مقتل 4 جنود "إسرائيليين" وإصابة 3 آخرين في كمين للمقاومة جنوب غزة تحذير للأردنيين من تطبيق "اسرائيلي" على هواتفهم تقرير صادم: تلوث برازي وبكتيريا "إي كولاي" وراء تسمم طلاب إربد المياه : ضبط اعتداءات في جنوب عمان وبرقش ومأدبا واربد لتعبئة صهاريج وبيعها إنطلاق اجتماعات خارطة طريق تحديث القطاع العام تراجع أسعار الذهب محليا عن مستوياتها القياسية دعوات لفرض حظر أوروبي على منتخب "إسرائيل" لكرة القدم ولاعبيها الشرايري رئيساً لجامعة اليرموك والشلبي للطفيلة التقنية موقف إنساني.. أهالي الكرك يتكفّلون بمراسم عزاء ودفن مواطن يمني اطلاق مبادرة كلنا سواء في جامعة جرش العزام يفتح النار .. المكتب الهندسي خالف العقود ونطالب بتعويضات تصل الى 790 الف دينار الغذاء والدواء تكشف لـ "الحقيقة الدولية" عن قرار مهم يتعلق بالألبان الكوفحي يوجّه انتقادات حادة للقرارات التي تعرقل مشاريع استثمارية في إربد بلدية السرحان لـ "الحقيقة الدولية": تعثر مشاريع الطرق خارج التنظيم يهدد بخسارة مخصصات مالية كبيرة مسودة نظام تحظر الدعاية الانتخابية في عمّان إلا عبر الوسائل المرخصة
القسم : بوابة الحقيقة
طرائف من تجربتي في الهند
نشر بتاريخ : 10/18/2019 8:44:56 PM
أ.د. محمد الدعمي

همس أحدهم في أذني بعد التحاقي ببعثي للدكتوراه في الهند منوها إلى ضرورة تعليق صورة “للسيد الرئيس” في شقتي هناك، مضيفا “لن تنجو قط من كبسات ضباط المخابرات مهما بعد مكان دراستك، فهم “سيكبسون”، أما كزيارة أو دعوة عشاء، شقتك لملاحظة التزاماتك الوطنية من آن لآخر”!

وفعلا، ما أن استأجرت شقة بالقرب من المعهد الذي درست فيه، حتى تأكدت من تعليق صورة له على جدار غرفة الجلوس، تجنبا للإشكالات. بيد أن صورة رئيس الجمهورية العراقية السابق بالبزة العسكرية جلبت لي متاعب من نوع آخر، إذ لاحظ مجموعة من الصبية من أصدقاء ولديّ الصورة معلقة، فاستفسروا منهما: هل والدك من أقارب رئيسكم؟ أما ولدي، فلم يعرّضا أصدقاءهما لخيبة أمل قط، إذ أكدا أن: “نعم، بابا، هو ابن عم الرئيس!”

ولم يمر وقت طويل في تلك المدينة الهندية الكبيرة حتى انتشر خبر “قرابتي” من الرئيس عبر الأثير بين العشرات من العوائل حوالي منطقة سكني. ولأني كنت أدرك أن هذه هي “جريمة انتحال صفة”، حاولت جاهدا أن أكذب الخبر أمام الصبيان من أصدقاء أطفالي وأمام الناس عامة، ومع ذلك، فقد ذهبت جهود “التكذيب” هواء في شبك، لبالغ الأسف.

حتى حدث الآتي: “فإذ كنت أهيئ طعام الفطور على مائدة المطبخ الصغيرة في أحد الصباحات البهية، مع الشاي الساخن قبل إرسال ولديّ إلى الروضة، دق جرس الباب الخارجي لشقتي، فتحت الباب وإذا بسيدة لم يكن عمرها يقل عن سبعين سنة ترتدي الساري الهندي معها رجل يستحق الملاحظة نظرا لضخامة جسمه. وبعد أن تفضلا بالجلوس في شقتي، وقد كانت زوجتي قلقة، تترقب ما الذي يريده هذان الشخصان اللذان لم يسبق أن رأيناهما ـ بدأت السيدة العجوز بالكلام معنا، بينما بقي الرجل العملاق جالسا إلى جانبها يلتزم الصمت. هي قالت: إن ولدي هذا الجالس أمامكم يتعرض للتهديد بالاعتداء، بل وبالقتل من قبل “عصابة”.

ولكن المفاجأة كمنت لحظة أن استفسرت حول علاقتي بهذا الموضوع الخاص بولدها، أجابت العجوز بأنها قد قدمت إلي طلبا بالحماية، أي حماية ولدها العملاق الجالس إلى جانبها.

قلت، ولماذا تفضلت باللجوء إلي، وأنا باحث أجنبي جئت للدراسة وبحاجة للحماية شخصيا، أوضحت العجوز، بالقول: “جئت إليك لأنك رجل قوي!” واستدراكا للتمادي في القيل والقال، سألت العجوز وولدها العريض المنكبين: “وكيف عرفتِ بأني رجل قوي؟” أجابت السيدة بأنها استنتجت هذه “الحقيقة” بسبب الشخص الظاهر في الصورة المعلقة على الجدار، أي صورة الرئيس السابق بالبزة العسكرية!

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2025