وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الخميس 25 -4 -2024 اليمن.. انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول يوقع إصابات الجامعة العربية تدعو العالم للاعتراف بدولة فلسطين لإنقاذ فرص السلام روسيا تمنع تمرير مشروع قرار أمريكي في مجلس الأمن الدولي حول عدم نشر الأسلحة النووية في الفضاء القسام: استدرجنا قوتين صهيونيتين واوقعناهم بكميني ألغام " البلقاء التطبيقية" تقر خطة النشاطات الرياضية للفصل الثاني 3 وفيات جراء حادث سير مروع بوادي موسى - فيديو "البدور والنوايسة": سيكون هناك 'غربلة ' للأحزاب ولا يمكن إيقاف "الانتخابات" لأنها غير جاهزة نقل نجم المنتخب الأرجنتيني السابق إلى المستشفى قانون التنمية الاجتماعية يدخل حيز التنفيذ من هولندا.. تقرير يشير إلى بديل محتمل لكلوب مدير الدفاع المدني: "سواعد النشامى" محاكاة لتهديدات التغيرات المناخية مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي عشريتي الظهراوي والنعيمات أرباح "تسلا" تهبط 55% في الربع الأول من العام الملك ينبه من خطورة التصعيد في المنطقة

القسم : بوابة الحقيقة
“في انتظار غودو”
نشر بتاريخ : 12/3/2019 3:41:21 PM
أ.د. محمد الدعمي

اعتمد الرئيس الأميركي السابق، جورج بوش الابن، في إطلاق عملية غزو العراق 2003 فكرة مفادها أن إزاحة نظام الرئيس السابق، صدام حسين، يمكن أن تفتح للعراق ولإقليم الشرق الأوسط برمته فصلا جديدا من تاريخهما ولا في ذلك مبالغة في هذه التوقعات، ومرد ذلك هو أن العراق، ذلك الوادي العظيم الذي يخترقه نهران عظيمان، هما دجلة والفرات، والذي تكمن أراضيه على ثروات معدنية يصعب حصر آفاقها الاقتصادية. بيد أن الذي حدث إنما كان شيئا معاكسا بكل معنى الكلمة، إذ “استغفل” الإيرانيون الأميركيين حرفيا، اعتمادا على إدارة الكتل السكانية العراقية المهولة التي تنفست الصعداء بإزاحة الرئيس السابق صدام حسين لأسباب طائفية. إذ لعبوا ورقة الطائفية الرابحة التي راهنت على الخوف الهاجسي الذي طالما اخترق كتل العراق السكانية، خشية عودة لأي نظام انقلابي على شاكلة النظام المطاح به أميركيا.

 

لقد سارع الإيرانيون إلى لعب الورقة الرابحة، وهي استقطاب وتعبئة القيادات الحزبية التي كانت معارضة والتي رفعت شعارات دينية، فدفعوا إلى سدة الحكم من أجل ملء الفراغ السياسي والأيديولوجي الذي تركه إسقاط النظام السابق، فحدث لذلك “خواء قوة” Power Vacuum، فازت به تلك القيادات المعارضة السابقة التي ركبت موجة طائفية وحيدة الجانب لاستغفال عواطف، تلاعبت بعواطف الطبقات والفئات التي كانت مهمشة على سنوات النظام السابق، دون حساب دقيق للمنزلقات التي بقيت دائما في انتظار كل عملية تغيير متعجلة، ينقصها التأني وبعد النظر.

 

وبدلا من استثمار التحرج الأميركي عبر عملية “الغزو”، ثم “الاحتلال” على سبيل الإفادة من الإدارة الأميركية ومن القدرات والعقول والتقنيات الأميركية الأرفع، فضّلت القيادات التي ملأت خواء القوة أعلاه بسرعة الضوء، أقول فضلت استغفال كتلها الجماهيرية الساذجة من خلال الهرولة وراء سراب النموذج الثيوقراطي الإيراني القائم حتى اللحظة.

 

وعلى الرغم من اعتراض قيادات علمانية كانت مؤتلفة في صفوف المعارضة السابقة، إلا أن قطار الهيمنة الإيرانية كان قد عبر حدود العراق أثناء ذلك نحو بغداد وسواها من مدن العراق الكبرى، وقد تجايل ذلك مع عمليات تصفية غامضة لإزالة القيادات العلمانية المؤيدة للنفوذ الأميركي، أي تلك التي توسمت إحالة العراق إلى “حديقة ديمقراطية” وسط “دكتاتوريات” المنطقة.

 

أما النتيجة النهائية، فقد كانت معقدة حسب جميع المعايير، انقلبت أنظمة إقليمية معروفة بكاملها في موسم “الهجرة” إلى ما سمي بالربيع العربي، بينما بقي العراقيون يراوحون في مكانهم ينتظرون ربيعا لا يأتي ربيع أشبه بانتظار “فلاديمير” و”إستراغون” لــ”غودو” في مسرحية بيكيت Beckette (في انتظار غودو).

 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023