البلقاء التطبيقية تبحث تطوير خطط برامج الشهادة الجامعية المتوسطة تراجع تأثير الكتلة الهوائية الحارة عن المملكة الجمعة أول تعليق رسمي في مصر على زراعة البن بعد 40 عاما من التجارب المدير السابق للأمن العام اللبناني: ظهور "داعش" مجددا ذريعة لبقاء الغرب في المنطقة وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الجمعة 26- 4 – 2024 الولايات المتحدة و17 دولة تدعو حماس للإفراج عن المحتجزين لديها بايدن يعين ليز غراندي مبعوثة خاصة جديدة للشؤون الإنسانية في الشرق الأوسط أطعمة تحتوي بلاستيك فاحذرها انتهاء موسم نجم تشيلسي انقلب السحر على الساحر.. قوة جيسوس تتحول لنقطة ضعف الهلال "مستقلة للانتخاب" : مستعدون للانتخابات .."الشؤون السياسيه" : المجلس القادم فرصة للأحزاب - فيديو الصحة العالمية: 57% من أطفال أوروبا بعمر 15 عاما شربوا الخمر مرة على الأقل أدوية الحموضة تزيد احتمالات الصداع النصفي 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة البريزات يلقي كلمة أعضاء الفدرالية العالمية لمدن السياحة في نيوزلندا.

القسم : بوابة الحقيقة
دور الأم في المجتمع
نشر بتاريخ : 3/21/2022 3:33:23 PM
عصمت الطاهات

للامومة تقديرها العظيم في كافة الاديان السماوية  وفي الاسلام خاصة ، ولقد كرم الاسلام الام العظيمة فجعل الجنة تحت اقدامها ونوه بشأنها عند الوصية بالوالدين وجعلها احق الناس بحسن الصحابة .

 

ومن المعلوم ان تكريم الام في الاسلام غير مرتبط بوقت ولا مكان فهو مطلب شرعي وحق على الانسان مادامت على قيد الحياة ، وتعدى الاملا  الى مابعد وفاتها ايضا من خلال الدعاء والصدقة وانفاذ العهد وصلة الرحم التي كانت تصل وديننا العظيم المتسامح الطيب كرم الام في كافة المواقف والمواضع ، وحث على طاعتها وحسن رعايتها عند الكبر لما لها من فضل عظيم على ابنائها ، فهي التي تحملهم في احشائها وتغذيهم ثم تتعهدهم في جميع الاتجاهات كما تعتني بالزوج والاحفاد انطلاقا من قوله تعالى " ووصينا الانسان بوالديه حملته امه وهنا على وهن وفصاله في عامين ان اشكر لي ولوالديك الي المصير " الأية 14 سورة لقمان .

 

فالأم هي مصدر الحب الدافىء الذي لانهاية له للجميع ، ولولا ما هيأها الله تعالى له ومنحها اياه من الحب والتفاني والإخلاص والتضحية لأ نهارت الحياة كلها وانقرضت البشرية ، وقد اكد القرآن العظيم على بر الوالدين حيث قال تعالى " وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا ، اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما ، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا " الآية 23-24 من سورة الإسراء ، وبوصايا الحق والسنة النبوية بدور الام والوالدين فإن الأم تبقى هي رمز الوفاء ونبع العطف والحنان الكبير .. في عينيها الصفاء .. وفي صدرها الايمان .. وبين ذراعيها السكينة والامان .. وفي لمساتها الشفاء .. وفي دعائها القبول .. وفي رضائها جنات النعيم وفي طاعتها طريق الحق والنور .

 

والام هي التي تتحمل الجزء الاكبر من مسؤولية تنشئة الطفل في السنوات الاولى من حياته .. وهي التي تضع اللبنات الاولى في تشكيل شخصيته فتغرس فيه قيم المجتمع الاصلية ومثله وتقاليده ون\تعمق فيه الشخصية الاردنية التي تتميز بالتدين والانتماء للاسرة والارض والوطن وتنقل اليه التراث الثقافي وتصل ماضيه بمستقبله فتعمق جذوره الحضارية وتنمي قدراته العقلية التي يسهم بها في تحقيق مجتمع الغد المقبل .

 

 ونحن حينما نتذكر الام او نكرمها فإننا نكرم الاخلاص الصادق .. والخير الناطق .. ونكرم الوداد النابض .. بل ونكرم الرحمة الدافقة ونكرم العطاء الذي لايتوقف ..فالأم هي الدوحة الظليلة التي يتمتع الاولاد بخضرتها ويستنشقون عطرها وشذاها الفواح .. وهي الصدر الحاني الذي يمدهم بالدفىء والهدوء وهي الامل الذي ينير الطريق .

 

 ان تكريم الام هو تكريم دائم ومستمر وغير مرتبط اصلا بوقت او حدث .. لأن الأم تبقى هي المدرسة الأخلاقية وهي صانعة الأجيال وما الأم الا نفحة قدسية تملأ الافاق فهي الملاذ عند الخوف .. والملجأ وقت الشدة .. فجدير بكل الابناء ان يبروا الامهات  ويجدوا في رعايتهن والمثابرة على تحقيق النعيم لهن .. لأن اسمى امل للام هو ان ترى ابنها وقد صار رجلا قويا .. ومواطنا صالحا .. وانسانا نافعا ..  ورجلا مستقيما يمنح المجتمع من حوله خير العطاء .. يوم تراه يسير في موكب الحياة .. مرفوع الراس ..موفور الكرامة .. ومع اشراقة فصل الربيع من كل عام وهو عيد التفتح وتجدد الحياة لدى كل الكائنات يكون موعدنا للاحتفال بيوم الام نحمل اليها فيه .. ونقدم بين يديها اصدق ايات الامتنان والاجلال وعبارات المحبة والوفاء الى اعز الناس واحب واصدق الناس الينا في هذه الحياة الفانية .

 

 ان الاحتفال بيوم الام هو تعبير وامتنان يبديه المجتمع بسائر أفراده وجماعته نحو الام العظيمة .. التي قامت بواجبها في تربية ابنائها حتى اصبحوا مواطنين اردنيين .. نشامى صالحين .. يشاركون في صتع التقدم والرضاء فوق ارض الوطن الطيب .. والام المعاصرة حين تتولى مسؤولية الرجل ايضا في كل مواقع العمل فوق ارضنا الطيبة ليحققا معا النهضة القومية الشاملة وليسهما في بناء مجتمع متقدم ينساب الخير بين ربوعه وتسود افراده وجماعاته الألفة والمحبة .

 

 فالأم الاردنية في وقتنا الحاضر هي الركيزة الاساسية التى يقوم عليها صلاح الامة كلها ..  فهي مسؤولة عن بناء البشر من خلال تنشئتها لأطفالها .. وهي مسؤولة ايضا بالتضامن مع الرجل في تحقيق اهداف التنمية الاجتماعية والاقتصادية لكي يسير المجتمع مع ركب التقدم .

 

ان يوم الأم يعلو عن تقديم الهدايا التي تقدم والمجاملة اليسيرة المحدودة او العواطف المؤقتة الزائلة فإن بر الامان والاحسان اليها يجب ان يكون عبر الحياة كلها .. بل يمتد الى مابعد الحياة بالدعاء لها بالرحمة والمغفرة الحسنة والتصدق عليها لمقولة الحق سبحانه وتعالى " ووصينا الانسان بوالديه احسانا ، حملته امه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا" ألأية "13"من سورة الاحقاف . ويقول الحق في الية "36" من سورة النساء " واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا " والشاعر العربي يقول : الام مدرسة اذا اعددتها .. اعددت شعبا طيب العراق .. لذلك على من احتفل بهذه المناسبة في شهر مارس عليه ان يعيد الاحتفال كل يوم ولا يقتصره على يوم واحد احتراما واجلالا لقرة أعيننا امنا الفاضلة التي لامثيل لها في الكون والتي افنت حياتها من أجلنا حتى ترانا سالمين وتفرح بنا وبأحفادنا لو كتب الله لها العمر الطويل . فهل نستطيع رد الجزء البسيط من المعروف من خلال بر الوالدين الذين اوصى الحق سبحانه وتعالى بهما .. وبذلك نحسب عند الله من الباريين بالوالدين الطيبين ؟

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023