الحقيقة الدولية - سوريا - شهدت مدينة السويداء، اليوم السبت، مظاهرة حاشدة تحت شعار "حق تقرير المصير"، طالب المشاركون خلالها بالاستقلال والانفصال عن سوريا.

ورفع المتظاهرون صور الرئيس الروحي للطائفة الدرزية، حكمت الهجري، إلى جانب أعلام دولة الاحتلال الإسرائيلي، مردّدين هتافات من بينها: "بدنا إسرائيل.. بدنا إسرائيل".

كما حملوا لافتات كُتب عليها: "أرضنا قرارنا واستقلالنا خلاصنا"، و"لا نستطيع العيش مع حكومة إرهابية.. نطالب بالاستقلال"، و"السويداء خارج سلطة الجولاني"، و"الاستقلال الخيار الأول والأخير".

وتُعد هذه المطالبة العلنية بالانفصال، الأولى من نوعها في المحافظة، التي شهدت أيضًا رفع أعلام الاحتلال الإسرائيلي، وتوجيه الشكر للحكومة الإسرائيلية بدعوى وقوفها إلى جانب السويداء خلال أحداث العنف الطائفي التي شهدتها المحافظة الشهر الماضي.

كما رفع المتظاهرون صور الهجري، الذي كان قد وجّه قبل أيام الشكر لإسرائيل "حكومةً وشعبًا"، على ما وصفه بـ"التدخل الإنساني للحد من المجازر بحق أهل السويداء بدافع أخلاقي وإنساني"، وذلك خلال مشاركته في مؤتمر "وحدة الموقف لمكونات شمال شرقي سوريا" الذي نظمته "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) عبر كلمة مصورة.

وكان محافظ السويداء مصطفى البكور قد شدد، الجمعة، على أهمية السعي الجاد لإصلاح ذات البين وتعزيز السلم الأهلي بين مكونات المجتمع المختلفة في المحافظة، من عشائر وأبناء الطائفة الدرزية.

وأكد البكور على ضرورة الحفاظ على وحدة الصف وصون النسيج الوطني من كل ما يهدده من مظاهر الخلاف والفرقة.

وأشاد بالمبادرات الحكيمة التي تهدف إلى تحقيق الصلح، وتعلي من شأن الحوار، وتقدّم المصلحة العامة على المصالح الضيقة، مثمنًا الدور البارز الذي يقوم به الوجهاء والعقلاء في تقريب وجهات النظر وتجاوز الخلافات.

وأشار إلى أن السلم الأهلي ليس خيارًا، بل ضرورة وطنية وأخلاقية تشكّل حجر الأساس لأي مشروع تنموي أو إصلاحي، داعيًا جميع الأطراف إلى تغليب لغة العقل والانفتاح على مبادرات الصلح، والتفاعل الإيجابي مع جهود الإصلاح بعيدًا عن التوتر والانقسام.

ودعا البكور في ختام تصريحه جميع أبناء السويداء إلى المساهمة في ترسيخ ثقافة التسامح وبناء جسور الثقة، بما يُثبت للعالم قدرة السوريين على التلاقي والتصافي والتعاون في سبيل خير الوطن والمواطن.