نشر بتاريخ :
22/12/2024
توقيت عمان - القدس
5:11:32 PM
حذّر “البروفيسور” التركي آشقين أسن
خاصتورك، اختصاصي جراحة الدماغ والأعصاب، من أن الاستخدام غير الضروري والترفيهي
لوسائل التواصل الاجتماعي يسبب “تعفُّن الدماغ”.
وأضاف خاصتورك، الذي يعمل في مستشفى
أبحاث السرطان والتدريب التابع لوزارة الصحة في العاصمة التركية أنقرة، أن “تعفّن
الدماغ” يؤثر في الفئات العمرية جميعها.
“تعفّن الدماغ”
وأوضح أن مصطلح “تعفّن الدماغ”، يرتبط
بالاستخدام المفرط والمستمر لوسائل التواصل الاجتماعي والمحتوى اللا متناهي في تلك
المنصات، مما يؤدي إلى تخدير الدماغ.
ورغم أن هذا المصطلح قد يبدو مخيفًا في
البداية إلا أنه يجب ألا يُفهم كتشخيص طبي إنما توصيف لحالة صحية، وفق قول
خاصتورك.
وتابع “استخدام وسائل التواصل
الاجتماعي بشكل مفرط يؤدي إلى تدهور الوظائف الفكرية للإنسان، مثل الذاكرة،
والانعزال الاجتماعي، وبالتالي تطور حالات من الاكتئاب بسبب العزلة”.
سلوكيات غير طبيعية
قال خاصتورك إن الاستخدام غير الصحي
لوسائل التواصل الاجتماعي يؤدي إلى امتلاء الدماغ بما يشبه النفايات، الناتجة عن
متابعة آلاف “الفيديوهات”، مما يسبب له الضرر.
وأضاف “تعفّن الدماغ هو مصطلح شعبي
يشير إلى حالة عامة تنتج عن الاستخدام غير الطبيعي لوسائل التواصل الاجتماعي، مثل
التمرير المستمر للشاشات، مما يؤدي إلى تدهور في الوظائف الفكرية والعلاقات
الإنسانية”.
وهناك بعض السلوكيات التي تشير إلى
تعفّن الدماغ منها العيش مع الهاتف بشكل دائم، والمتابعة المحمومة للإشعارات،
وتفضيل وسائل التواصل على العلاقات الإنسانية والهوايات المختلفة.
قلق في مرحلة حاسمة
قال خاصتورك إن الدراسات التي أُجريت
في الولايات المتحدة عام 2023 أظهرت أن الاعتماد على وسائل التواصل والهاتف
المحمول قد ازداد بشكل كبير، حيث ارتفع من 40% إلى 70% بين الأطفال والمراهقين
الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و14 عامًا، ووصل وقت الاستخدام اليومي للإنترنت بين
المراهقين إلى 9 ساعات.
وهذا التوجه يُثير القلق بشأن مستقبل
الأجيال القادمة، لأن المراهقة مرحلة حاسمة في تكوين الشخصية، ويؤثر الاستخدام
المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي في بناء الشخصية وتطوير المهارات الاجتماعية
والعاطفية.
إجراءات عاجلة
أشار خاصتورك إلى أن المجتمعات الغربية
بدأت تتخذ تدابير للحد من تأثيرات تعفّن الدماغ، ودعا الأسر إلى اتخاذ تدابير
فعالة للحد من إدمان الهواتف المحمولة والشاشات لدى الأطفال والمراهقين، من بينها:
تقليل الوقت الذي يقضيه الأطفال
والمراهقون في التفاعل مع وسائل التواصل والتركيز على علاقاتهم الاجتماعية
الواقعية.
فرض حد أدنى لسن استخدام الهواتف
المحمولة، على سبيل المثال 16 عاما.
جمع الهواتف من الأطفال من قبل الآباء
والأمهات بعد ساعة معينة.
إيقاف الإنترنت خلال أوقات النوم
والمناسبات الاجتماعية.
القدوة: من المهم أن يكون البالغون
قدوة في مواجهة تعفّن الدماغ.
تنمية الهوايات والعلاقات الإنسانية،
والعمل على خلق مناطق وأوقات خالية من الأجهزة في الممارسات اليومية.