الموقعة النارية.. قمة الريال والسيتي بين طعنة رودريجو والدرس القاسي رباعية مذلة.. ريمونتادا باريس تلقي برشلونة خارج دوري الأبطال وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الاربعاء 17 – 4- 2024 اليونيسف: أجساد الأطفال الممزقة شهادة على وحشية الاحتلال نداء أممي لجمع 2.8 مليار دولار لمساعدة الفلسطينيين الصحة العالمية تجدد نداءها لوقف إطلاق النار في غزة وإعادة بناء المستشفيات الميثاق الوطني يشيد بالجهود الأردنية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة الأمم المتحدة: تأجيل مؤتمر المصالحة الليبية المقرر نهاية نيسان القوات المسلحة: نعمل على حماية حدود الوطن والحفاظ على أمنه وسلامة المواطنين عسكريون : استحالة خروج "إسرائيل" من قطاع غزة - فيديو رئيس الوزراء البريطاني يدعو نتنياهو إلى التحلي بـ"الهدوء" الأردن سيستمر بإرسال مساعدات لغزة عبر جسر الملك حسين آخر زلات بايدن.. أشاد بدولة غير موجودة لدعمها أوكرانيا 8 شهداء في قصف الاحتلال استهدف سيارة للشرطة وسط غزة المغرب يكتسح زامبيا بـ13 هدفا في كأس إفريقيا لكرة الصالات

القسم : بوابة الحقيقة
حذار الانزلاق إلى حرب لا تبقي ولا تذر
نشر بتاريخ : 9/25/2019 1:31:08 PM
أ.د. محمد الدعمي

 ليس هناك أي شعب يدرك الآثار التدميرية المزمنة لأي ارتطام عسكري مع إيران، بقدر ما يفعل الشعب العراقي! وعودا إلى تاريخ قريب حسب حسابات التاريخ الحقة، بقي هذا الشعب ينزف دما وثروات مذ أن استدرج الرئيس السابق صدام حسين إلى حرب الثماني سنوات ضد إيران. ولم ينِي الإيرانيون أنفسهم من دوافع الانتقام والثأر حتى شنق الرئيس السابق، بل واستمرارا حتى هذه اللحظة، بقدر تعلق الأمر بآثار النفوذ الإيراني في العراق.

 

ولا يخال المرء أن أهلنا الخليجيين يجهلون أبعاد مثل هذه الحرب التي، إن اندلعت، يصعب إطفاء نيرانها التدميرية إلى ما لا نهاية. ولست أشك قط كذلك في أن الإدارة الأميركية هي الأخرى تدرك هذه الأبعاد التاريخية للحرب، اللهم إلا إذا ما اعتمدتها أداةً “للاحتواء المزدوج” Double Containment، أي توريط إيران سوية مع دول إقليمية أخرى في حرب ضروس، تكون هي الرابحة النهائية منها. بيد أن هذا ممر ضيق ومحفوف بالمخاطر حتى بالنسبة لأقوى دولة في العالم، فهي الآن في مخاض عمل شاق لسحب قواتها من أطول حرب في تاريخها، وأقصد بها الحرب في أفغانستان، خصوصا وأن الرئيس دونالد ترامب راح يتيقن الآن بأنها استحالت حرب استنزاف بلا نهاية مرئية.

 

زد على ذلك أن الرجل يبذل جهودا واضحة المعالم لتجنب أي صدام عسكري مع كوريا الشمالية، كما يفعل ذات الشيء لاستمالة قيادات “طالبان” في سبيل معاونته لانسحاب عسكري آمن من مستنقع أفغانستان الذي لا يقل خطورة عن ذلك الذي جربت واشنطن الانزلاق إليه في فيتنام قبل عقود.

 

الارتطام بإيران عسكريا، لا يمكن أن يحسب بطرائق عسكرية تقليدية من نوع نمط النزاعات الحدودية أو الخصومات البينية، نظرا لأن هذا الارتطام لا بد أن يكون “جماعيا”، بسبب أذرع إيران الممتدة في العديد من دول الجوار الإقليمي، وهي أذرع مسلحة لا تتوانى في تلبية النداء لحمايتها، وبدوافع طائفية لا تمت لمستقبل المنطقة وسلامها بأية صلة. وبهذا، وستكون التحالفات الإقليمية والدولية أشبه بمتوالية هندسية قابلة للتعاظم بسرعة خاطفة وبلا حدود، بل قد تكون أشبه بخطين متوازيين لا يلتقيان حتى في اللانهاية!

 

وعليه، أجد في أصوات السلام وإطفاء الحرائق والتهدئة الصادرة، بإخلاص، من جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ مركبا للنجاة الذي يمكن ركوبه بديلا لتواصل دق طبول الحرب وما رافقه من الضوضاء وإحياء الضغائن والكراهية والغل، باتجاه تمكين الحل السياسي من خلال تجنب ومنع الانفعال والعصابية!

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023