نشر بتاريخ :
25/04/2025
توقيت عمان - القدس
6:47:05 PM
في خطوة جديدة لتعزيز بنيته التحتية
وتنشيط اقتصاده تحضيرًا لاستضافة كأس العالم 2030، أطلق العاهل المغربي الملك محمد
السادس، أمس الخميس، أشغال إنشاء الخط الثاني للقطار الفائق السرعة (LGV)، الذي سيربط مدينة
القنيطرة بمدينة مراكش على امتداد 430 كيلومترًا، وبتكلفة تقديرية تصل إلى 53
مليار درهم (نحو 5.7 مليار دولار).
ويمثل هذا المشروع امتدادًا
استراتيجيًا للخط الأول الذي تم تدشينه في عام 2018، والذي يربط مدينة طنجة بالدار
البيضاء. ويُعد هذا الخط أول قطار فائق السرعة في القارة الأفريقية، وقد تم إنشاؤه
بشراكة بين المكتب الوطني للسكك الحديدية المغربي وشركة "ألستوم"
الفرنسية، وبتمويل مشترك من فرنسا والبنك الإفريقي للتنمية.
ومن المتوقع أن يسهم الخط الجديد في
تقليص زمن الرحلة بين طنجة ومراكش إلى ساعتين و40 دقيقة، بدلاً من الزمن الحالي
الذي يتجاوز خمس ساعات، وهو ما سيحدث نقلة نوعية في ربط شمال المغرب بجنوبه، ويدعم
ديناميكية التنقل الداخلي لا سيما خلال فترة المونديال. كما سيتيح الربط السريع
بين مطاري الرباط والدار البيضاء وملعب بنسليمان الجديد، المقرر إنشاؤه بحلول عام
2027، والذي سيشكل إحدى المحطات الرئيسية للبطولة العالمية.
ويندرج هذا المشروع الطموح في إطار
رؤية أشمل أعلن عنها المغرب لتعزيز شبكة النقل العمومي والسككي بحلول عام 2030،
وتشمل هذه الخطة اقتناء 168 قطارًا جديدًا بقيمة إجمالية تبلغ 29 مليار درهم. ومن
بين هذه القطارات، سيتم توفير 18 قطارًا فائق السرعة من شركة "ألستوم"
الفرنسية، و110 قطارات لنقل المسافرين من شركة "هيونداي روتم" الكورية
الجنوبية، إلى جانب 40 قطارًا من شركة "كاف" الإسبانية. كما تتضمن الخطة
إنشاء مصنع محلي لتصنيع وصيانة القطارات، يهدف إلى بلوغ نسبة إدماج صناعي تفوق 40
بالمئة، وتوفير آلاف فرص العمل للشباب المغربي في مجالات الهندسة والصيانة
والتقنيات المتقدمة.
وقد تم الإعلان عن جزء من هذه الصفقات
الصناعية والتمويلية خلال زيارة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى الرباط في
أكتوبر 2023، حيث تم التأكيد على تعزيز الشراكة بين المغرب وفرنسا، خصوصًا في
مجالات البنية التحتية والطاقة المتجددة والذكاء الصناعي. ويُعد التعاون مع
"ألستوم" نموذجًا لهذه الشراكات، حيث سبق أن زوّدت الشركة المغرب بأسطول
قطارات "TGV" عالية السرعة،
التي تشكل العمود الفقري لنظام النقل الحديث في المملكة.
ويأتي هذا المشروع الضخم ضمن جهود
المغرب المكثفة لتأهيل منشآته الرياضية واللوجستية استعدادًا لاستضافة بطولة كأس
العالم 2030، بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال. ويأمل المغرب في أن يُظهر قدرته على
تقديم بطولة بمقاييس عالمية، مدعومة بشبكة نقل حديثة ومتكاملة تخدم الجماهير
والوفود الرياضية من مختلف أنحاء العالم.
الحقيقة الدولية - وكالات