الحقيقة الدولية - في تطور لافت على الساحة السورية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، شهدت مناطق متفرقة من البلاد سلسلة غارات جوية عنيفة نفذتها "إسرائيل"، وصفها المحلل العسكري والاستراتيجي د. نضال أبو زيد بـ"ليلة النار"، نظرًا لاتساع نطاقها الجغرافي وشدة استهدافها.

وأشار أبو زيد لبرنامج " واجة الحقيقة " مساء السبت إلى أن القصف "الإسرائيلي" شكل "قوسًا جغرافيًا" امتد من جبل الشعيرة على الحدود الإدارية بين حماة واللاذقية، مرورًا بجبل قاسيون في دمشق، وصولًا إلى محافظة درعا في الجنوب هذا النمط المتعدد الاتجاهات في القصف، بحسب أبو زيد، لا يمكن قراءته كتحرك عسكري اعتيادي، بل يشير إلى أحد ثلاث سيناريوهات خطيرة تعمل إسرائيل على تنفيذها في سوريا.

السيناريو الأول، وفق تحليل ابو زيد يحمل بعدًا استراتيجيًا بعيد المدى، يتمثل في ممارسة ضغط عسكري مركز على الدولة السورية لدفعها مستقبلاً نحو طاولة المفاوضات، في ظل اختلال موازين القوة الجوية.

أما السيناريو الثاني، فيرتبط بهدف تكتيكي أكثر مباشرة، إذ قد تمهّد هذه الغارات لتوغلات برية إسرائيلية محدودة في جنوب سوريا، خصوصًا مع ما تردد عن هبوط مروحية إسرائيلية في منطقة السويداء بالتزامن مع القصف، وهو ما اعتُبر جزءًا من عملية تغطية جوية معقدة – وفق ابو زيد

السيناريو الثالث يعيد إلى الأذهان تجربة "إسرائيل" في جنوب لبنان خلال السبعينيات والثمانينيات، حين أقامت تحالفات مع مجموعات محلية وشكلت ما عُرف بـ"جيش لبنان الجنوبي". ويُخشى، بحسب أبو زيد، أن تسعى إسرائيل إلى تكرار التجربة في جنوب سوريا، مستغلة التوترات الطائفية والأمنية بهدف زعزعة الاستقرار وإعادة تشكيل المشهد الأمني لصالحها.

يأتي هذا التصعيد وسط توتر إقليمي متزايد، ما يجعل الساحة السورية مرة أخرى مرشحة لتحولات كبرى قد تضعها في صلب صراع جيوسياسي مفتوح.