مقتل 4 جنود "إسرائيليين" وإصابة 3 آخرين في كمين للمقاومة جنوب غزة تحذير للأردنيين من تطبيق "اسرائيلي" على هواتفهم تقرير صادم: تلوث برازي وبكتيريا "إي كولاي" وراء تسمم طلاب إربد المياه : ضبط اعتداءات في جنوب عمان وبرقش ومأدبا واربد لتعبئة صهاريج وبيعها إنطلاق اجتماعات خارطة طريق تحديث القطاع العام تراجع أسعار الذهب محليا عن مستوياتها القياسية دعوات لفرض حظر أوروبي على منتخب "إسرائيل" لكرة القدم ولاعبيها الشرايري رئيساً لجامعة اليرموك والشلبي للطفيلة التقنية موقف إنساني.. أهالي الكرك يتكفّلون بمراسم عزاء ودفن مواطن يمني اطلاق مبادرة كلنا سواء في جامعة جرش العزام يفتح النار .. المكتب الهندسي خالف العقود ونطالب بتعويضات تصل الى 790 الف دينار الغذاء والدواء تكشف لـ "الحقيقة الدولية" عن قرار مهم يتعلق بالألبان الكوفحي يوجّه انتقادات حادة للقرارات التي تعرقل مشاريع استثمارية في إربد بلدية السرحان لـ "الحقيقة الدولية": تعثر مشاريع الطرق خارج التنظيم يهدد بخسارة مخصصات مالية كبيرة مسودة نظام تحظر الدعاية الانتخابية في عمّان إلا عبر الوسائل المرخصة
القسم : بوابة الحقيقة
كاريكاتير الديمقراطية
نشر بتاريخ : 11/25/2019 1:36:51 PM
أ.د. محمد الدعمي

تدل الاضطرابات الجارية في معظم مدن العراق هذه الأيام على توهم من يعتقد (كما كنا نفعل لعقود) بأن “الديمقراطية”، على شكلها المستورد من العالم الغربي ليست بمفتاح سحري يفتح أبواب عالم فردوسي غير موجود، إلا في خيالات بعض الحركات السياسية والأفراد الطوباويين، لسوء الطالع.

 

وإذا ما ادعى الرئيس الأميركي السابق، جورج بوس الابن، تكرارا بأن غزو العراق (2003) قد أرسى أعمدة الديمقراطية في قلب الشرق الأوسط المضطرب لتشع من بغداد على ارجاء الإقليم، الذي يعاني من متلازمة “اللاديمقراطية”، فالجمهور المكون من شبان بغداد ومن شبيبة المدن العراقية الأخرى قد رد ما ادعاه الرئيس الأميركي السابق الذي أمر باحتلال العراق، ثم جلس يراقب ما يحدث من تكساس، دون أن ينبس ببنت شفة حيال انهيار رؤيا الديمقراطية الفردوسية التي استحالت إلى نموذج يخشى وغير مرحب به عبر دول المنطقة والعالم، بدلا من أن تكون أنموذجا ترنو إليه شعوب هذه الدول. ودليل ذلك ليس ببعيد المنال، إذ لا يحتاج المرء إلا لتشغيل التلفزيون ساعة الأخبار ليرى خيبة الديمقراطية “جثثا هامدة وجرحى ينقلون على وجه السرعة إما إلى المقابر والمآتم، وإما إلى المفارز الطبية”.

 

إن الذي يصعب على هؤلاء الذين يتمسكون “بشبه الديمقراطية” هناك تصديقه هو ما جرى، خلال خمس عشرة سنة، من ترجمة مشوهة لمعطيات الديمقراطية ولنوافذ للفساد وأبواب للنهب المنظم الذي وصل حد يصعب معه اجتثاث شبكات عصابات اللصوص التي تبيع وتشتري المناصب المهمة على طريقة المزايدات العلنية، بناءً على المتوقع من مردودات مادية للمشتري وللبائع على حد سواء، لبالغ الأسف!

 

إن الاضطرابات التي جرت وتجري في سوح وشوارع مدن العراق إنما تشكل مشهدا مبكيا لمأساة الديمقراطية الجارية دهوك والبصرة، بسبب ما أجري لها من عمليات تشويه وحرف، لبالغ الأسف.

 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2025