نشر بتاريخ :
17/12/2024
توقيت عمان - القدس
9:14:00 AM
يخشى الأهل دومًا على أبنائهم من التعرض للأتربة، ويتجنبون
تركهم في ساحات اللعب حتى لا تفسد صحتهم أو تسوء قدرة جهازهم المناعي، في حين ترجح
الدراسات عكس ذلك.
أظهرت دراسة علمية الفوائد التي يمكن أن تعود على الأطفال من
اللعب في التراب، والتي قد تساهم في تعزيز جهاز المناعة لديهم، مما يُنهي التساؤل
القديم حول ترك الأطفال للعب أم إبعادهم عن التراب، لتحسم الدراسات الحديثة الجدل،
وتؤكد أن اللعب في التراب قد يعمل بشكل كبير على تقوية جهاز المناعة لدى الأطفال
ويقلل من مخاطر الإصابة بالحساسيات والأمراض المناعية.
فوائد اللعب في التراب أظهرت دراسة أجريت في فنلندا أن
الأطفال الذين لعبوا في التراب أظهروا تنوعًا أكبر في البكتيريا المفيدة على
بشرتهم وزيادة في الخلايا المناعية في دمائهم مقارنة بالأطفال الذين لعبوا في
مناطق غير ملوثة. كما أظهرت دراسة سويدية نشرت في عام 2024 أن الأطفال الذين نشأوا
في المزارع أو لديهم حيوانات أليفة كانوا أقل عرضة للإصابة بالحساسيات وكان لديهم
ميكروبات مفيدة أكثر في أمعائهم.
وفقًا للخبراء، فإن الجهاز المناعي للأطفال يحتاج إلى التعرف
على مسببات الأمراض المختلفة في مرحلة مبكرة من حياتهم لكي يتمكن من التفريق بين
الخلايا السليمة والمكونات الضارة. وتوضح بعض الدراسات أن التعرض المبكر للتراب
والمكروبات الموجودة في البيئة الطبيعية يمكن أن يساعد في تقوية جهاز المناعة
للأطفال، مما يجعل الأطفال الذين يلعبون في التراب يتعرضون لمجموعة متنوعة من
البكتيريا المفيدة التي تعزز من قدرة الجسم على مواجهة الأمراض.
ويؤكد هذه الدراسات النظرية التي طرحها البروفيسور جراهام
روك في عام 2003 باسم "الأصدقاء القدامى"
(Old-Friends Hypothesis)، والتي ترجح أن التعرض المبكر لمجموعة
متنوعة من المكروبات يساعد في تطوير ميكروبيوم الأمعاء بطريقة تنعكس بشكل إيجابي
على جهاز المناعة. وتوضح الدراسات أن هذا التنوع في الميكروبات يساعد الجهاز
المناعي على التفرقة بين المواد الضارة وغير الضارة، مما يقي الأطفال من الإصابة
بالحساسيات وأمراض المناعة الذاتية.لعب الأطفال بالتراب يزيد المناعة
تحذيرات العلماء
ومع الفوائد التي تعود على الجهاز المناعي للأطفال من اللعب
في التراب، يحذر الخبراء من الآثار الضارة المحتملة، ويشيرون إلى أن التراب في
المناطق الملوثة قد يحتوي على ملوثات ضارة، مثل: المواد الكيميائية أو المعادن
الثقيلة. لذلك، من الضروري التأكد من أن التراب الذي يلعب فيه الأطفال خالٍ من
المواد السامة والمضرة. كما يحذر الأطباء من تناول التراب أو استنشاقه لأنه قد
يحتوي على طفيليات أو مواد أخرى قد تشكل خطرًا على صحة الأطفال.
ينصح الخبراء بإتاحة الفرصة للأطفال للعب في الطبيعة
والتفاعل مع بيئتهم الخارجية بشكل آمن. إن التعرض للمكروبات المفيدة يمكن أن يكون
له تأثير إيجابي على صحة الأطفال على المدى الطويل، ولكن يجب توخي الحذر في اختيار
الأماكن المناسبة للعب لضمان سلامتهم.
الحقيقة الدولية – وكالات