القراءة الواعية تحسن الصحة النفسية مفوضية اللاجئين في الأردن : خفض الدعم النقدي خارج المخيمات اعتبارا من شهر أيار الاحتلال يمنع مئات المسنين من الدخول للمسجد الأقصى أوكرانيا تعلن إسقاط 84 من أصل 99 صاروخا ومسيّرة أطلقتها روسيا 38 قتيلا على الأقل في غارات صهيونية على ريف حلب الصحة في غزة: 7 مجازر تسفر عن 71 شهيدا فلسطينيا خلال 24 ساعة خبراء: منتجات التبغ البديلة تقلل الأضرار الناتجة عن السجائر التقليدية تفاصيل اغتصاب ضابط لنائبة مصرية تقرير: نظام التشغيل iOS 18 سيكون "الإصلاح الأكثر طموحًا" لجهازة أيفون نائب البرهان: لن ندخل في أي عملية سياسية قبل غلق الملف العسكري مصر.. أقل معدل نمو زيادة سكانية خلال 50 عاما قائد الجيش اللبناني يعزّي السفير الروسي بضحايا هجوم "كروكوس" الإرهابي الجيش السوداني: سنحسم الفوضى وسنقاتل حتى آخر مرتزق ألمانيا وفنلندا تتفقان على استمرار تقديم الدعم لأوكرانيا المعارضة المولدوفية ترفض انضمام كيشيناو إلى الاتحاد الأوروبي بدون بريدنيستروفيه

القسم : بوابة الحقيقة
ذكـــــــريــــــــــــات
نشر بتاريخ : 2/13/2021 9:20:57 AM
أ.د. ابراهيم صبيح

تعتبر دورة ويمبلدون التنسية أهم وأقدم مسابقات التنس العالمية الأربع (جراند سلام) والتي تضم بالإضافة إلى ويمبلدون (الدورة الوحيدة التي ُتلعب مبارياتها على العشب الأخضر) دورة أستراليا المفتوحة ورولان جاروس الفرنسية والدورة الأميركية المفتوحة. تقع منطقة ويمبلدون جنوب مدينة لندن وتتميز بالطبيعة الساحرة والمنازل الفخمة والسكان الأغنياء البرجوازيين المتكلفين.

 

بعد مرور شهر على وصولي إلى لندن لبدء التدريب والتخصص في جراحة الدماغ والأعصاب في مستشفى مورلي التابع لجامعة سانت جورج، وجدت نفسي ذات صباح أقف في الطابور الطويل أمام مدخل ملاعب ويمبلدون للحصول على تذكرة للمباراة النهائية للدورة التنسية عام 1980 والتي كانت قد بدأت لتوها في موعدها السنوي المعتاد في آخر شهر حزيران.

 

 بدء رذاذ خفيف من المطر يتساقط وأنا أقف في طابور التذاكر، ففاحت رائحة الأزهار والورود وزادت خضرة الأشجار فلم أشعر بالساعات الطويلة التي مرت وأنا أقف في الطابور أراقب الرائح والغادي في ذلك العالم من التنس بأزيائه الجميلة المميزة. لم أكن أعلم من سيكون طرفا المباراة النهائية لتلك الدورة ولكنني كنت متشوقاً للحصول على التذكرة، وفجأة وجدت نفسي أمام الرجل القابع خلف شباك التذاكر الذي بدا لوهلة بلباسه الرسمي الأنيق ولهجته الآمرة أنه رئيس البرلمان البريطاني. قال: كيف أخدمك يا سيدي؟ قلت بكل بلاهة: أريد تذكرة للمباراة النهائية، فقال بكل برود: المباراة النهائية لأي عام يا سيدي؟. خرجت من الملاعب بدون تذكرة أجر أذيال الخيبة وتوجهت إلى موقف الحافلة رقم 200 التي تذهب جيئة وذهاباً من مركز المدينة إلى المستشفى حيث أسكن أنا وشقيقي جمال الذي كان يدرس إدارة الأعمال.

 

 مستشفى مورلي الذي يبعد عن مركز ويمبلدون بحوالي عشرة كيلومترات يحتل مساحة واسعة من تلة عالية تدعى "كوبس هيل" والتي تتميز بغاباتها الكثيفة. المستشفى نفسه يضم قسماً لجراحة الدماغ وقسماً لأمراض الدماغ وقسماً للأمراض النفسية في مبنىً أثري قديم كان قصراً لاتكنسون مورلي، أحد النبلاء البريطانيين، ويضم القصر ملاعب واسعة لكرة القدم والرجبي والكريكيت. كنا نخرج من المستشفى للتسوق فننتظر الحافلة 200 التي تتحرك كل ساعتين بين المستشفى ومركز المدينة ويا ويلنا إذا فات الموعد لأنه كان علينا انتظار الحافلة التالية.

 

عانينا الأمرين من الحافلة وأصابتنا الغيرة من سكان ويمبلدون الأثرياء الذين يتسوقون ثم يضعون مشترياتهم في مركباتهم المتوقفة في موقف مركز التسوق، أمام أعيننا نحن الواقفين في طابور انتظار الحافلة. بعد ستة شهور من المعاناة مع الحافلة قمنا بشراء سيارة خاصة صغيرة وذهبنا فوراً للتسوق. لأن الطبع غلب التطبع خرجنا من مركز التسوق ونحن نحمل أكياساً كثيرة ووقفنا في الطابور وركبنا في الحافلة 200 وتوجهنا إلى المنزل ولم نتذكر سيارتنا المسكينة إلا ونحن نرتب مشترياتنا في المطبخ.

 

شاهدت على شاشة التلفاز في لندن المباراة النهائية عام 1980 في بطولة ويمبلدون بين "بيون بورج" السويدي و"جيم ماكنرو" الأميركي وهي المباراة الأعظم حتى الآن في تاريخ التنس حيث أنه بعد مرور أربع ساعات كان اللاعبان متعادلين في كل شيء وبقيت نقطة المباراة الفاصلة. تنافس اللاعبان لمدة 22 دقيقة أخرى تحت المطر الغزير للفوز بتلك النقطة وتبادلا الإرسال مرات عديدة لتنتهي المباراة بفوز بورج. تاريخ ويمبلدون يقول أن اللاعب ييت سامبراس الأميركي هو أكثر اللاعبين فوزاً بالبطولة (7 مرات) بينما كانت الأميركية مارتينا نافراتيلوفا أكثر اللاعبات فوزاً بها (6 مرات). راقبوا سقوط المطر بغزارة أثناء المباراة النهائية لبطولة ويمبلدون لهذا العام فهي عادة لم تنقطع منذ ابتداء البطولة عام 1877.

ibrahimsbeihaz@gmail.com

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023