نشر بتاريخ :
14/03/2025
توقيت عمان - القدس
9:36:34 AM
فيروس الهربس البسيط (HSV) هو أحد الفيروسات الشائعة التي قد تبدو غير ضارة
للبالغين، ومع ذلك، يمكن أن يكون خطيرا جدا على الأطفال، وخاصة الرضع.
ويمكن لفيروس الهربس أن
ينتقل بسهولة من خلال التلامس المباشر، مثل التقبيل أو لمس الأيدي الملوثة، ما قد
يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة تتراوح من التهابات العين إلى إصابة الأعضاء الحيوية،
وحتى الوفاة في بعض الحالات.
وعلى الرغم من أن الكثيرين
قد لا يدركون مدى خطورة هذا الفيروس على الأطفال، إلا أن الإهمال في الوقاية يمكن
أن يؤدي إلى عواقب مأساوية.
وفي تحذير صارم يسلط الضوء
على مخاطر هذا الفيروس، حثت أم شابة الآباء والأمهات على حماية أطفالهم الرضع من
تقبيل الأقارب والأصدقاء، بعد أن فقد طفلها البالغ من العمر عامين عينه اليسرى
بسبب فيروس الهربس الذي انتقل إليه عن طريق قبلة.
وتذكر القصة المؤلمة للطفل
جوان بأن بعض العادات اليومية قد تحمل في طياتها مخاطر جسيمة، خاصة عندما يتعلق
الأمر بصحة الأطفال الذين لم يكتمل بعد تطور جهازهم المناعي.
وبدأت معاناة الطفل جوان في
أغسطس من العام الماضي، عندما كان يبلغ من العمر 16 شهرا، حيث لاحظ والداه ظهور ما
بدا وكأنه التهاب في عينه، فذهبا إلى الطبيب العام الذي وصف له مضادات حيوية
وأرسلهما إلى المنزل. لكن الأم، ميشيل سيمان، التي تنحدر من ناميبيا، أدركت لاحقا
أن الأمر أكثر خطورة مما توقعت.
وكتبت على
"فيسبوك": "بعد يومين، لاحظنا أن هناك شيئا خطيرا في عينه. بدا
وكأن شيئا ينمو داخل مقلة العين. أدركنا أنه لا يشعر بأي ألم في عينه، حيث كان يضع
إصبعه في عينه ويحكها دون أن يرمش حتى".
وأضافت: "كانت تجربة
مؤلمة للغاية أن تنظر إلى طفلك وترى جرحا مفتوحا بعرض 4 ملم في عينه".
وكشفت الفحوصات لاحقا أن
جوان أصيب بقرحة باردة في عينه ناتجة عن فيروس الهربس البسيط. ونظرا لأن والديه لم
يكونا حاملين للفيروس، افترض الأطباء أن شخصا مصابا بقرحة باردة نقل الفيروس إلى
الطفل عن طريق قبلة دون قصد.
وقالت السيدة سيمان:
"على الأرجح، انتقل فيروس الهربس عن طريق شخص كان يعاني من قرحة نشطة، وقبل
طفلنا على عينه أو بالقرب منها، أو على يده التي لامس عينه بها لاحقا".
واستغرق الأطباء أسابيع
للسيطرة على العدوى، لكن الضرر الذي لحق بالعين كان قد وقع بالفعل. وأوضحت الأم:
"بحلول ذلك الوقت، تسبب الهربس في أضرار جسيمة لقرنية العين، وفقد الطفل
الإحساس بالعين تماما، ولم يعد قادرا على الرؤية. لقد أصيب بالعمى الكامل في تلك
العين".
وتابعت: "هذا يعني أن
الدماغ توقف عن إرسال إشارات إلى العين، وتبخر الجل الذي كان يحمي العين، ما تسبب
في جفافها".
وتأمل الأسرة الآن أن تكون
العملية القادمة، التي تتضمن نقل أعصاب من ساق الطفل إلى تجويف العين لاستعادة
الاتصال بين مقلة العين والدماغ، ناجحة. وإذا نجحت العملية، قد يصبح جوان مؤهلا
لزراعة قرنية يمكن أن تعيد بصره.
وقالت السيدة سيمان:
"ما إذا كان بالإمكان استعادة البصر أم لا، فإن ذلك غير معروف في هذه
المرحلة، لكننا تقبلنا فكرة أنه قد يظل أعمى بشكل دائم في عينه اليسرى. أولويتنا
الآن هي إنقاذ العين نفسها ومنع المزيد من الالتهابات".
وحثت الأم الآباء على اتخاذ
خطوات لمنع تعرض أطفالهم لتجربة مماثلة، قائلة: "أشعر أنه من الضروري أن يفهم
الناس سبب عدم تقبيل أطفال الآخرين. لقد قرأت هذا التحذير آلاف المرات، لكنني لم
أكن أعتقد أن الأمر خطير إلى هذا الحد. كنت مخطئة للغاية".
وأضافت: "العبرة من
القصة هي: لا تدعوا أحدا يقبل أطفالكم الرضع. فيروس بسيط تسبب في كل هذا الألم
والضرر، الأمر لا يستحق المخاطرة".
الحقيقة الدولية – وكالات