بوش استخدم الصواريخ وفقد الاف الجنود والرئيس الحالي يحرك الشعوب من وراء جهاز حاسوب
الثورات الشعبية.. تكنولوجيا أوباما تهز عروشا عربية
عملية جراحية للشرق الأوسط يحركها الفيس بوك والفضائيات الإعلامية المأجورة.
بوش الإبن خاض حربا عسكرية من السماء والارض والبحر وأوباما بواسطة شبكة إلكترونية.
الثورة الإبداعية تسيطر على العالم والشعوب تنساق نحو هوية مجهولة.
بوش كذب على العالم لإسقاط صدام وأوباما استثمر حالة القهر التي يعيشها العرب
صحيفة الحقيقة الدولية – عمان - كتب محرر الشؤون السياسية
قد نختلف او نتفق فيما نطرح من أفكار، تلك الأفكار التي هي في نهاية المطاف تمثل تحليلا جادا ومعمقا للواقع الذي تعيشه المنطقة العربية والتدخلات الخارجية، والتي حولت العديد من الشوارع العربية التي طالما نعمت بالاستقرار، رغم تعرضها للاستبداد من قبل العديد من القيادت لسنوات طويلة، الى شوارع يغطيها الدم والقلق والإنفلات الأمني وتتجه إلى المجهول، وهو قراءة في حقيقة لما يجري ما بعد الثورات التي إنطلقت في تونس ومصر وليبيا، والحبل على الجرار.
لا يختلف أحد على أن الولايات المتحدة الأميركية تجهد الى خلق بيئة عربية جديدة بمفهومها الخاص تكون مسالمة للكيان الصهيوني ولا تعرض أمن الصهاينة الإستراتيجي للخطر وتسخر كل إمكانياتها بما يخدم مشروعها الصهيوني الذي يعتبر القاعدة العسكرية المتقدمة في الوطن العربي المدافعة عن المصالح الامريكية والغربية وهذا هو الهدف الإستراتيجي: الحفاظ على أمن وديمومة الكيان الصهيوني!!
السيناريو الذي نطرحه هنا ليس من بنات أفكارنا إنما مبني على معطيات ومعلومات، لنطلق سويا حالة إيجابية لتلاقح الافكار والعصف الذهني المعمق البعيد عن العاطفة، للخروج بنظرة شمولية وواقعية للاجابة على السؤال المركزي وهو: من هو المستفيد النهائي مما يحدث؟ وما هو مصير الثورات الشعبية وخواتيهما؟ وما هو المطلوب من تلك الثورات الشعبية التي تجوب الدول العربية بشكل متسلسل ومخطط له؟ وهل حقا أن تلك الثورات هي ثورات شعبية بحتة؟ أم أن الشعوب أضحت أداة تستخدم لخدمة المستفيد الحقيقي من وراء تلك الثورات؟
وللتمهيد إلى لهذه الحالة الفكرية فإن رؤيتنا لما يجري بانها محاولة جادة بل مخطط غاية في الدقة هدفه النهائي احكام السيطرة على شعوب المنطقة بما يخدم مصلحة الكيان الصهيوني والمصالح الغربية والأميركية في المنطقة وتأخذ عنوانا عريضا مفاده "استباق الاحداث" في منع وصول القوى الشعبية الحقيقية التي تمثل هموم الأمة وتطلعاتها الى سدة الحكم، وركوب موجة الغليان الشعبي واستثمار معاناة الشعوب من حيث الفقر والبطالة والفساد المستشري في العديد من الانظمة العربية والتاسيس وجعل الشعوب اداة طية لتحقيق الهدف الاستراتيجي في تحقيق الأمن للكيان الصهيوني ومنع وصول القوى الشعبية الحقيقية الى سدة الحكم في الأنظمة العربية والتي تعبر عن نبض الشارع العربي الرافض للسرطان المستشري في أمتنا والمطالبة بإجتثاثة من جذوره، الأمر الذي ستتجابه الإدارة الأمريكية بكل قوتها لمنع حدوثه.
الادارة الاميركية ومن ورائها اللوبي الصهيوني والمحافظين الجدد يسعون جميعا لتحقيق الإستقرار الدائم للكيان الصهيوني ومنع أي بروز لقوى قد تهدد هذا الكيان وإجهاضها بمهدها بكافة الوسائل وبأقل الخسائر وباستخدام ادوات تكنولوجية ابداعية جديدة وتجنب التجربة المريرة في إسقاط النظام العراقي لصدام حسين، حيث إعتمد خطة "الفوضى الخلاقة" التي بشرت بها الادارة الاميركية السابقة لتحقيق غايتها ولكن هذه المرة بسلاح التكنولجيا والإنترنت (الفيسبووك) ومواقع التواصل الإجتماعي ووسائل الإعلام التي ستنتصر للحريات الإعلامية وحقوق الإنسان وغيرها.
المتمعن بتطورات الحراك السياسي والشعبي في الوطن العربي يعي تماما بأن التغيير الشعبي كان قاب قوسين أو أدنى، حيث سئمت الشعوب الفساد المستشري في العديد من الانظمة وحيث انه من المحرمات وصول تلك القوى الى الحكم، فقد كان لابد من الادارة