وزير التربية يبرر اسباب تراجع طلبة الأردن بالقراءة والرياضيات والعلوم وزير التربية: البدء بتوزيع طلبة الثانوية العامة ضمن مسارين وزير التربية: 25 مليون دينار تكلفة دورة التوجيهي ارتفاع عدد جثامين الشهداء في المقبرة الجماعية بخان يونس إلى 310 بعد اختبار دولي للطلبة.. خشية من تدهور مستوى التعليم في الأردن مدير شرطة جرش يلتقي رؤساء الجمعيات في المحافظة مركزية المهندسين تقر نظامي "الصندوق التعاوني" و"المسؤولية المهنية" لاصحاب المكاتب الهندسية أكثر من 41 ألف شهيد ومفقود في قطاع غزة احباط محاولة تهريب 73500 حبة كبتاجون في قضيتين منفصلتين بمركز حدود جابر رشقة صاروخية باتجاه سديروت في اليوم الـ200 للعدوان على غزة شهيد جراء استهداف مسيرة صهيونية مركبة مدنية جنوب لبنان شهيد وإصابات في قصف للعدو على بيت لاهيا المعتقل عزات غوادرة من جنين يدخل عامه الـ22 في سجون الإحتلال الإفتاء تصدر اكثر من 39 ألف فتوى خلال شهر رمضان الاحتلال يقتحم البلدة القديمة في مدينة نابلس

القسم : بوابة الحقيقة
ملاحظات في الثقافة المقارنة
نشر بتاريخ : 4/1/2017 12:57:01 PM
أ.د. محمد الدعمي
 
بقلم: أ.د. محمد الدعمي

إن الفكرة الأساس في الدراسات المقارنة تنأى كثيرًا بنفسها عن ذلك الميل “الطفولي” للتقييمات المعيارية العمياء أو المتعامية بإطراء الذات! عندما أقارن كاتبا أو شاعرا عربيا بآخر إنجليزي أو ألماني أو فرنسي، فإن الهدف لا يمكن أن يخلص إلى نتيجة محتومة، مفادها هو أن العربي هو الأفضل، كما اعتاد آباؤنا وأجدادنا تفضيل اللحوم المحلية على سواها، المستوردة خاصة.

إذا ما زعم المرء أن “الثقافة المقارنة” مهمة للغاية، ليس لمعرفة الذات حسب، وإنما لرسم صورة ذاتية دقيقة المعالم على سبيل تقديمها لــ”الآخر” بناءً على تتبع التوازيات والتقاطعات، فإن هناك الكثير من المفاهيم الخاطئة والمنظورات المسبقة التي شابت “الدراسات المقارنة” واختطفتها من حقل عملها الصحيح، خاصة في جامعات عالمنا العربي، درجة تشويهها وإحالتها إلى حقول مثقلة بالنرجسية وبإطراء الذات وبالخيلاء، ناهيك عن الميل القوي عند حرفها عبر العقل العربي إلى التفضيل واعتماد درجات المقارنة: من الجيد إلى الأجود؛ ومن السيئ إلى الأسوأ، وهكذا دواليك.

لذا توجب على العارفين بهذا الحقل الحيوي من النشاط الذهني أن يزيلوا بعض الأخطاء ويصححوا البعض الآخر ليمنعوا التمادي والتماهي بما جاء في أعلاه حتى حدود الانحياز وضياع الحيادية، بل وفقدان رؤيا الدراسات المقارنة بجوهرها.

إن الفكرة الأساس في الدراسات المقارنة تنأى كثيرًا بنفسها عن ذلك الميل “الطفولي” للتقييمات المعيارية العمياء أو المتعامية بإطراء الذات! عندما أقارن كاتبا أو شاعرا عربيا بآخر إنجليزي أو ألماني أو فرنسي، فإن الهدف لا يمكن أن يخلص إلى نتيجة محتومة، مفادها هو أن العربي هو الأفضل، كما اعتاد آباؤنا وأجدادنا تفضيل اللحوم المحلية على سواها، المستوردة خاصة. إن الموضوع ليس هكذا: فالمقصود من الدراسات المقارنة هو: وضع الشيئين أو الكيانين المراد مقارنتهما على “دكة” قد تكون خيالية، ثم معاينتهما بدقة، وتسجيل النقاط المتشابهة والنقاط المختلفة بينهما. ليس بقصد تفضيل أحدهما على الآخر، وإنما بقصد قياس خطوط التماس والتطابق، من ناحية، وخطوط الانحراف والتباعد، من الناحية الثانية، على سبيل إيجاد معيار دقيق لدرجات الاختلاف بين الشيئين. ويكون الهدف النهائي الأدق هنا، ويا للمفاجأة، هدفًا رقميًّا وإحصائيًّا، غير مفهوم بالنسبة للكثيرين. لذا يخلص الباحث إلى أن مجالات الالتقاء والتشابه والتقارب تساوي 40 بالمئة، ودرجات الاختلاف والتباعد تساوي 60 بالمئة، على سبيل المثال. ومعنى ذلك هو أن أبحاث الدراسات المقارنة، إن كانت دقيقة، ينبغي أن تضغط خلاصاتها برموز رقمية وإحصائية دقيقة، وليس بتقييمات معيارية متعامية بالانحياز وبتفضيل الذات على الآخر، كما كان ديدن هذه الدراسات في الجامعات العربية، لبالغ الأسف. بل ينبغي أن تكون الخلاصات الرقمية قابلة للتحول إلى خطوط بيانية مرسومة كذلك.

أما ما يجري في عالمنا العربي، خاصة عبر الأقسام العلمية لهذه الجامعات، فلا يزيد عمليًّا، للأسف، عن مقارنات ومقاربات اعتباطية وذوقية يقصد منها تحقيق أهداف مسبقة، وأهمها تفضيل المحلي على الأجنبي ومنحه الدرجات الأعلى. لقد كان هذا هو الاتجاه الذي اختطه الكثيرون في الدراسات الأدبية المقارنة في الجامعات العربية، خاصة عندما يقارن الباحث بين شاعر عربي وآخر صيني، على سبيل المثال، إذ يتفوق الشاعر العربي على الصيني، شئنا أم أبينا، ربما مغازلة للرومانسية العربية!

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023