ديوان أبناء الكرك /عمان يهنىء جلالة الملك وولي عهده الأمين بذكرى المولد النبوي الشريف نشامى الأولمبي يكتسح بوتان بـ11 هدفًا في التصفيات الآسيوية الاردن يدين الاعتداء " الإسرائيلي" على قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان وزارة الشباب وسلطة إقليم البترا توقعان اتفاقية لإنشاء ملعب خماسي في دلاغة جلسة حوارية حول خدمة العلم كواجب وطني إغلاق جزئي لطريق إربد - عمان يوم الجمعة وثيقة شرف مجتمعية تهدف إلى مكافحة السلوكيات السلبية في لواء المعراض بعد الإعلان عن دوريات نجدة نسائية .. رصد دوريات سير وشرطة نسائية في عمّان ليست السمنة وحدها.. سبب آخر لشيخوخة القلب التسعيرة المسائية .. ارتفاع أسعار الذهب 40 قرشًا أوقاف المفرق تكرم أوائل الطلبة في المراكز الصيفية لتحفيظ القرآن الكريم بحث عالمي صادم: منحنى السعادة ينقلب رأساً على عقب.. ووباء اليأس يضرب الشباب بعبارة واحدة.. صلاح يرد على تقليل بعض المشجعين شأن زملائه السابقين في ليفربول و"تمجيد" إيزاك وفيرتز برشلونة يكشف طبيعة إصابة لاعبه بالدي “الميثاق النيابية" تزور الكرك وتتابع نسب الإنجاز بالمشاريع التنموية
القسم : بوابة الحقيقة
على الطائرة
نشر بتاريخ : 1/17/2021 6:20:33 PM
أ.د. ابراهيم صبيح

جلس صديقي في المقعد المجاور للممر في الطائرة الأميركية المتوجهة من الساحل الغربي إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة. صديقي هذا لبناني الأصول ويحمل الجنسية الأميركية ويعيش في أميركا منذ عقود حيث يعمل رئيساً لقسم جراحة الدماغ والأعصاب في جامعة محترمة في الغرب الأميركي.

 

 لون بشرة صديقي وملابسه ومظهره تدل على أنه أوروبي الجنسية. أقلعت الطائرة واستوت في مسارها فتناول صديقي بعض المرطبات والماء وهو يقرأ في كتاب اختاره لهذه الرحلة. كان الكتاب باللغة العربية يتناول السيرة الذاتية للزعيم الدرزي اللبناني الراحل "كمال جنبلاط" والد "وليد جنبلاط" الرئيس الحالي للحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني.

 

الكلمات العربية على غلاف الكتاب وتقليب صديقي لصفحات الكتاب من اليمين إلى الشمال أثارا انتباه سيدة أميركية عجوز كانت تجلس في المقعد المقابل عبر الممر. ظلت هذه السيدة تنظر إلى صديقي وتراقبه بشكل ملفت للنظر. بعد فترة نهض للذهاب إلى بيت الراحة لقضاء حاجته فتابعته العجوز بنظرات من التوتر والقلق. عندما رجع وجد المرأة الأميركية وهي تقلب كتابه بين يديها. سألته بطريقة فظة من أين هو وماذا يعمل وإلى أين هو مسافر ثم نادت على مضيفة الطائرة وقالت لها: "هذا عربي وأنا خائفة من تصرفاته".

 

قامت المضيفة باستدعاء حارس الطائرة الذي طلب من صديقي أن يأتي معه إلى مقدمة الطائرة حيث قام بالتعرف إلى هويته والاطمئنان إلى تصرفاته وعندها اعتذرت السيدة العجوز له قائلة: "أرجو أن لا تلومني فبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 أعتقد أنه لا يجوز قراءة أي شيء بالعربية على الطائرة فنحن نشك في كل ما هو عربي" قال لها صديقي: "أنا آسف أن أستمع إلى فكرة أن العربي إرهابي حتى يثبت العكس فالعرب لم يعلنوا الحرب العالمية الأولى ولم يكونوا سبباً في الحرب العالمية الثانية. العرب لم يرموا قنبلة ذرية على مدينة هيروشيما وناجازاكي ولم يهاجموا كوريا وفيتنام. العرب يا سيدتي لم يشاركوا بأي شكل من الأشكال في الاضطهاد الذي أصاب يهود أوروبا ولم يقوموا بحجزهم في معسكرات اعتقال على أي أرض عربية. إن تيموثي ماكفي الذي قام بتفجيرات أوكلاهوما لم يكن عربياً وإن من خنق الناس بتسريب الغاز في مترو الأنفاق في طوكيو كان شخصاً يابانياً وأن القنبلة التي قتلت مئات الناس في ملجأ العامرية في بغداد لم تكن عربية. إننا أمة تفتخر بتاريخها وتراثها وبالإنجازات التي حققتها عبر التاريخ. يجب أن لا يهاجم العرب بسبب أخطاء ارتكبها نفر قليل منهم باسم العروبة والإسلام. يجب أن يسمح لنا بقراءة كتبنا وتاريخنا أينما كنا وأن نقوم بتقديم تاريخنا إلى الآخرين. سوف لن نتوقف نحن العرب عن الاستماع إلى موسيقانا والتسبيح باسم ربنا أينما كنا. نحن نحب الشاورما والفلافل والحمص والتبولة ولا تستطيعوا أن تأخذوها منا أو تمنعونا عنها.

 

احترام الشخص الآخر واحترام الرأي الآخر هو ما يجب أن يجمعنا وهو الأمر الوحيد الذي يجعل من هذا العالم مكاناً آمناً. العرب يا سيدتي يجب أي يقرؤا وأن يكتبوا ما يحلو لهم في أي زمان ومكان".

 

 بقي أن أقول أن هذا الكلام ظهر في مقال تم نشره في جريدة أيواسيتي في أميركا بتاريخ 15/09/2009 وأحب أن أؤكد بأن صديقي لم يتعرض لأي أذىً وأن أحداً ما لم يتعرض لمقالته تلك بأي حذف أو تغيير.

                                                                

[email protected]

 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2025