القسم : بوابة الحقيقة
عليكم ببــــــر الوالديـــن
نشر بتاريخ : 1/5/2019 6:37:34 PM
عصمت الطاهات


إن بر الوالدين واجب إنساني، وأدب اجتماعي، تقتضيه الفطرة ويدعو إليه الدين، لذا تكررت الوصية به في القرآن الكريم والسنة النبوية ليثبت في أذهان الأبناء والبنات ونفوسهم حيث قال الله تعالى :( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما) 

فبر الوالدين من أعظم أسباب دخول الجنة، وهو من أفضل الأعمال التي تقرب العبد إلى الله تعالى، وهو سبب في زيادة الرزق وبركة العمر وصلاح الذرية.

وبر الأم يعني: إحسان عشرتها وتوقيرها وخفض الجناح لها، وطاعتها والتماس رضاها في كل أمر، والإحسان إلى قرابتها، ولا يقتصر البر خلال حياتها فقط وإنما يمتد بعد وفاتها، فعن أبي أسيد: مالك بن ربيعة الساعدي رضي الله عنه 
قال: بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل من بني سلمة فقال: يا رسول الله هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما؟ قال :« نعم، الصلاة عليهما والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما».

إن ديننا قد شرف الأمومة، وأعلى قدرها، حيث أضفى على الأم بالغ التكريم، فأنزلها منزلة خاصة من الرعاية والتقدير والاحترام، فقد أكد على وجوب برها وحسن مكافأتها على ما قاسته من مكاره الحمل والوضع والرضاعة، وعلى ما تحملته من مشاق التربية والمراقبة والمتابعة، والبذل والتضحية بكل غال ونفيس، من صحة ومال وجهد في سبيل أبنائها، لذلك كان جزاؤها البر والإحسان والشكر الذي أمر الله تعالى به فقال سبحانه :( ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير)
وقد جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله من أحق بحسن صحابتي؟ قال : أمك  قال: ثم من؟ قال : أمك. قال: ثم من؟ قال :« أمك ». قال: ثم من ؟ قال :« ثم أبوك».

وقال الحسن البصري رحمه الله : للأم ثلثا البر وللأب الثلث. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحد أصحابه يحثه على بر أمه :« الزم رجلها فثم الجنة ».

إن بر الوالدين عموما والأم خصوصا فضيلة عظيمة وخلق كريم، جعله الله تعالى صفة بارزة في حياة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وسلوكا واضحا في سيرة الصالحين الفضلاء، فعن أبى هريرة رضي الله عنه قال:

 زار النبى صلى الله عليه وسلم قبر أمه فبكى وأبكى من حوله. وهذا نبي الله عيسى ابن مريم عليه السلام عندما تكلم في المهد كان من قوله :( وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا) وقال تعالى عن يحيى عليه السلام :( وبرا بوالديه ولم يكن جبارا عصيا) وهذه نعمة عظيمة امتن بها الله عز وجل على يحيى عليه السلام أن جعله برا بوالديه.
اذا ما علينا  الا النصح ولهذا ننصح الجميع بالإقتداء بتعاليم الأسلام وجميع الديانات بضرورة بر الوالدين والإحسان لهما في حياتهم ومماتهم 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023