وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الخميس 2 – ايار – 2024 الملك يعزي الرئيس الإماراتي بوفاة طحنون بن محمد آل نهيان وزير لبناني يحذر من تشويش "إسرائيل" على الملاحة الجوية "بكل هدوء.. كاميرا توثق لحظة انتحار رجل أعمال باكستاني وزير السياحة و رئيس بلدية جرش يضعان الصيغة النهائية لمشروع ربط مدينة جرش الآثرية بالحديثة منظمة الهجرة تعلل سبب مغادرة اللاجئين السوريين للبنان بوتيرة أعلى نحو قبرص بحرا إصابة شاب بعيار ناري بمنزله في السلط إصابة 55 شخصا على الأقل جراء اصطدم قطار بحافلة في لوس أنجلوس احذروا هذه الخدعة.. مطاعم في باريس تستعد لتحصيل المزيد من الأموال خلال الألعاب الأولمبية العزام مديراً لمديرية التربية والتعليم بمحافظة جرش أثر جانبي خطير لأدوية حرقة المعدة تحرك عاجل من السياحة المصرية بعد رصد مواطنين متجهين للسعودية بتأشيرات زيارة قبل موسم الحج الأسد يوجه بافتتاح مركز للتجنيد هو الأول من نوعه في دمشق الامارات تتأهب للحالة الجوية سيول تجتاح مناطق بالسعودية

القسم : بوابة الحقيقة
أميركا وإيران.. من يسترضي الآخر؟
نشر بتاريخ : 8/22/2023 11:33:58 AM
د. منذر الحوارات


بقلم: د. منذر الحوارات

 

تندفع الولايات المتحدة بشكل ملفت هذه الأيام لإقامة تحالفات متعددة في عدة أقاليم دولية، لكنها تركز بشكل أساسي على منطقة الصراع المستقبلية المتوقعة في المحيطين الهادي والهندي بالذات في بحر الصين الجنوبي، فبالاضافة إلى حلف الناتو أقامت تحالف أوكوس بينها وبين بريطانيا وأستراليا، وغيرها من التحالفات، وها هي تجمع الخصمين السابقين اليابان وكوريا الجنوبية، في محاولة لإقامة تحالف إستراتيجي مع الولايات المتحدة ربما يكون مقدمة لإنشاء ناتو آسيوي، كل تلك التحركات والمحاولات الأميركية لها غاية واحدة هي الصين، ونظراً لأنها غير قادرة على احتواء هذا البلد الكبير والمنفتح اقتصادياً وسياسياً على العالم قررت أن تتبع خطة الإبطاء الإستراتيجي لهذا العملاق الكبير.

 

لكن هناك ما يشوب هذا المخطط الأميركي فهي بحاجة كي تبطئ هذا المارد وتمنعه من تجاوزها والتفوق عليها الى إحكام قبضتها على المحيط الهادي ومضيق ملقا، وهو الممر الذي يفصل بين مضخة العالم من النفط وهي منطقة الخليج العربي ومَشغل العالم الصين، فلديها ما يكفي من الأصدقاء والحلفاء على شواطئ هذا المحيط ومضيق ملقا، وتتوفر ايضاً القدرة العسكرية من خلال البوارج والأساطيل الأميركية في المحيطين، لكن تبقى المعضلة التي تواجه أميركا وهي قدرة الصين على التزود بالنفط من خلال المعابر البرية، وهذه تحققها فكرة الحزام والطريق، والتي هي محاولة صينية للهروب من السيطرة الأميركية على المضائق العالمية، وربما يكون ميناء وممر جوادر أفصح دليل على ذلك حيث ينطلق من إيران عابراً باكستان وينقل النفط بالاتجاه الصيني والبضائع في اتجاه إيران والخليج العربي، وهو يعتبر ضربة قاصمة لكل الجهود الأميركية ومحاولاتها في السيطرة على اهم محرك للاقتصاد الصيني وهو النفط، ولإيقافه تصبح ايران حاجة إستراتيجية أميركية في المرحلة المقبلة.

 

تدرجت العلاقات الإيرانية الأميركية منذ العام 1979 من فكرة إسقاط النظام وتغييره الى فكرة تغيير سلوكه وأخيراً التعايش معه التي دشنها الاتفاق النووي، لكن التداعيات الأخيرة وحاجة الولايات المتحدة الإستراتيجية لإيران وموقعها تجعلنا نطرح السؤال، أيحتمل أن ينتقل هذا العداء إلى تعاون؟ علماً بأن العلاقات الأميركية الإيرانية مرت بفترات متعددة من التخادم المتبادل ابتداء بحرب الكويت واحتلال افغانستان وكذلك العراق وأخيراً الحرب على الإرهاب والذي وصل الى مرحلة التنسيق المشترك كما قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، إذاً كان هناك تعاون مشترك بين البلدين وإن كان متقطعاً، ولأن الحرب مستحيلة ولأن  كل العقوبات لم تؤد إلى انهيار إيران وجعل نظامها أو حتى برنامجها النووي ينهار بل العكس هو الذي حصل، فإيران الحاضر قوة إقليمية لا يمكن تجاوزها عند مناقشة قضايا المنطقة، فأذرعها الإقليمية وقوتها الداخلية مكنتها من ذلك وهذا يُحتم على واشنطن سلوك طريق التعاون، وكون إيران دولة مؤسسات ولديها خبرة كبيرة في إدارة اللحظات الإستراتيجية فلديها دبلوماسيون على درجة عالية من الكفاءة لذلك فهي بدون شك ستلتقط اللحظة الأميركية وتساوم عليها ببراعة.

 

المؤشرات تعطي الانطباع  بأن الولايات المتحدة تخطط لصياغة إستراتيجية أمنية شاملة للمنطقة بالتفاهم مع إيران، فلا بأس بالنسبة لها من تقديم بعض التنازلات في منطقة الخليج في مقابل تحقيق هدفها الإستراتيجي المستقبلي في إبطاء التطور الصيني، فاحتواء الصين أمر شبه مستحيل، إذا فليس أمام أميركيا سوى محاولة احتواء شركائها الدوليين وهذا هدف ما يزال بالمُستطاع تحقيقه وإن بدا مستحيلاً في كثير من الأحيان، لكن طبيعة الصراع الوجودي الذي تخوضه الولايات المتحدة مع الصين يفرض عليها ذلك، أما موقف الأطراف العربية وإسرائيل من هكذا تقارب فتلك قصة أخرى.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023