انقلب السحر على الساحر.. قوة جيسوس تتحول لنقطة ضعف الهلال مستقلة للانتخاب: مستعدون للانتخابات .."الشؤون السياسيه" : المجلس القادم فرصة للأحزاب - فيديو الصحة العالمية: 57% من أطفال أوروبا بعمر 15 عاما شربوا الخمر مرة على الأقل أدوية الحموضة تزيد احتمالات الصداع النصفي 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة البريزات يلقي كلمة أعضاء الفدرالية العالمية لمدن السياحة في نيوزلندا. مندوبا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يعزي قبيلة بني حميدة الفرايه من جرش يؤكد على أهمية مشاركة المواطنين في الحياة السياسية والحزبية "تنظيم الاتصالات” تتخذ تدابير لإيقاف التشويش في نظام “GPS” الملك والرئيس الفرنسي يبحثان هاتفيا التطورات الراهنة رئيس الديوان الملكي يلتقي وفدين من رابطة الفنانين التشكيليين والتقدم الأكاديمي التربوي مركز صحي خريبة السوق الشامل يحصل على شهادة الامتياز لتغذية الأمهات والرضع وصغار الأطفال جامعة مؤتة: نشرع أبوابنا للأشقاء العُمانيين للاستفادة من برامجنا الأكاديمية "مكافحة الأوبئة”: الأردن خال من أية إصابات بالملاريا الأشغال: بدء أعمال مشروع صيانة تأهيل طريق جرش-المفرق يوم السبت

القسم : مقالات مختاره
سؤلان ملحان بامتياز
نشر بتاريخ : 12/24/2017 11:56:59 AM
حسين الرواشدة

حسين الرواشدة


من بين الاسئلة الكثيرة التي أثارها قرار ترامب بنقل السفارة للقدس الحّ عليّ سؤالان : الأول لماذا وجدنا أنفسنا في مرمى ( نيران) الحلفاء الأصدقاء، وهل تفاجأنا حقًا بذلك، ولماذا فعلوها أصلا على الرغم مما قدمناه في أكثر من ملف، ثم – وهذا الأهم- ما هو المطلوب منا أو ماذا يريدون أن نفعله ولم نفعله.

أما السؤال الثاني فهو كيف نتعامل مع ما حدث، وما الذي يجب أن نفعله وإلى أين تتجه رهاناتنا، وهل لدينا من الأوراق السياسية ما يلزم للتحرك في اتجاهات تضمن الحفاظ على مكتساباتنا وتجنبنا الخسائر؟ 

أعرف أن الإجابات صعبة وربما غير متوافرة، كما أعرف أن ( الكلام المباح) فيها محدد بظروف تقتضيها صلاحية النشر، لكن هنالك سياقين لابد أن نفهمها، أحدهما متعلق بالتحولات التي جرت في أمريكا، وربما تمتد للغرب عمومًا، واسوأ ما أفرزته، بالنسبة لها هو النظرة للعرب والمسلمين كإرهابيين أو ( مشبوهين ) على الأقل، وهذه النظرة وإن كانت ليست جديدة فإنها لا ترتبط بملف ( الإسلام المسلح) الذي عانينا من توحشه كما عانوا منه، وإنما ترتبط بإفرازات تاريخية وسياسية وصراع طويل يرتكز على مثلث : إسرائيل والنفط والاسلام، وحوله تدور مصالح وأجندات وتفاصيل كثيرة.

السياق الثاني هو التحولات التي طرأت على عالمنا العربي منذ ست سنوات على الأقل، فيما سمي بمرحلة الربيع العربي، وهذه انتهت ( لم تنته بعد) إلى نتيجة كارثية تجسدت في حالة من التفتيت والضعف والهشاشة التي أصابت الجسد العربي المريض أصلاً، الأمر الذي اغرى الآخر على التفكير بخبث سياسي للتعامل مع هذا ( الرجل العربي الكسيح ) وتوجيه ما يلزم من ضربات له لضمان إسكاته للأبد.

كان الأردن حاضرًا في المشهد، لكن من زاوية مختلة ولافتة ايضًا، فقد خرج ( سالمًا) من زلزال الربيع العربي، ونجح في الدخول على ملف ( الإرهاب )من بوابة التحالف الدولي، والتزم ( الحياد الايجابي) والمرن مع الصراع في المنطقة، وحافظ على تحالفه مع الغرب وضمن تحالفًا جديدًا مع روسيا، وتحمل ( وقاحة) تل أبيب أكثر من مرة، واعتبر الخليج العربي عمقه الاستراتيجي رغم اغراءات تسخين العلاقة مع طهران.

استطرادا لهذا يتدحرج السؤال الأول الذي يتعلق بما كان مطلوبًا بنا أن نقوم به، ولم نستطع ذلك أو رفضناه، وهنا يتبادر للذهن ملفات عديدة لكن أهمها ملف القضية الفلسطينية التي يعتبرها الأردن قضية داخلية محضة، وحين نعود الى سياقات ما جرى على الهامش ابتداء من ( مصالحة القاهرة) إلى الصراع داخل ( الخليج) العربي، الى روايات الصفقة الكبرى، ربما نفهم عندئذ ما جرى من ترتيبات لمحاضرة بلدنا وربما ابتزازه، كما نفهم ايضا انفضاض الحلفاء من حولنا ومحاولة كشف ظهورنا للحائط.

مهم أن نفهم ما جرى، لكن الأهم منه أن ندرك ما يجب أن نفعله، وهنا لدينا أوراق محدودة لكنها مؤثرة، منها ما يتعلق بالداخل الذي يجب أن نستثمره في حالة ( الالتحام) التي سجلها مع دولته، والاستثمار هنا يترادف مع رد التحية بمثلها من خلال تحريك عجلة السياسة نحو اصلاح حقيقي يعيد للمواطن ثقته ببلده، ومنها ما يتعلق بملف توسيع الخيارات وتنوعها على مستوى العلاقات والتحالفات داخل الاقليم، ابتداء من تركيا وايران وصولا إلى الدول المغاربية والأفريقية والعواصم الغربية التي ترفض قرارات ترمب، وتنوع الخيارات والتحالفات يحتاج إلى (عين بصيرة) وحكمة وعدم استعجال، لكنه ضروري وإن كان فيه جزء من المغامرة.

أتحدث هنا عن بدهيّة تاريخية يمكن استحضارها وهي ان منطقتنا تشهد صراعا على الزعامات والمرجعيات، وربما المشاريع ايضا، ومع أننا لسنا جزءا من هذه اللعبة إلا أننا متأثرون بها، واذا دققنا جيدًا فإن لدينا ثلاث قوميات تشكل مكونات اساسية لمنطقتنا وهي : الأتراك والفرس والعرب، يجمعهم إطار إسلامي واحد وإن اختلفت مذاهبه وطوائفه، وبالتالي فإن ( القدس) ستبقى هي القضية المركزية التي ستوحد هذه القوميات حتى وإن حاول البعض توظيفها. 

عمان، يمكن أن تدخل على خط هذا ( المثلث) من زاوية اعادة التوازن لايقاع حركة السياسية والتاريخ معًا، واعادة دور صناعة ( التوافق) الذي كان بلدنا من أفضل المبادرين إليه.

عن الدستور

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023