القسم :
عربي - نافذة شاملة
نشر بتاريخ :
31/01/2025
توقيت عمان - القدس
5:19:55 PM
تعيش سوريا لحظة تاريخية فارقة بعد
تنصيب أحمد الشرع رئيسًا للمرحلة الانتقالية، في خطوة تُعتبر بداية لعهد جديد قد
يشكل نقطة تحول هامة في تاريخ البلاد. وفي خطابه الموجه للشعب السوري، أكد الشرع
على ضرورة المصالحة الوطنية، وتأسيس جيش وطني موحد، بالإضافة إلى صياغة دستور جديد
يعكس تنوع الشعب السوري.
التحديات أمام القيادة الانتقالية
يواجه الشرع عدة عقبات داخلية في سبيل
بناء سوريا الجديدة، أهمها إعادة بناء الجيش السوري ودمج الفصائل المسلحة تحت مظلة
وزارة الدفاع. وقال الباحث السياسي بسام السليمان خلال حديثه على سكاي نيوز عربية
إن الوضع العسكري المعقد، خاصة في منطقة شرق الفرات، يمثل تحديًا رئيسيًا، حيث
توجد قوة عسكرية مدعومة من أميركا خارج المسار الوطني، ما يعوق توحيد الفصائل
العسكرية في خطوة أولى نحو الوحدة الوطنية.
أضاف السليمان أن على الشرع استدعاء
الضباط المنشقين ليشاركوا في بناء الجيش الوطني، حيث يُتوقع أن يتم استدعاء نحو
5000 إلى 6000 ضابط، مع زيادة العدد في المستقبل إلى 9000 ضابط.
التفاعل الإقليمي والدولي مع المرحلة
الانتقالية
القيادة الانتقالية في سوريا تلقت
دعمًا إقليميًا ودوليًا بارزًا، حيث قام أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني
بزيارة إلى دمشق، وأكد خلال لقائه مع الشرع على أهمية تشكيل حكومة تمثل جميع أطياف
الشعب السوري. كما بعث قادة السعودية والإمارات والبحرين برسائل تهنئة، أعربوا
فيها عن دعمهم الكامل للشرع في قيادة المرحلة الانتقالية.
كما تلقى الشرع رسالة تهنئة من الرئيس
التركي رجب طيب أردوغان، الذي أكد دعم تركيا للشعب السوري والعمل على تعزيز
العلاقات الثنائية بين البلدين.
إعادة هيكلة السلطة والاقتصاد
من أولويات الشرع في المرحلة المقبلة
منع مظاهر الانتقام وملء الفراغ السلطوي، حيث تم تنفيذ مرحلة تصريف الأعمال بنجاح
خلال 50 يومًا، بحسب السليمان، لتجنب انهيار المؤسسات وضمان الاستقرار الأمني.
لكن التحديات الاقتصادية ما زالت
قائمة، خاصة في ظل أزمة الكهرباء وارتفاع تكاليف المعيشة، وهو ما يتطلب إصلاحات
اقتصادية عاجلة لضمان توفير الخدمات الأساسية للسكان.
استراتيجية الشرع وأولوياته
يراهن أحمد الشرع على تشكيل حكومة
انتقالية ذات كفاءة، مع دمج الطوائف والمجتمعات المختلفة في السلطة لضمان استقرار
البلاد. كما أكد السليمان أن دعم الإدارة الجديدة يعتبر مصلحة للإقليم والعالم
لتحقيق الاستقرار وضبط المنطقة.
التحديات المستقبلية
سوريا اليوم أمام مفترق طرق، حيث يسعى
أحمد الشرع لتحقيق استقرار البلاد عبر تنفيذ إصلاحات جوهرية تشمل إعادة بناء
المؤسسات، وتحقيق المصالحة الوطنية، ووضع أسس سياسية واقتصادية جديدة. يبقى
التساؤل حول ما إذا كان الشرع سيتمكن من الوفاء بوعوده، وتحقيق الاستقرار في سوريا
الجديدة.
الحقيقة الدولية – وكالات