ولي العهد لخريجي الكلية الجوية: بكم ستزهو سماء الأردن الغالي القضاة ينفي حضوره غداء الاوقاف بمكة الذي انسحبت منه البعثة الاعلامية مجهول يضع حفاضة طفل على رأس رئيس اللجنة الأولمبية الدولية في مقهى الحملة الأردنية و"الخيرية الهاشمية" توزعان وجبات في محافظات غزة انتهاء المحادثات الروسية الأوكرانية في إسطنبول إذاعة "يوم القيامة" تخرج إلى الأثير برسائل غامضة! منحة للموظفين السوريين بقيمة 500 ألف ليرة بمناسبة عيد الأضحى الملك يتقبل أوراق اعتماد عدد من السفراء في قصر بسمان الزاهر ولي العهد يرعى حفل تخريج دورة مرشحي الطيران/54 في كلية الملك الحسين الجوية تقرير: 72% من اللاجئين السوريين في الأردن لا ينوون العودة حاليا تحديد موعد صلاة العيد وأماكن المصليات هرب فوق سيارة!.. طفل ينجو من هجوم كلاب ضالة في إيدون بإعجوبة - فيديو قصف عنيف يخلّف 52 شهيدا في غزة في يوم انخفاض البطالة في الأردن بمقدار 0.1% لتسجل 21.3% في الربع الأول وزير التربية يكرم طالبا وقف خارج أسوار المدرسة احترامًا للسلام الملكي

القسم : بوابة الحقيقة
مديات "الصداقة"
نشر بتاريخ : 12/1/2018 3:44:33 PM
أ.د. محمد الدعمي

بقلم: أ.د. محمد الدعمي

مدّ المجتمع الأميركي مفهوم “الصداقة”، ومطّهُ مطًّا، درجة إفراغه من دلالاته النقية الأصل. إذ تحوّل لفظ “صديق” إلى شيء آخر بالمرة. وهذا هو ما جعل العرب والمسلمين في المهجر الأميركي يحذرون من توظيف وصف “صديق” أو “صديقة” عبر حياتهم هناك.

وإذا كان الأوروبيون يمعنون في الإيضاح، خشية اللبس وتحاشيا “للشطح”، باستعمال إضافات إيضاحية (مثلboyfriend و girlfriend)، فإن طبيعة المجتمع الأميركي “الرائدة” والثورية في جميع المجالات لم تأبه بالحاجة إلى الإيضاح أو إلى “المقبلات”، كما يقال: فعندما يقدم الرجل الأميركي رفيقة له لك، أو لأي شخص آخر بصفتها “صديقته”، فإن أحد أهم المعاني لهذه “الصداقة” إنما هو العيش معا وتحت سقف واحد، أي المعاشرة بالاتفاق والمراضاة، دون الحاجة للذهاب إلى الكنيسة أو إلى أية “دائرة أحوال مدنية” لتسجيل العلاقة “كزواج”.

وهكذا، دحر الأميركيون معضلة تعدد الزوجات أو تعدد الأزواج أحيانا، إذ يكون من الممكن أن تتخذ زوجة، في أواسط العمر، ما شابا يافعا قويا صديقا لها، أثناء أو بعد غياب زوجها وفاةً، أو تفريقا أو طلاقا بالثلاث. وإن كانت غنية، فهي تعمد إلى البحث عن مثل هذا “الصديق” على سبيل “استقعاده” فيما تملك من سكن، والإنفاق على حاجاته الاعتيادية، شريطة أن يبقى محافظا على “واجبات الصديق الصدوق” قبل منتصف الليل وبعده. أما الأكثر تسببا بالإحراج بالنسبة للنسوة المسلمات والعربيات في ذلك المهجر، فهو التعريف برفيقة لها، بوصفها “صديقتها”، لأن ذلك قد ينطوي على علاقة جنسية مثلية، وهي غاية ما تخشاه المرأة المسلمة من سوء فهم، الأمر الذي يتطلب الإيضاح ووسائل الإيضاح كي يستقر المعنى الصحيح للفظ “صديق”، أو “صديقة” في وجدان المستمع بدقة.

ويأخذ توسيع دلالة لفظ “صديق” مداه الأخطر اجتماعيا، بل وحتى رسميا، عندما “يرزق” الصديقان بطفل أو أكثر أثناء مدة “الاستضافة الجنسية” تحت عنوان الصداقة، وهذه هي ظاهرة شائعة أكثر مما قد يتصور المرء الأمر: ولم يزل المرء حائرا حيال الكيفية التي يسجل بها الوليد أو الوليدة من ثمرات هذا النوع من “الصداقة” في السجلات الرسمية باسم عائلة الأب، أم باسم عائلة الأم.

وإذا لم ترتكن هذه الصداقة إلى وثاق الاقتران المقدس بالزواج الحقيقي، تبرز ظاهرة “الأم العزباء” Single mother، إشارة إلى ملايين الشابات اللائي رزقن بطفل أو أكثر من خلال صداقة عابرة أو قصيرة كانت قد تفككت (في أغلب الحالات) بسبب تملص صديقها مما يترتب عليه من مسؤولية إنفاق على الأطفال: فهو يفضل الانتقال من صديقة إلى صديقة، بدلا عن الالتزام بــ”صديقة” واحدة وأطفال و”عائلة تقليدية”. هي قد لا تشبع نزواته ولا نزواتها البتة. ولا أدري بالضبط، ما الذي حدث أو سيحدث لتلك الشابة الحسناء العزباء التي فازت بمبلغ يقترب من نصف مليار دولار بورقة “يانصيب” قبل بضعة أسابيع، إذ إني متأكد أنها لن تبقى “أُما عزباء”، بلا زوج، بعد تحولها إلى مليونيرة بين ليلة وضحاها، ذلك أن “صاحبها” السابق الذي منحها الأطفال لا بد أن يطالب الآن بحقوق الأبوة التي سبق أن انتهكها!

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023