القضاة ينفي حضوره غداء الاوقاف بمكة الذي انسحبت منه البعثة الاعلامية مجهول يضع حفاضة طفل على رأس رئيس اللجنة الأولمبية الدولية في مقهى الحملة الأردنية و"الخيرية الهاشمية" توزعان وجبات في محافظات غزة انتهاء المحادثات الروسية الأوكرانية في إسطنبول إذاعة "يوم القيامة" تخرج إلى الأثير برسائل غامضة! منحة للموظفين السوريين بقيمة 500 ألف ليرة بمناسبة عيد الأضحى الملك يتقبل أوراق اعتماد عدد من السفراء في قصر بسمان الزاهر ولي العهد يرعى حفل تخريج دورة مرشحي الطيران/54 في كلية الملك الحسين الجوية تقرير: 72% من اللاجئين السوريين في الأردن لا ينوون العودة حاليا تحديد موعد صلاة العيد وأماكن المصليات هرب فوق سيارة!.. طفل ينجو من هجوم كلاب ضالة في إيدون بإعجوبة - فيديو قصف عنيف يخلّف 52 شهيدا في غزة في يوم انخفاض البطالة في الأردن بمقدار 0.1% لتسجل 21.3% في الربع الأول وزير التربية يكرم طالبا وقف خارج أسوار المدرسة احترامًا للسلام الملكي جرش .. مراقبو التوجيهي يؤدون القسم

القسم : بوابة الحقيقة
بين محيسن وكاكا: ما شأننا”
نشر بتاريخ : 10/6/2017 10:53:44 PM
أ.د. محمد الدعمي



بقلم: أ.د. محمد الدعمي

من الطرائف التي أفرزتها الحرب الأهلية المستطيلة بين الحكومة العراقية، من ناحية، وبين الثوار الكرد (المتمردين، حسب التعبير الحكومي) طوال تاريخ الدولة العراقية خاصة بعد أواسط القرن العشرين، برزت المقولة الساخرة: “هي حرب بين محيسن وكاكا، فما شأننا؟”، (محيسن اسم يرمز للشيعة، وكاكا يرمز للكرد)، إذ شاعت بين الجماعات الحاكمة في العراق، حيث اعتادت هذه الجماعات (ومنها القيادات العسكرية) نقل الضباط والجنود الشيعة إلى ما كانت تعرف بتعبير “حرب الشمال”، تأسيسا على افتراض مجحف يهدف إلى حصر القتال بين فئتين اجتماعيتين من الدرجة الثانية وربما الثالثة آنذاك مؤكدين على الهدف بالمقولة الشهيرة: “فلتأكل نارهم حطبهم”.

ولكن، على نحو ملتوٍ شعر المكونان الكردي والشيعي بأنهما هم فقط كانوا وقود نار الاحتراب الأهلي المزمن في شمال العراق، الأمر الذي قاد إلى تطوير تحالف بين القيادات الكردية والشيعية في وقت لاحق، باعتبار أن المكونين يبحران في قارب واحد ضد حكومات بغداد المتتالية (خاصة بين 1963 و2003). لذا، فقد شكلت قيادتا الأحزاب الكردية والشيعية العمود الفقري للمعارضة العراقية الفاشلة، نظرا لأنهما استساغتا التقسيم العرقي والطائفي (تفضيلا على الوحدة الوطنية) أساسا لعملها ضد النظام السابق حتى أتمت الولايات المتحدة الأميركية عملية إسقاط ذلك النظام بالضربة القاضية (2003). هكذا قفزت القيادات الشيعية والكردية إلى سدة السلطة بتعيين وبمساعدة القوات الأميركية، كي يسقط العراق برمته ضحية لقيادات كان هدفها انتقامي، وليس تصحيحيا، بمعنى أن هذه القيادات الطارئة لم تتمكن أن تبرأ مما شاب الأنظمة السابقة من علل مهلكة قط، فواصلتها، بل وكرستها، وأهمها عِلّة الطائفية والانحيازات على أشكالها المتنوعة. كان هذا هو السبب الأساس الذي قاد إلى عودة الخلل الذي أسقط الأنظمة السابقة إلى المقدمة وبقوة لا رحمة فيها، وهو خلل الطائفية والعنصرية الإثنية.

وكانت النتيجة النهائية مأساوية بحسب جميع المعايير، متمثلة في: تحول المقولة التي شاعت بين قيادات الحكومات السابقة للغزو الأميركي: أقول تحول المقولة من “طرفة”، إلى “رؤيا نبوئية”، للأسف: فلم يعد حلفاء المعارضة السابقون (القيادات الكردية والقيادات الشيعية) الذين كانت رموزهم في العهود السابقة هي “محيسن”، للشيعة، و”كاكا”، للكرد، أقول لم يعد هؤلاء حلفاء وشركاء حكم، خاصة بعد أن اختلف محيسن مع كاكا في تقسيم غنيمة وقوع العراق فريسة بين أيديهما. وباعتبار أن ما يقوم على خطأ، لا يمكن تصويبه في تالي الأيام، فإن النتيجة النهائية ماثلة اليوم أمام أعيننا: محيسن يتأهب للانقضاض على كاكا؛ والأخير يستعد لقطع عنق محيسن حال محاولته تسلق جبل كاكا الشاهق.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023