القسم :
محلي - نافذة على الاردن
نشر بتاريخ :
23/07/2025
توقيت عمان - القدس
9:09:10 PM
"أطباء يبكون حين يغادرون".. طبيب أردني يروي مشاهد مؤلمة من غزة - فيديو
الحقيقة الدولية - قال الدكتور بلال عزام، استشاري جراحة
الأطفال وحديثي الولادة، إن تجربته خلال الأيام الأولى للحرب في غزة تركت تأثيرًا
نفسيًا وإنسانيًا لا يُمكن نسيانه، مؤكدًا أن شعور "الواجب والرحمة" هو
الدافع الأساسي الذي يحرك الأطباء نحو القطاع برغم التهديدات والمخاطر.
وخلال مشاركته في برنامج واجه الحقيقة مساء الاربعاء
أوضح عزام أن رغم حالة القلق والخوف التي ترافق الأطباء قبل الدخول إلى غزة، فإنهم
يشعرون براحة وطمأنينة بمجرد أن تطأ أقدامهم أرضها. ووصف هذا الشعور بأنه يوازي
الإحساس بالدخول إلى المدينة المنورة أو مكة المكرمة، بما يحمل من قدسية وسكينة.
وأضاف أن المشاهد الأكثر إيلامًا بالنسبة له هي تلك
المتعلقة ببتر أطراف الأطفال. واستذكر موقفًا مؤثرًا لطفل فقد ذراعه وسأله بإصرار
وبراءة: "عمو، بس أكبر رح ترجع ذراعي زي أول؟". هذا الموقف وغيره من
اللحظات تجعل المعاناة في غزة ملموسة بصورة لا تُمحى من الذاكرة.
وأشار إلى تحديات الفرق الطبية القادمة من خارج القطاع،
حيث يضطر الأطباء لحمل معداتهم الخاصة نظرًا لندرة المستلزمات الطبية في غزة. وذكر
أن وزارة الصحة في القطاع أبلغتهم مؤخرًا بنفاد أدوية التخدير بشكل كامل، مما يزيد
من صعوبة العمل واستمرار الخدمات الطبية.
كما تحدث عزام عن التدهور الحاد في الأوضاع المعيشية،
موضحًا أن الأطباء كانوا يحصلون على وجبة أرز واحدة يوميًا عند بداية الحرب، أما
الآن فقد بات الوصول لهذه الوجبة أمرًا غير متاح. وأضاف: "غزة كانت ذات يوم
مدينة جميلة يتمتع بعض سكانها بمستوى جيد من الرفاهية، ولكن العدوان قلب كل شيء
رأسًا على عقب."
واختتم الدكتور عزام حديثه بالقول إن هذه التجربة أثرت
عليه على الصعيدين النفسي والسلوكي. فقد أصبح يشعر بالخجل من الفوارق الكبيرة بين
معاناتهم وحياتنا اليومية الآمنة. حتى أن مرضاه بدأوا بمشاركة نفس الشعور معه، مما
يعمّق إحساسه بالمسؤولية تجاه هذه الأزمة الإنسانية المعقدة.