خرج الآلاف من المتظاهرين في واشنطن ومدن أمريكية أخرى، بالإضافة إلى مسيرات مماثلة في عدد من العواصم الأوروبية، اليوم الأحد، للتعبير عن احتجاجهم الشديد على سياسات الرئيس دونالد ترامب ومستشاره إيلون ماسك، اللذين يقودان جهودًا واسعة لتقليص الميزانيات العامة.

وقد رفع المتظاهرون لافتات حملت عبارات مناهضة لترامب وسياساته، من بينها "ليس رئيسي"، و "الفاشية وصلت"، و "أوقفوا الشر"، مطالبين بوقف هذه السياسات التي أثارت موجة واسعة من الاستياء العام.

ووصفت هذه الاحتجاجات بأنها الأكبر منذ عودة ترامب إلى سدة الرئاسة. وأعرب المتظاهرون في واشنطن عن قلقهم العميق إزاء ما يرونه محاولات من قبل إدارته لتفكيك المؤسسات الديمقراطية، إلى جانب انتهاك الضوابط والتوازنات التي تم تأسيسها بهدف حماية الحقوق البيئية والشخصية.

وقد أثارت سياسات ترامب غضبًا واسعًا بين الكثير من الأمريكيين، خاصة فيما يتعلق بتقليص حجم الإدارات الحكومية والضغط الذي يمارسه على الدول الصديقة بشأن شروط التجارة، وهو ما أدى بالفعل إلى هبوط في أسواق الأسهم. ويرى المتظاهرون أن الحزب الديمقراطي، الذي يعاني من ضعف في تمثيله داخل الكونغرس، يقف عاجزًا عن مقاومة تحركات ترامب "العدوانية".

وفي العاصمة واشنطن، تجمع أكثر من 5000 شخص على بعد بضعة مبانٍ فقط من البيت الأبيض، وذلك في متنزه ناشيونال مول. وقد أكد الناشط غرايلان هاغلر أمام الحشود المحتجة: "لقد أيقظوا عملاقًا نائمًا، ولم يروا شيئًا بعد". وأضاف بلهجة حازمة: "لن نخضع، ولن نهدأ، ولن نرحل".

وبينما تم تنظيم المظاهرات في أكثر من ألف بلدة ومدينة في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، امتدت الاحتجاجات لتشمل عواصم دول أوروبية مثل لندن وبرلين، حيث أعرب المتظاهرون عن قلقهم البالغ بشأن التداعيات المحتملة لسياسات ترامب على الاقتصاد العالمي. وقالت ليز تشامبرلين، وهي مواطنة أمريكية بريطانية شاركت في مظاهرة لندن: "ما يحدث في أميركا مشكلة الجميع. إنه جنون اقتصادي... سيدفعنا إلى ركود عالمي".

وقد أظهرت استطلاعات رأي حديثة انخفاضًا ملحوظًا في نسبة تأييد الرئيس ترامب، وذلك في ظل استمراره في فرض تغييرات جذرية داخل وخارج الولايات المتحدة، الأمر الذي أثار ردود فعل معارضة قوية. وفي المقابل، تجاهل البيت الأبيض هذه الاحتجاجات الواسعة، وأكد الرئيس الأمريكي في تصريحات له أن سياساته "لن تتغير أبدًا".

الحقيقة الدولية  - وكالات