يواصل جيش الاحتلال عدوانه الشامل على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم السادس والتسعين على التوالي، وعلى مخيم نور شمس لليوم الثالث والثمانين، وسط تصعيد ميداني مستمر وحملة مكثفة من المداهمات وإخطارات هدم المنازل.

وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال منعت صباح اليوم المواطنين من الدخول إلى مخيمي طولكرم ونور شمس لإجلاء مقتنياتهم من منازلهم المهددة بالهدم، وأطلقت الرصاص الحي تجاههم، وذلك بعد أن كانت قد سمحت لهم بالدخول في وقت سابق.

يأتي هذا التصعيد بعد أن أخطرت قوات الاحتلال مساء أمس الخميس بهدم 106 بناية ومنزلًا في المخيمين خلال 24 ساعة القادمة، بواقع 58 بناية في مخيم طولكرم و48 منزلًا في مخيم نور شمس.

ويشهد مخيما طولكرم ونور شمس ومحيطهما انتشارًا مكثفًا لقوات الاحتلال، التي تواصل إطلاق الأعيرة النارية وقنابل الصوت بشكل متقطع، مع سماع دوي انفجارات بين الحين والآخر. ويرافق ذلك حصار مشدد على المخيمين وإغلاق مداخلها بالسواتر الترابية، بالإضافة إلى مداهمات المنازل وتخريبها وإجبار السكان المتبقين على إخلائها تحت تهديد السلاح.

وفي سياق متصل، شهدت مدينة طولكرم الليلة الماضية وفجر اليوم تحركات مكثفة لآليات الاحتلال وفرق المشاة، التي جابت الشوارع الرئيسية والفرعية، وعرقلت تنقل المواطنين ومركباتهم ولاحقتهم، خاصة في منطقة ميدان جمال عبد الناصر ودوار الشهيد ثابت ثابت الحكومي وشارع نابلس. وقد احتجزت قوات الاحتلال عددًا من الشبان واقتادتهم للتحقيق الميداني قبل إطلاق سراح بعضهم لاحقًا.

كما اقتحمت قوات الاحتلال منزل المواطن عصام عودة، أمين سر التجمع الوطني لأسر الشهداء في طولكرم، وقامت بالتحقيق معه قبل اعتقاله ثم أفرجت عنه لاحقًا. ويُذكر أن عصام عودة هو والد المعتقلين محمد وإسماعيل عودة، اللذين يقبعان في سجون الاحتلال بموجب أوامر اعتقال إداري.

وامتدت اقتحامات قوات الاحتلال إلى ضاحية ذنابة شرق طولكرم، حيث نصبت حاجزًا عسكريًا على طريق ذنابة - كفر اللبد، مما أدى إلى إعاقة حركة مرور المركبات على هذا الطريق الحيوي، الذي أصبح بديلاً للمدخل الشرقي الرئيسي للمدينة المغلق بسبب حصار مخيم نور شمس.

وتواصل قوات الاحتلال على مدار الساعة الدفع بتعزيزات عسكرية إضافية من الآليات وفرق المشاة إلى المدينة ومخيميها وضواحيها، ويرافق ذلك إطلاق نار وقنابل صوتية متواصل، ومداهمة وتفتيش المنازل والمحال التجارية وتخريب محتوياتها، وإخضاع السكان للاستجواب والتنكيل والاعتقال.

كما يواصل جيش الاحتلال الاستيلاء على منازل ومبانٍ سكنية في شارع نابلس والحي الشمالي المحاذي له، وتحويلها إلى ثكنات عسكرية بعد إجبار سكانها على إخلائها قسرًا، مع تمركز آلياته وجرافاته في محيطها.

وقد أسفر العدوان المستمر لجيش الاحتلال على مدينة طولكرم ومخيميها عن استشهاد 13 مواطنًا، بينهم طفل وامرأتان إحداهما حامل في شهرها الثامن، بالإضافة إلى إصابة واعتقال العشرات. كما تسبب في نزوح قسري لأكثر من 4200 عائلة تضم أكثر من 25 ألف مواطن من مخيمي طولكرم ونور شمس، بالإضافة إلى مئات المواطنين من الحي الشمالي والحي الشرقي للمدينة بعد الاستيلاء على منازلهم.

وقد ألحق العدوان دمارًا واسع النطاق بالبنية التحتية والمنازل والمحال التجارية والمركبات، حيث دمرت 396 منزلًا بشكل كامل و2573 منزلًا بشكل جزئي في مخيمي طولكرم ونور شمس، بالإضافة إلى إغلاق مداخل وأزقة المخيمين بالسواتر الترابية.

الحقيقة الدولية - وكالات