القضاة ينفي حضوره غداء الاوقاف بمكة الذي انسحبت منه البعثة الاعلامية مجهول يضع حفاضة طفل على رأس رئيس اللجنة الأولمبية الدولية في مقهى الحملة الأردنية و"الخيرية الهاشمية" توزعان وجبات في محافظات غزة انتهاء المحادثات الروسية الأوكرانية في إسطنبول إذاعة "يوم القيامة" تخرج إلى الأثير برسائل غامضة! منحة للموظفين السوريين بقيمة 500 ألف ليرة بمناسبة عيد الأضحى الملك يتقبل أوراق اعتماد عدد من السفراء في قصر بسمان الزاهر ولي العهد يرعى حفل تخريج دورة مرشحي الطيران/54 في كلية الملك الحسين الجوية تقرير: 72% من اللاجئين السوريين في الأردن لا ينوون العودة حاليا تحديد موعد صلاة العيد وأماكن المصليات هرب فوق سيارة!.. طفل ينجو من هجوم كلاب ضالة في إيدون بإعجوبة - فيديو قصف عنيف يخلّف 52 شهيدا في غزة في يوم انخفاض البطالة في الأردن بمقدار 0.1% لتسجل 21.3% في الربع الأول وزير التربية يكرم طالبا وقف خارج أسوار المدرسة احترامًا للسلام الملكي جرش .. مراقبو التوجيهي يؤدون القسم

القسم : بوابة الحقيقة
“في انتظار غودو”
نشر بتاريخ : 12/3/2019 3:41:21 PM
أ.د. محمد الدعمي

اعتمد الرئيس الأميركي السابق، جورج بوش الابن، في إطلاق عملية غزو العراق 2003 فكرة مفادها أن إزاحة نظام الرئيس السابق، صدام حسين، يمكن أن تفتح للعراق ولإقليم الشرق الأوسط برمته فصلا جديدا من تاريخهما ولا في ذلك مبالغة في هذه التوقعات، ومرد ذلك هو أن العراق، ذلك الوادي العظيم الذي يخترقه نهران عظيمان، هما دجلة والفرات، والذي تكمن أراضيه على ثروات معدنية يصعب حصر آفاقها الاقتصادية. بيد أن الذي حدث إنما كان شيئا معاكسا بكل معنى الكلمة، إذ “استغفل” الإيرانيون الأميركيين حرفيا، اعتمادا على إدارة الكتل السكانية العراقية المهولة التي تنفست الصعداء بإزاحة الرئيس السابق صدام حسين لأسباب طائفية. إذ لعبوا ورقة الطائفية الرابحة التي راهنت على الخوف الهاجسي الذي طالما اخترق كتل العراق السكانية، خشية عودة لأي نظام انقلابي على شاكلة النظام المطاح به أميركيا.

 

لقد سارع الإيرانيون إلى لعب الورقة الرابحة، وهي استقطاب وتعبئة القيادات الحزبية التي كانت معارضة والتي رفعت شعارات دينية، فدفعوا إلى سدة الحكم من أجل ملء الفراغ السياسي والأيديولوجي الذي تركه إسقاط النظام السابق، فحدث لذلك “خواء قوة” Power Vacuum، فازت به تلك القيادات المعارضة السابقة التي ركبت موجة طائفية وحيدة الجانب لاستغفال عواطف، تلاعبت بعواطف الطبقات والفئات التي كانت مهمشة على سنوات النظام السابق، دون حساب دقيق للمنزلقات التي بقيت دائما في انتظار كل عملية تغيير متعجلة، ينقصها التأني وبعد النظر.

 

وبدلا من استثمار التحرج الأميركي عبر عملية “الغزو”، ثم “الاحتلال” على سبيل الإفادة من الإدارة الأميركية ومن القدرات والعقول والتقنيات الأميركية الأرفع، فضّلت القيادات التي ملأت خواء القوة أعلاه بسرعة الضوء، أقول فضلت استغفال كتلها الجماهيرية الساذجة من خلال الهرولة وراء سراب النموذج الثيوقراطي الإيراني القائم حتى اللحظة.

 

وعلى الرغم من اعتراض قيادات علمانية كانت مؤتلفة في صفوف المعارضة السابقة، إلا أن قطار الهيمنة الإيرانية كان قد عبر حدود العراق أثناء ذلك نحو بغداد وسواها من مدن العراق الكبرى، وقد تجايل ذلك مع عمليات تصفية غامضة لإزالة القيادات العلمانية المؤيدة للنفوذ الأميركي، أي تلك التي توسمت إحالة العراق إلى “حديقة ديمقراطية” وسط “دكتاتوريات” المنطقة.

 

أما النتيجة النهائية، فقد كانت معقدة حسب جميع المعايير، انقلبت أنظمة إقليمية معروفة بكاملها في موسم “الهجرة” إلى ما سمي بالربيع العربي، بينما بقي العراقيون يراوحون في مكانهم ينتظرون ربيعا لا يأتي ربيع أشبه بانتظار “فلاديمير” و”إستراغون” لــ”غودو” في مسرحية بيكيت Beckette (في انتظار غودو).

 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023