الملك أمام البرلمان الأوروبي: الهجمات "الإسرائيلية" على إيران تهدد بتصعيد خطير بالشرق الأوسط رئيس الوزراء يوجه برفع سوية مركز أم القطين الصحي في ناعور ابو السعود : ضبط الاعتداءات وفر 114 مليون دينار و20 مليون متر مكعب ترامب لا يتوقع تخفيف "إسرائيل" هجماتها على إيران تصادم 3 سفن قبالة سواحل الإمارات قرب مضيق هرمز محافظة القدس لـ" الحقيقة الدولية ": الاحتلال يغلق الأقصى لليوم الخامس إيران تؤكد تدمير أهداف استراتيجية في "إسرائيل" بمسيرات مقتل شاب على يد شقيقه .. والامن يحقق رئيس الوزراء يبدأ جولة ميدانية تفقدية في لواء ناعور 45 شهيدا على الأقل ومئات الجرحى من منتظري المساعدات في خان يونس مجموعة السبع ترفض امتلاك إيران سلاحا نوويا و تدعم "إسرائيل" الملك يلقي خطابا أمام البرلمان الأوروبي اليوم إطلاق صافرات الإنذار في الأردن بعد رصد اجسام طائرة فوكس نيوز: ترامب طلب من مجلس الأمن القومي الاستعداد في غرفة العمليات ترامب: "يجب على الجميع إخلاء طهران فورا"

القسم : بوابة الحقيقة
هيبة الدولة ومنزل المسؤول
نشر بتاريخ : 9/28/2019 3:47:27 PM
د. حفظي اشتية

 ورد في جريدة الرأي قبل عدّة أيام ،أنَّ خلافاً نشب بين اللجنة المالية في إحدى المحافظات ، وبين أحد المسؤولين الحكوميين، حول تكلفة صيانة المنزل الوظيفي لذلك المسؤول ، فقد طالب المسؤول بمبلغ معيّن لصيانة المنزل، بينما قدرت اللجنة أن خُمس المبلغ المطلوب فقط يعدّ كافياً لصيانة منزل عادي في إحدى الضواحي، تمّت صيانته قبل ثلاث سنوات.

 

إلى هنا يُلاحظ أنّ الأمر يثير الأسف لأنه يتعلّق بإهدار جزء من المال العام دون داعٍ ضروي، لكنّ الذي يثير الغيظ حقاً هو ردّ المسؤول بأن صيانة المنزل بمبلغ يعادل خمسة أضعاف ما يستحق إنما هو لحفظ هيبة الدولة، فنكون بهذا الرّد قد اهتدينا إلى الحلّ الذي حارت فيه العقول ، وتعبت من أجله القلوب ، فهيبة الدولة التي تضعضعت ،وتناهشها الفاسدون دون رحمة أو ضمير ، يمكن إعادتها ببساطة من خلال إجراءات تزيينية شكلية تتمثّل في هدر ما تبقى من الأموال على صيانات وتزيينات وتحسينات وأثاث وسيارات وكماليات لراحة المسؤولين والترويح عنهم وعن أسرهم ، وتفتيح أذهانهم لينعموا علينا بحلول فعّالة تعالج ما يعانيه الوطن ،وتحمي ظهره من الحراب التي تنهال عليه تباعاً، فتتساقط النصال على النصال.

 

أما الإخلاص في العمل ، وتخصيص الوقت كله لمهام الوظيفة، والالتزام بالعدل والمساواة بين الناس، وتفعيل الإجراءات ،والإسراع في حلّ الخصومات ، والتحصّن بالأنظمة والتعليمات ، والوقوف في وجه المعتدين الخارقين لللقوانين، ونصرة الضعيف والمظلومين...إلخ كلّ هذا وغيره من أساسيات إقامة العدل في الدول المدنية قد لا يكون في نظر هؤلاء إلّا إجراءات متخلفة رجعية، لا يطالب بها إلّا رجعيون متخلفون يعيشون خارج العصر ويفتقرون إلى الحكمة والدهاء في كيفية إدارة الامر.

حقاّ لقد مللنا.

               عجوزٌ تُرجّي  أن تعود فتية            وقد نحل الجنبان واحدودب الظهر

               تدسّ إلى العطار ميرة أهلها          وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر؟؟!!  

 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023