نشر بتاريخ :
31/01/2025
توقيت عمان - القدس
4:48:33 PM
أكد أطباء أمريكيون عملوا في مستشفيات
ومناطق مختلفة بقطاع غزة أن الدمار الذي خلفه (كيان الاحتلال) في القطاع يفوق أي
دمار شهدوه في مناطق صراع أخرى حول العالم. جاء ذلك خلال حديثهم للصحفيين في مقر
الأمم المتحدة، الخميس، بعد اجتماعهم مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو
غوتيريش.
وأشار الأطباء إلى أن القطاع الصحي في
غزة تعرض لاستهداف مباشر من قبل (كيان الاحتلال)، بالإضافة إلى تبعات الحصار
الشديد وإغلاق المعابر، مما أدى إلى وضع إنساني وصحي كارثي. وقالوا إن (جيش
الاحتلال) قام بقتل عدد كبير من الكوادر الطبية واستهدف المنشآت الصحية بشكل
متعمد، كما اعتقل آخرين، مما تسبب في نقص حاد في الطواقم الطبية.
وأضاف الأطباء أن (كيان الاحتلال) منع
دخول فرق طبية دولية إلى غزة للمساعدة في تخفيف الأزمة، مما دفع النظام الصحي في
القطاع إلى حافة الانهيار الكامل.
شهادات صادمة من الميدان:
الطبيب ثائر أحمد، وهو من أصل فلسطيني
ويعمل في شيكاغو، قال إنه خدم في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة
في يناير 2024. وأكد أن قتل العاملين في المجال الصحي أصبح "أمرًا
طبيعيًا" بالنسبة لـ(كيان الاحتلال). كما أشار إلى حالة الطبيب حسام أبو صفية،
مدير مستشفى الشهيد كمال عدوان، الذي اعتقلته (القوات الصهيونية) في ديسمبر 2023
بعد اقتحام المستشفى وإحراقه.
وأضاف أحمد: "الدكتور أبو صفية
خسر كل شيء، حتى أنه دفن ابنه بيديه، لكنه رغم ذلك لم يتخل عن واجبه". وشدد
على ضرورة الإفراج الفوري عنه من سجون (كيان الاحتلال).
من جانبها، قالت الطبيبة عائشة خان،
التي تعمل في مستشفى جامعة ستانفورد الأمريكية: "لقد خدمت في حوالي 30 منطقة
صراع حول العالم، ولكن ما رأيته في غزة لم يسبق له مثيل". وأشارت إلى أن
أطفالًا تتراوح أعمارهم بين 5 و6 سنوات كانوا يُحضرون إلى المستشفى مصابين بطلقات
نارية وإصابات ناجمة عن المتفجرات.
وحذرت خان من أن الأطفال في غزة قد
يموتون من الجوع حتى لو لم تسقط أي قنابل، مؤكدة أن هناك حاجة ملحة لإجلاء 2500
طفل لتلقي العلاج خارج القطاع، وإلا فإنهم سيموتون خلال أسابيع قليلة.
استهداف ممنهج للقطاع الصحي:
الطبيبة فيروزة سيدوا، التي عملت في
المستشفى الأوروبي بمدينة خان يونس، قالت: "لم أرَ مكانًا مثل غزة في حياتي.
ما حدث كان أمرًا فظيعًا". وأوضحت أن النظام الصحي في غزة كان مستهدفًا بشكل
مباشر، حيث تعرضت كل المستشفيات في القطاع للهجوم.
وأضافت سيدوا أن نصف المرضى الذين
عالجتهم في المستشفى الأوروبي كانوا من الأطفال، مشيرة إلى أن واحدًا من كل 20
عاملًا في مجال الرعاية الصحية في غزة قُتل على يد (كيان الاحتلال).
نداءات عاجلة للإجلاء الطبي:
عقب لقائه بالأطباء، طالب الأمين العام
للأمم المتحدة بإجلاء 2500 طفل من قطاع غزة على الفور لتلقي العلاج الطبي خارج
القطاع. وقال غوتيريش في منشور على منصة "إكس": "يجب إجلاء 2500
طفل على الفور مع ضمان قدرتهم على العودة إلى عائلاتهم ومجتمعاتهم".
وأشاد غوتيريش بشهادات الأطباء الذين
عملوا في غزة، مؤكدًا أن جهودهم وتضحياتهم كانت كبيرة في ظل ظروف بالغة الصعوبة.
أرقام صادمة:
منذ 7 أكتوبر 2023، دمر (كيان
الاحتلال) 34 مستشفى من أصل 38 مستشفى في غزة، تاركًا فقط 4 مستشفيات تعمل بقدرة
محدودة. كما أخرجت الغارات 80 مركزًا صحيًا عن الخدمة بشكل كامل، ودمرت 162 مؤسسة
طبية أخرى.
ووفقًا للإحصاءات، ارتكب (كيان
الاحتلال) إبادة جماعية في غزة بين أكتوبر 2023 ويناير 2025، أسفرت عن استشهاد
أكثر من 159 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 14 ألف
مفقود.
الحقيقة الدولية – وكالات