدفت مدينتا حمص واللاذقية،
مروراً بلبنان الذي شهد غارات جوية أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، وصولاً إلى تونس حيث
طالت الهجمات سفينةً إسبانية مشاركة في أسطول كسر الحصار عن غزة في ميناء سيدي
بوسعيد، ومن ثم إلى قطر، حيث استُهدفت مقرات لحركة حماس أثناء اجتماع لمناقشة
مقترح ترمب لوقف إطلاق النار في غزة!
الواضح تماماً،
أن العربدة الصهيونية لا تقيم وزناً للعرب ولا لسيادتهم، وتتعامل مع الشعوب والدول
العربية باستخفافٍ لم تشهده الأمم في تاريخها، فطائرات الاحتلال تصول في الأجواء
العربية وتجول، وتضرب من تشاء وتدمّر ما تشاء، فيما يقتصر "الرد العربي"
على بيانات إدانة واستنكار، وهو ما أدركه الاحتلال مسبقاً وحفزّه ليتمادى في غيّه
وإجرامه!
إن استباحة
الكيان الإسرائيلي لسيادة الدول العربية، بما تمثله من استخفاف وامتهان، دون وازع
أو رادع، تعكس إدراكه لحالة الخنوع والانقسام، وتكشف حالة الموت السريري العربي
الرسمي والشعبي غير المعلن، مستفيداً من هذا الواقع المؤسف، ليتجاوز كل المعايير
الدولية والقانونية والإنسانية والاخلاقية، ويوغل في دمويته وإجرامه.
الأمة العربية
التي أصبحت معتادة على مشاهد الإبادة في غزة، وتكتفي بإحصاء الشهداء، والتفاعل على
المنصات الرقمية، واعتادت على الاعتداءات المتكررة في سوريا ولبنان واليمن والعراق
وغيرها، دون تحرك يذكر، تقف اليوم أمام لحظة تاريخية فارقة : فإما الاستسلام
الكامل لاستباحة الاحتلال، وإما الانتفاض من الغيبوبة، وإعادة ترتيب الأولويات،
لحماية الأرض والشعوب والذود عن أعراضها ودينها ومقدساتها.
الحرب التي
يشنها الكيان الإسرائيلي، حرب عقائدية تلمودية صرفة، تستهدف الأمة بأسرها، فمشروعه
المعلن يقوم على إقامة كيان يهودي يمتد بين النيل والفرات، على أنقاض أمة عربية
مستباحة، وما يحدث في غزة ليس سوى فصل من حرب أشمل، ستطال سيعر نيرانها جميع الدول
والشعوب العربية الغافلة.
على الأمة أن
تدرك بأن غزة هي آخر الحصون، وآخر القلاع، فهي لا تقاتل عن نفسها فحسب، بل تدافع
عن الأمن القومي العربي والإسلامي، وتحمل عبء الذود عن كرامة الأمة بأسرها، فالخطر
الإسرائيلي لا يعترف بحدود، ولا يفرّق بين عاصمة عربية وأخرى.
كيان الاجرام
الدموي، الذي يواصل عدوانه بلا رادع، مستفيداً من الانحياز الدولي وحالة الضعف
والانقسام العربي، يفرض على الأمة العربية اليوم التحرك الموحد، ليس فقط لحماية
الأرض والشعوب، بل للحفاظ على الأمن القومي العربي، والعواصم العربية التي يضعها
الكيان في مرمى أهدافه.
لقد أصبحت
الصحوة العربية الموحدة ضرورةً وجودية، قبل أن تتحوّل اعتداءات الكيان إلى
واقعٍ دائم، يُعيد رسم خرائط النفوذ الإقليمي وفق مصالحه، وتُقسَّم المنطقة بين
سادةٍ وعبيد، كيانٍ يتسيّد، وأمةٍ تُحكم رقابها بيدِ كيانٍ مارق!