بقلم: المهندس مدحت الخطيب
يا تُرى ماذا يريد المهندس الاردني من مجلس النقابة القادم ونحن على اعتاب انتخابات ربما ستكون الأكثر سخونة لاختيار مجالس الفروع والشعب ومجلس النقابة؟ وخصوصا بعد دخول تيار ثالث (نمو) والذي اربك خارطة التحالفات رأساً على عقب ...
هل يريد المهندس العادي أن يتسابق معهم على كراسي الرئاسة؟ هل يريد أن يصرف ببذخ على نفسه والمقربين منه؟ هل يريد التودد من المجلس ليكون من أعوانه وذراعه اليمنى؟هل يبحث عن مَوْطِئُ قَدَمِ في مجلس ادارة !!! بالطبع لا!!!
فجُلّ ما يريده المهندس الاردني نقابة وطنية مهنية تحترمه وتحترم إنسانيته قبل كل شيء، يريد نقابة قوية تكفل حقوقه وواجباته، نقابة تحميه وتدافع عنه، نقابة تضمن له ولأسرته حياة كريمة، نقابة تنصفه بالقانون حين يظلم، نقابة تضمن أسس العدل والمساواة بين أفراد منتسبيها لا تعتمد الأسس الأيدولوجية أو الدينية أو المذهبية أو الجهوية ...
كمهندس سعدت كما سعد غيري من الزملاء والزميلات، بعد أن تلقيت الخبر الذي يفيد بأن جميع الكتل (القوائم) قررت مخاطبة جموع المهندسين عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، وهذا قد يخرجها من دائرة التقوقع على الذات، والتي سادت خلال السنوات السابقة...وخصوصا عند تشكيل القوائم...
وخصوصا ان الجيل المؤثر الحقيقي في نقابتنا اليوم هم جيل الشباب فلا بد من التواصل معهم ، وفتح حوارات لإقناعهم بأهمية العمل المهني فعدد المهندسين الذين يقل اعمارهم عن 45 عام يقترب من 70%...
قيامهم بهذه الخطوة، يترجم صدق مقولة الفيلسوف "أرسطو" التي جاءت في كتابه (السياسة) منذ حوالي القرن السادس قبل الميلاد، ومفادها أن الانسان كائن اجتماعي، يتفاعل مع مجتمعه، يأخذ منه ويعطيه، فلعلهم تنبهوا لهذه المقولة الشهيرة مؤخراً، وبدأوا في تطبيقها على أرض الواقع مع المهندسين الجدد لرفع نسب المشاركة التي لا تتجاوز 8% من اعضاء الهيئة العامة.
ولكن رغم بساطة هذه الخطوة الانتخابية ، إلا أننا نخشى أن يكون هذا التواصل مثل غاز "الهليوم" الذي يستخدم في نفخ البلونات، وأعني ذلك العنصر الكيميائي الذي يعتبر ثاني أكثر العناصر انتشاراً في الكون، ولكن لا لون له ولا طعم ولا رائحة، وحتى لا تنطبق هذه الصفات والحيل علينا كمهندسين ، فإننا نرغب في أن نجدهم يعملون كما يعمل عنصر "الليثيوم" ذو اللون الأبيض الناصع البياض، الذي يتفاعل بسرعة في الهواء والماء، عليهم ان يتفاعلوا مع معاناة المهندسين وأن تكون خطوتهم الميمونة هذه مفتاحاً لخطوات أخرى، يتخذها أعضاء مجلسنا القادم.
ومن هنا علينا ان نرتقي جميعا باخلاقنـــــا اولاً لتـــكن أرواحنــــا راقيـــــــة تتسامى عن صغائر الأمور وعن كلّ ما يخدش نقائهـــــــا، نحترم ذاتنا و نحتـــــرم الغير، عندما نأمـر نأمر برفق ،وحين ننصح .. ننصح بودّ وحين نطلب، نطلب بصبر...وحين ننتخب ننتخب بصدق، ننحاز للمهنة والعمل الوطني ونبتعد عن التشرذم والتعصب والانقسام.....
في الختام اقول على كل مهندس أن يستخدم معيار الحق في اتخاذ موقفه النقابي دون الحسابات الشعبوية والربح والخسارة الانتخابية.. فرفع مستوى المهنة وخلق فرص عمل للمهندسين الجدد لن يكون الا بتكاتف الجميع و بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المحلي.. علينا ان نكون جادين في تطوير قواعد التأهيل والتدريب ومنها تطوير عمل مركز التدريب التابع للنقابة ليواكب مستجدات العصر العملية والعلمية منها...علينا ان نجاهد لتفعيل نظام ممارسة المهنة ففيه الداء والدواء ورحيق العسل للكثير من الزملاء ،علينا ان نلتزم في تطبيق القانون على الجميع دون محاباه، علينا ان نغير في قواعد التعامل في مجال الاستثمار وخدمات الزملاء والتمويل ، علينا ان نكون اكثر دقة وصراحة وحزم في ادارة اموال النقابة، علينا ان نبتعد عن المصالح الشخصية ، علينا ان نكون مهندسين فقط و بها نرتقي في عيون الامة...
وفقنا الله جميعا لخدمة نقابتنا التي نحب ووطننا الغالي والزملاء الكرام...