البلقاء التطبيقية تبحث تطوير خطط برامج الشهادة الجامعية المتوسطة تراجع تأثير الكتلة الهوائية الحارة عن المملكة الجمعة أول تعليق رسمي في مصر على زراعة البن بعد 40 عاما من التجارب المدير السابق للأمن العام اللبناني: ظهور "داعش" مجددا ذريعة لبقاء الغرب في المنطقة وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الجمعة 26- 4 – 2024 الولايات المتحدة و17 دولة تدعو حماس للإفراج عن المحتجزين لديها بايدن يعين ليز غراندي مبعوثة خاصة جديدة للشؤون الإنسانية في الشرق الأوسط أطعمة تحتوي بلاستيك فاحذرها انتهاء موسم نجم تشيلسي انقلب السحر على الساحر.. قوة جيسوس تتحول لنقطة ضعف الهلال "مستقلة للانتخاب" : مستعدون للانتخابات .."الشؤون السياسيه" : المجلس القادم فرصة للأحزاب - فيديو الصحة العالمية: 57% من أطفال أوروبا بعمر 15 عاما شربوا الخمر مرة على الأقل أدوية الحموضة تزيد احتمالات الصداع النصفي 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة البريزات يلقي كلمة أعضاء الفدرالية العالمية لمدن السياحة في نيوزلندا.

القسم : بوابة الحقيقة
كيف ننشئ إرهاباً ؟
نشر بتاريخ : 11/30/2017 10:41:08 PM
د. عادل محمد عايش الأسطل



بقلم: د. عادل محمد عايش الأسطل

"المخرّبون الفلسطينيون"، مصطلح سياسي، أُطلقه الإسرائيليون بعمومهم، ساسة وعسكريين وإعلاميين، على الفدائيين الفلسطينيين الذين يقومون بتنفيذ عمليات نضالية مسلحة، ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي ومصالحه، وسواء كانت في الداخل أو الخارج، باعتبارها أعمالاً تخريبية بحتة، ولا تمت للسلام بصلة، وتستوجب توقيع أقصى العقوبات بحقّهم، في الوقت الذي يشعر أولئك الفدائيين وقادتهم، بأنهم يشعرون بالفخر بقيامهم بتأديتها، باعتبارها نضالات مشروعة، وهي مستمرة حتى هزيمة الاحتلال وجلائه عن الأرض.

المصطلح السابق انتهى تماماً، ولم يعُد موجوداً داخل الأفواه الإسرائيلية الآن، بسبب استبداله وتغطيته بمصطلح أكبر حجماً وأوسع صدىً، وهو }الإرهابيون الفلسطينيون {، كونه مصطلحاً بات محط ألسنة العالم ككل، بسبب استمراره في تلقّي المُقاساة تلو المقاساة، من وجوده كفكر، فضلاً عن الأفعال الدموية والتدميرية الناتجة عنه.

على أي حال، ونحن لسنا بصدد الدفاع عن أي حديث أو فعل، تنتج عنه أعمال خارجة عن الدين والأخلاق وأدب المعاملة، بل نشعر بالخجل وبالأسى إزاءها، ولكن فقط للبحث عن ماهية ذلك الإرهاب (ككل)، وأسباب وجوده وتعاظمه، وللتذكير، فإن من يرغب في صنع علاقة جيّدة مع الآخرين، أو محو شائبة فيما بينه وبينهم، يتوجب عليه المزيد من العطاء والصبر معاً، بينما من كانت العداوة إحدى غرائزه، ويريد خلق الأعداء، فإن ذلك يتحقق في لحظة واحدة.

 لا شك، فإن الإرهاب، وتحت أي أعمال أو أنشطة، وسواء كانت تخريبّية أو دمويّة أو تحريضيّة ونحو ذلكم، هو ساد الدول والحضارات منذ الأزل، وهو لن ينتهي أيضاً، بسبب أن ممارسته مشروعة، لدى التابعين له والقائمين عليه، باعتباره لم يتكون لديهم هكذا، ولكن بسبب كبير، يستوجب التصدّي به، ومن خلاله، للوصول إلى الغاية المطلوبة، وسواء كان بدوافع الأمور الدينيّة أو القومية، أو العنصرية، أو التسلط وعدم التسامح وغيرها من الأمور.

على المستوى الخارجي، وفي ضوء غطرسة الدول الكبرى، واستخفافها بحريات الشعوب، وابتزازها لثرواتهم، وفرضها سياستها وثقافتها وتعاليمها عليهم، فهي كفيلة بخلق شعورٍ باهظٍ بالغضب، ومن ثمّ يتكون الإرهاب ضدها، حتى في حال رضيت أنظمة الدول المهدوفة التي يخرج منها.

فالولايات المتحدة -على سبيل المثال- هي على استعدادٍ تام لإنشاء إرهاب، حتى ولو لم يكن موجوداً، وهي لا تخجل من أن لا تدّخر جهداً، لأن تكون مصدراً لتسليحه ودعمه بالأموال، وذلك تنفيذاً لرغبتها المتعالية، وتبعاً لمصالحها المختلفة، والتي تضمن بقاءها على التلّة، والكل من تحتها، وبخاصةً الدول التي تناهض سياستها.

وإذا تفحّصنا الأمر على المستوى الداخلي، لوجدنا أن الأنظمة – ليس كلها- ضالعة في صناعة الإرهاب، والتي في النهاية تعلن الحرب عليه ومن غير هوادة، فخاصةً وأن من بينها من ترغب في إدارة الحكم، بطريق فرض القوة بالحديد والنار، والتسلط بغير قانون، أو تقوم بالإمعان في التمييز بين مواطنيها، وسواء كان بخصوص العرق أو اللون أو المذهب.

إذاً، فما الذي يمكن أن تتوقعه الولايات المتحدة، إزاء سياستها على النطاق الخارجي، التي يشهد عليها الكل، بأنها ليست عادلة ولا أخلاقية أيضاً. كذلك، وما الذي يمكن أن تتوقعه الأنظمة القمعية والتسلطية ضد مواطنيها، بعدما وجدوا أنفسهم لديها، على درجة أقل من البشر؟ ناهيكم عن مسألة المسّ بعقائدهم وشرائعهم الدينية، والتي يفوق الغضب لها، عن الذي يمسّ الحرية والعدالة والاقتصاد والسياسة وغيرها من الأمور.

إلى حد الآن، فإن الحرب الكونيّة ضد الإرهاب، وسواء الناتجة عن الدولة الواحدة، أو ضمن اتحاد عصبة من الدول، لم تكن ناجحة بصورة قاطعة في يوم ما، وذلك بسبب أن هذه الحرب، لا تركز على جذور المشكلة، فهناك حيل كثيرة يمكن تسويتها سياسياً، ومن ناحية أخرى فإن الحرب المُعلنة، هي لعبة غير موثوقٍ بها.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023