البلقاء التطبيقية تبحث تطوير خطط برامج الشهادة الجامعية المتوسطة تراجع تأثير الكتلة الهوائية الحارة عن المملكة الجمعة أول تعليق رسمي في مصر على زراعة البن بعد 40 عاما من التجارب المدير السابق للأمن العام اللبناني: ظهور "داعش" مجددا ذريعة لبقاء الغرب في المنطقة وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الجمعة 26- 4 – 2024 الولايات المتحدة و17 دولة تدعو حماس للإفراج عن المحتجزين لديها بايدن يعين ليز غراندي مبعوثة خاصة جديدة للشؤون الإنسانية في الشرق الأوسط أطعمة تحتوي بلاستيك فاحذرها انتهاء موسم نجم تشيلسي انقلب السحر على الساحر.. قوة جيسوس تتحول لنقطة ضعف الهلال "مستقلة للانتخاب" : مستعدون للانتخابات .."الشؤون السياسيه" : المجلس القادم فرصة للأحزاب - فيديو الصحة العالمية: 57% من أطفال أوروبا بعمر 15 عاما شربوا الخمر مرة على الأقل أدوية الحموضة تزيد احتمالات الصداع النصفي 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة البريزات يلقي كلمة أعضاء الفدرالية العالمية لمدن السياحة في نيوزلندا.

القسم : بوابة الحقيقة
الوطـــن وسواعـــــد أبنائه
نشر بتاريخ : 7/17/2019 8:28:43 PM
عصمت الطاهات


لن تصل سواعد الأردنيين الطاهـرة  إلى أهدافها النهائية ولن تستقر الأوضاع بشكلها الطبيعـي ، ولن يبدأ الأردن الكبيـر رسميـا  طالما ظلت حالة الشك هي المسيطرة على العلاقة بين كل أطراف المعادلة الأردنيـة وظلت حالة الاستعجال في الحكم والتقييم هي الحاكمة للغة الخطاب لدى الجميع، وخاصة بعض الفئات  التي  أثبتت بعض الأحداث الأخيرة  وما صاحبها من جدل وخلاف أنهم يحتاجون الآن إلى وقفة جماعية مع النفس لإجراء مراجعة دقيقة لما تم خلال المرحلة الماضية منذ ان ادخل الأردن في احداث لم يكن يتمناه ، وقفة لا تغلب عليها روح التسرع، وإنما روح المصارحة والحساب العقلانى لينتهوا إلى نتيجة واحدة يجتمعون عليها ويتحركون بمقتضاها يد واحدة، كما كانوا  من قبل قبل عندما هزت وحدت الأردنيين كافـة  أرجاء العالم وليس الوطن فقط ، لكنهم الآن يعانون بداية 

أمراض الانقسام التي كثيرا ما أضاعت على الأردن فرصا غالية وعبقرية لتحقيق التغيير المنشود.

بداية لا ينكر أحد أن هناك نوعا من البطء يشوب العديد من التحركات الحكومية، كما هناك للأسف قدر من الانفرادية في اتخاذ العديد من القرارات والقوانين المطلوبة والتي كان من الأفضل أن تكون محل نقاش مجتمعي ولو محدود، لكن الأكيد والذى يعلمه كل الأردنيين  قبل غيرهم أن هذا البطء والانفرادية ليست مقصودة ولا هي وسيلة لإفشال روح الوطنية والعطاء أو تفريغها من مضمونها كما يروج البعض، فلا القيادة العليا  تقبل هذا أو يتورط فيه ولا رئيس الوزراء  ووزراء حكومته الذين اكتسبوا شرعيتهم الأولى من الثقة الملكية يمكن أن يتآمرون عليه، وإنما الأمر في الغالب لن يزيد عن أن الحكومة والقيادة يعملان فى ظل ظروف استثنائية يحاولون بشتى الطرق المرور منها بأقل قدر من الخسائر للبلاد سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي، فيتعاملون مع الأحداث بقدر من الحساسية يجعلهم حريصون على التحري والتدقيق قبل كل قرار، وأنا هنا لا أقدم مبررات فلا أنا متحدث رسمي باسم الحكومة ولا من المتيمين بأعضائها وربما لى عليهم العديد من الملاحظات، لكنى أقدر الظرف الضاغط الذى يعملون فيه، واستشعارهم الحرج فى كثير من الأحيان إضافة إلى إحساسهم أنهم لا يتمتعون بشرعية تمنحهم القوة اللازمة لإنجاز المهام سريعا، ولعله لا يخفى على أحد أن بعض الوزراء يعملون الآن وهم يعلمون أن مصيرهم على كف عفريت ربما لا يكملون فى الوزارة يوما واحدا، وبعضهم يبذل من الجهد لإقناع الناس بنفسه والتبرؤ من تهمة الفساد والفوضى وقلة الحيلة  أكثر مما يبذل لإنجاز مهام وزارته، وبالطبع فى ظل مناخ مثل هذا لا يمكن أن يتم الإنجاز كما يتوقع الكثيرون.

بالتأكيد تحتاج الحكومة إلى أن تكون قوية أكثر من هذا وأن تتمتع بثقة فى النفس، كما يحتاج مجلس النواب الأردني والأعيان  ألا يترك الحكومة بلا حساب، بل عليه أن يزيد من اجتماعاته مع رئيس الوزراء  ورجاله لمراجعة حصاد الفترة الماضية وما تم خلالها من إنجاز للتكليفات الوزارية، وما لم يتم ولماذا وكيف يمكن تسريع عجلة الإنجاز الحكومى، لكن أيضا وفى المقابل فإن الأردنيين  عليهم الكثير للحفاظ على وطنيتهم  واستكمال مشوارها، ومثلما نجحوا بالعقلانية والذكاء أن يصلوا إلى مرادهم ببقاء هذا الوطن شامخا عليهم أن يكملوا بنفس العقل والذكاء ويضيفوا إليهما الصبر والهدوء ليحموا اردنيتهم.

عليهم أن يدركوا أن القيادة العليا للبلاد  معهم وليس ضدهم، يتقوى بهم وليس عليهم، مساند لهم وليس عبء عليهم، يسعى لإنجاز مهمته وتمليكهم بلدهم كما يريدونها دولة تستند على أسس تحمى الشرعية وتدعم الديمقراطية، لكنه فى الوقت نفسه يسير وسط أشواك لا تحتمل الخطأ ولا الميل حتى لا يفقد حياده ولا يتهم بالانحياز لتيار دون الآخر كما روج البعض لذلك قبل فترة.

على الأردنيين  أن يضعوا أنفسهم مكان رئيس الوزراء  وحكومته ويتخيلوا مدى صعوبة إدارة بلد تعانى ترديا اقتصاديا ولخبطة سياسية وأطماع خارجية وداخلية.

وأعتقد أن الدور الأكبر الآن يقع على ذوى الخبرة من الأردنيين الشرفاء أصحاب التجارب، فهؤلاء عليهم بدلا من تهييج الشباب أن ينقلوا إليهم خبراتهم، وكيف يتعاملون مع الوضع الحالى بعيدا عن التهور الذى يمنح الفرصة لمن يندسون لتفجير الأوضاع وهدم المعبد على كل من بداخله ليفلتوا هم من العقاب، على وعلى أعدائى.

وربما يكون من التعقل إقناع الشباب بإطالة الصبر على حكومة الرزاز  وعدم محاسبتها بالقطعة.

على العقلاء من الأردنيين كبار القوم واصحاب الخبرات الطويلة في الحياة أن يدعوا الأردنيين والشباب منهم  للانضمام لوطنهم الأردني الكبير عملا جادا وليس قولا ، هذا الوطن الأردني الشامخ الذي احتضن الجميع دون استثناء وفتح صدره واعطى الجميع ، هذا الوطن الغالي الذي  يقوم  اصلا على دولة القانون الذى يمنع الفساد ويحارب المحسوبية، وقيمة هذا التحكم إن حدث أنه سيساهم فى حماية الوحدة الأردنية قاطبة .

 بارك الله في وطني الأردني وترابه وشعبه وقيادته، ودمت يا وطني شامخا عزيزا طيبا محميا بعون الله  .

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023