نشر بتاريخ :
09/06/2025
توقيت عمان - القدس
4:26:37 PM
فقدت عائلة أمريكية من ولاية أريزونا ابنتها الشابة
اليافعةبعد مشاركتها في تحدي "الداستينغ" أو "الغبار" الذي
اجتاح منصة تيك توك مؤخراً، لتتحول هذه المأساة إلى ناقوس خطر بشأن هذه الممارسات
الرقمية القاتلة.
ولفظت رينا أورورك، 19 عاماً، أنفاسها الأخيرة بعد أن دخلت
في غيبوبة دامت أسبوعاً داخل وحدة العناية المركزة، إثر استنشاقها مادة كيميائية
تستخدم في تنظيف لوحات المفاتيح الإلكترونية.
وأوضحت والدتها، دانا أورورك، أنّ ابنتها كانت قد طلبت
المنتج عبر تطبيق توصيل، دون علم الأهل، وهو ما مكنّها من الحصول عليه بسهولة
بالغة.
من ناحيته، ذكر والد رينا، آرون أورورك، أنّ ابنته كانت
دائمة الحديث عن رغبتها في أن تكون مشهورة، قائلاً: "كانت تردد دوماً: سأكون
مشهورة يا أبي، فقط انتظر"، في إشارة إلى أحلامها التي اصطدمت بواقع مرير.
وقد أشار آرون إلى أنّ هذه الحادثة وقعت في سياق ممارستها
لتحدي "الداستينج"، وهو تحدٍ انتشر بشكل واسع على منصات التواصل
الاجتماعي، ويقوم فيه المراهقون باستنشاق المواد الكيميائية المخصصة للتنظيف، بهدف
الحصول على نشوة مؤقتة.
وأعربت دانا أورورك عن ألمها الشديد لفقدان ابنتها، مؤكدة
أنّهم يعتزمون استخدام هذه المأساة، لتحذير بقية الأهالي من خطورة هذه التحديات.
وأضافت: "يمكن للأطفال شراء هذه المواد دون إثبات هوية،
فهي عديمة الرائحة، ولا تظهر في اختبارات المخدرات المنزلية".
وبحسب صحيفة "ذا صن"، أوضح الدكتور راندي ويسمان،
من مركز هونورهيلث الطبي في سكوتسديل بولاية أريزونا الأمريكية، أنّ استنشاق هذه
الأبخرة يؤدي إلى استبدال الأوكسجين في الرئتين والدم بالغازات الكيميائية.
ما هو تحدي "الداستينج"؟
تحدي "الداستينج"، المعروف أيضاً باسم "الكرومينج"
أو "الهفّينج"، هو ممارسة خطيرة يلجأ إليها بعض الشباب والمراهقين بهدف
تحقيق شعور سريع بالنشوة أو الانتشاء المؤقت.
وذلك من خلال استنشاق الغازات المتطايرة الموجودة في بعض
المواد المنزلية مثل مزيل العرق، أو منظف لوحات المفاتيح، أو مخففات الطلاء.
ويقوم المشارك في تحدي "الداستينج" باستنشاق
الرذاذ أو الغاز المتطاير مباشرة من العبوة، ما يؤدي إلى امتلاء الرئتين بمواد
كيميائية سامة، تحل محل الأوكسجين في مجرى الدم بسرعة كبيرة، وعلى الرغم من أن ذلك
يمنح المستخدم شعوراً مؤقتاً بالدوار أو النشوة، إلا أن العواقب الصحية قد تكون
كارثية.
ويحذر الأطباء من أن استنشاق تلك المواد يمكن أن يؤدي إلى
توقف مفاجئ في عضلة القلب، أو فشل الكبد، أو الإصابة بضرر دائم في الرئتين. كما أن
هذه الممارسة قد تتسبب في اختناق الدماغ بسبب نقص الأوكسجين، ما يؤدي إلى فقدان
الوعي والدخول في غيبوبة، وقد تصل المضاعفات إلى الوفاة.
وأظهرت بيانات الإدارة الأمريكية للصحة العقلية وتعاطي
المخدرات انخفاضاً في استخدام المراهقين للمواد الطيّارة بين عامي 2015 2022، إلا
أنّ استمرار هذه التحديات عبر مواقع التواصل يثير المخاوف.
وبينما تراجع عدد المستخدمين الذين تتراوح أعمارهم بين 12و17
عاماً من 684 ألفاً في 2015 إلى 554 ألفاً في 2022، فإن القصص الفردية المأساوية
مثل قصة رينا تسلط الضوء على خطورة هذه الظاهرة.
الحقيقة الدولية – وكالات