التاكسي الطائر ينطلق في بريطانيا خلال عامين أطعمة تحافظ على الشعور بالشبع خلال ساعات الصيام في رمضان اختبار الحمض النووي لامرأة يكشف أن أسلافها (كلاب)! إجازة أبوة ممولة من الحكومة لمدة 6 أشهر للآباء الجدد في أستراليا الأردن من الدول الاكثر يؤسا الـ 31 عالميا و 6 عربيا على تفاصيل كاملة عن عصابة في تركيا تتاجر بالأعضاء البشرية للأردنيين "المركزي" يطلب من البنوك توفير مخزون كاف من المسكوكات المعدنية وأوراق النقد وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الثلاثاء 20 -3 -2024 الصبيحي: 33 ألف فرصة عمل التي تم توفيرها من التشغيل الوطني قد تكون غير مستدامة البيت الأبيض: أول اتصال هاتفي بين بايدن ونتنياهو منذ أكثر من شهر الأرصاد: أمطار غزيرة على محافظتي عجلون والكرك إفطارات رمضانية للنزلاء وذويهم على موائد مراكز الإصلاح والتأهيل ولي العهد يؤدي مناسك العمرة 10 نصائح خفيفة بـ Gmail لتبسيط وإدارة البريد الوارد بكفاءة 8 أشياء قد تحدث عند الإكثار من تناول اللحوم

القسم : مقالات مختاره
3 ملفات على قمة العرب – ترامب
نشر بتاريخ : 4/2/2017 2:38:23 PM
حسين الرواشدة



حسين الرواشدة

ما لم يعلن عنه في القمة العربية بصورة واضحة، سنسمعه من واشنطن هذا الاسبوع، ومهما اختلفنا حول المضامين التي ستصلنا فان معرفة ما تفكر به واشنطن( ما تريده ان شئت) يبدو مهما، ليس فقط لان الدور الامريكي كان وما زال اساسيا في هذه المنطقة التي تشكل ابرز بؤر الصراع في العالم، سواء من جهة تأمين مصالحها المعروفة او من جهة ترتيب اولويات حلفائها، وانما ايضا لان الادارة الامريكية الجديدة في عهد ترامب تسير في اتجاه اخر، يحتاج من العرب ان يفهموه قبل ان يطرحوا اوراقهم على الطاولة.

اتحدث هنا عن قمتين ستشهدهما واشنطن، الاولى مصرية امريكية، والاخرى اردنية امريكية، سبقهما لقاء جمع ولي العهد السعودي مع ترامب، واخر جمع الاخير مع نتينياهو، بما يعني ان اللقاءات شملت ابرز “ الفاعلين “ في هذه المنطقة، وانها بالتالي تمهد لمقاربات جديدة نعرف عناوينها لكن تفاصيلها لم تتضح بعد .

على “قمتي”  واشنطن ستطرح -كما نتوقع - ثلاثة ملفات رئيسة، الملف الاول هو الارهاب، والثاني القضية الفلسطينية، والثالث ايران، والملفات هنا متداخلة، وقد تشهد اختلافات بين ما يفكر به ترامب وما يريده الزعماء العرب، لكن ما يهمنا هنا مسألتان : احداهما تتعلق بتقديم رؤية عربية موحدة لحل الصراعات في المنطقة، والاخرى مدى التأثير على الموقف الامريكي لانتزاع الحد الادنى من المواقف الايجابية تجاه القضايا التي تشكل نقطة التقاء للمصالح العربية والامريكية المتبادلة .

في ملف الارهاب تعتبر واشنطن ان “ استئصال “ داعش وغيرها من التنظيمات التي تعمل في دائرة “ الاسلام المسلح “ اولوية لها، ومن المؤكد انها ستدفع باتجاه تشكيل رافعة “ عربية للقيام بهذه المهمة “ ليس في سوريا والعراق فقط، وانما في اليمن وليبيا ايضا، بحيث تبدو خطة الاطباق على الارهاب شاملة، واعتقد ان هذه الرؤية الامريكية ستجد الدعم من الجانب العربي، وتبقى الاليات والتفاصيل محل نقاش، خاصة فيما يتعلق بالمواجهة على الارض،  اذ  يفترض ان لا يقبل الطرف  العربي ان يخوض حربا برية ضد هذه التنظيمات .

في ملف الارهاب ايضا ستطرح قضية “ تصنيف” الاخوان المسلمين على قائمة التنظيمات الارهابية، وهو المشروع الذي ما زال مطروحا في اروقة الكونغرس الامريكي، واعتقد ان المواقف العربية لن تكون متطابقة، فمصر مثلا مع هذا  التوجه، لكن الاردن وربما السعودية لا يدعمان على ما يبدو هذا القرار . 

سيكون الملف الإيراني حاضراً على طاولة “اللقاءات”، نتذكر هنا ان بيان قمة عمان أشار الى التدخلات الإيرانية في المنطقة، كما ان انتقادات ترامب لطهران لم تعد سراً، ومن المتوقع ان تكون بوابة المواجهة هي اليمن بدعم امريكي للسعودية في حربها هناك، كما ان التفاهم الروسي الأمريكي سيساهم في “حصار” النفوذ” الإيراني داخل سوريا، وربما تكون التفاهمات التي تمت بين دول عربية وبين العراق مقدمة “لتحجيم” الدور الإيراني.

 يبقى ان ترتيب الأوراق على خط مواجهة مع إيران مروراً بالعواصم العربية سيحتاج الى مسألتين: الأولى تقديم تنازلات عربية على محور القضية الفلسطينية، والآخر إعادة تكييف المصالح العربية للقبول بتسويات سياسية في سوريا، (بقاء الأسد مثلا)، وفي العراق (تقاسم السلطة وتخفيف معاناة السنة) ..وهكذا. 

يبقى الملف الأهم وهو “القضية” الفلسطينية، وقد عبّرت واشنطن عن موقفها تجاه حل الدولتين باعتباره غير ملزم، وطرحت “التسوية الإقليمية” كمدخل للوصول الى تسوية مع الفلسطينيين، بعكس اتجاه مبادرة السلام العربية، هذا الموقف –بالطبع- سيبقى مفتوحاً للنقاش في موازاة الملفين السابقين (الإرهاب وايران) لكنه سيكون نقطة الانطلاق بالتأكيد، ومن المتوقع ان تتكرر نسخة “أوسلو” من جديد، لكن في سياق حضور عربي أوسع ( تماماً كما جرى بعد غزو العراق)، وستكون التسوية على جرعات،  تبدأ بالأمن ثم بالاقتصاد وصولاً الى “الحل السياسي”، اما النتيجة فأعتقد انها لن تكون أفضل من أوسلو. 

هنا ثمة سؤالان لم نعرف اجابتهما بعد، الأول: ماذا يريد ترامب من المنطقة ومن العرب تحديداً، وهل ستكون “الصفقة” هي العنوان الأساس الذي سيحدد موقفه النهائي من مجمل هذه الملفات، ثم ما هي تفاصيل هذه الصفقة وما علاقتها “بالمال” والسياسة معاً، أما السؤال الآخر فيتعلق بما يريده الطرف العربي من واشنطن، وما يتوقعه منها، هنا نحتاج فعلاً لمعرفة ما يملكه من أوراق ضغط، وما يحتاجه من “تحولات “على صعيد مواقفه وعلاقاته وتحالفاته، لضمان الحد الأدنى من مصالحه والتقليل ما امكن من خسائره...هذا يحتاج الى حديث آخر.

عن الدستور

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023