القسم :
محلي - نافذة على الاردن
نشر بتاريخ :
07/09/2025
توقيت عمان - القدس
9:08:21 PM
الماضي: العشائر الأردنية خزان وطني والشيخة قيمة اجتماعية تنبع من ثقة الجماعة – فيديو
الحقيقة الدولية – خاص – قال عضو مجلس الأعيان السابق، الشيخ طلال الماضي، إن العشائر الأردنية ستبقى ركيزة أساسية لحماية الوطن، و"الخزان الوطني" الذي يمد الدولة بالكفاءات، مؤكدًا أن دورها يتجدد مع كل مرحلة في ظل التحديات الإقليمية والاقتصادية والسياسية الراهنة.
وأوضح الماضي خلال استضافته في برنامج "واجه الحقيقة" أن "الشيخة ليست بطلب رسمي أو ورقة تقدم، بل قيمة اجتماعية عالية تنبع من ثقة الجماعة"، مشددًا على أن الشيخ الحقيقي "خادم لربعه وجماعته" وليس صاحب مكاسب أو امتيازات، بل يدفع من جيبه لخدمة الناس. واعتبر أن انتشار طلبات "الشيخة" عبر وسائل التواصل الاجتماعي يمثل "كارثة" حتى لو صح جزء بسيط منها.
وبيّن أن العشيرة لم تعد محصورة برابطة الدم، بل أصبحت رافدًا وطنيًا يسهم في استقرار المجتمع، مع ضرورة الفصل بين دورها الاجتماعي وبين الانخراط السياسي الذي يجب أن يتم عبر الأحزاب والبرامج، لا عبر روابط الدم. وأكد أن الرؤية الملكية للتحديث السياسي جاءت لمعالجة هذه الإشكالية، وأن التحول نحو التصويت البرامجي الحزبي سيستغرق وقتًا لكنه حتمي.
وأشار الماضي إلى أن القضاء الأردني "نزيه ومحترم"، وأن دور العشيرة يقتصر على الوساطة الاجتماعية وإصلاح ذات البين، بما لا يتعارض مع القانون، لافتًا إلى أن هذه القيم "إلهية قبل أن تكون إنسانية". لكنه أبدى أسفه لتراجع بعض القيم الاجتماعية داخل العشيرة في الوقت الراهن، ما أدى إلى بروز ظواهر سلبية بين الشباب، مثل رفع شعارات انتخابية غير لائقة، والافتخار بأرقام وهمية على حساب الإنجازات العلمية والثقافية.
وفي الشأن الإقليمي، أكد الماضي أن أبناء العشائر الأردنية يعتبرون القضية الفلسطينية قضيتهم الأولى، وأن العدو "الإسرائيلي" هو "عدو وجود"، مشددًا على تمسكهم بالموقف الأردني الثابت بقيادة جلالة الملك. وأوضح أن العشائر تقف دومًا خلف القوات المسلحة والأجهزة الأمنية كخط دفاع ثانٍ في حماية الأردن، مستشهدًا بتكاتف المواطنين مع الدولة خلال أحداث الكرك ضد الإرهابيين. كما رفض بشكل قاطع أي مشروع للتهجير الذي تسعى إليه "إسرائيل" ضمن مخططها التوسعي، مؤكدًا أن "الدولة الأردنية وأمنها وقيادتها السياسية خطوط حمراء غير قابلة للنقاش".
وحول العمل الحزبي، دعا الماضي الشباب إلى الانخراط في أحزاب قائمة على البرامج التي تلامس حياة الناس اليومية، من التعليم والصحة إلى العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص، مؤكدًا أن "الأحزاب الحقيقية تمنح الفرص لصاحب الكفاءة"، بخلاف العشيرة التي قد تعتمد على التناوب أو العرف الاجتماعي. وأضاف أن العمل الحزبي المؤسسي وحده القادر على "تغيير ذهنية الناس وتطوير المجتمع".
وختم الماضي حديثه بالتأكيد على أهمية وحدة الصف العربي والإسلامي، معتبراً أن التحديات الداخلية والخارجية تفرض على الأردنيين التمسك بعشائرهم كقوة اجتماعية، وبالدولة كمرجعية سياسية عليا، في مواجهة محاولات الاختراق والتفكيك التي يسعى إليها الاحتلال.