وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الاربغاء 24 – 4- 2024 تربويون : " كورونا " بريئة من تدنى مستوى التعليم في الاردن والوزارة تفتقد لـ"صناع قرار" - فيديو هيئة البث العبري: الجيش "الإسرائيلي" يستعد لدخول رفح قريبا جدا مسؤول أميركي : خطر المجاعة مرتفع للغاية في غزة مندوبا عن الملك وولي العهد..العيسوي يعزي عشيرة النسور الخوالدة: ضمانات قانونية لمنتسبي الأحزاب بعدم تعرضهم للمساءلة ما لا تعرفه عن تمرين الدفاع المدني الذي تابعه جلالة الملك وزنه أكبر من 4 أفيال صغيرة .. تحول جذري في حياة أثقل رجل في العالم نصائح لحماية نفسك من عمليات الاحتيال الناتجة عن استنساخ الصوت بالذكاء الاصطناعي ميتا تفتح نظام تشغيل نظارة كويست لمنافسة آبل مواجهة مصيرية للوحدة أمام الشباب.. وصراع ثلاثي شرس على المركز السادس الخريشة: المشاركة السياسية في الأردن حالة مستمرة وليست جديدة محامي لادعاء نيويورك: عند الحديث عن موكلي أطلق عليه لقب الرئيس مصر.. مات الأخ فلحقت به شقيقته بعد ساعتين في الإسكندرية 16 قتيلا و28 مفقودا في غرق مركب قبالة سواحل جيبوتي

القسم : بوابة الحقيقة
انقلاب.. تكتل.. أم مؤامرة؟
نشر بتاريخ : 9/8/2018 1:28:17 PM
أ.د. محمد الدعمي


بقلم: أ.د. محمد الدعمي

يصعب على المرء تصنيف ما يحدث في البيت الأبيض الآن، أي بعد ظهور رأس جبل الجليد المدمر مرئيا للعيان عبر الرسالة، مجهولة الكاتب، التي ذهبت حد توجيه تهمة الــ”لا أخلاقية” للرئيس الأميركي، دونالد ترامب.

ولكن هل يمثل رأس جبل الجليد هذا تكتلا، أم مؤامرة، انقلابا أم خيانة؟ والحق أقول، فإنه يمثل التسميات أعلاه جميعا: فهو “تكتل” بداخل الجهاز الإداري (المركزي الأعلى) في البيت الأبيض، نظرا لأن محرر الرسالة يصرح على الملأ بأنه لا يعمل بمفرده للجم “نزق” الرئيس وللحد من نزواته! ومن ناحية ثانية، فإنه يجسد شيئا أشبه ما يكون بــ”المؤامرة” للإطاحة بالرئيس، ذلك أن الرسالة المجهولة تعلن (المنشورة في صحيفة نيويورك تايمز يوم 5 سبتمبر، 2018) ضرورة إعفاء الرئيس من منصبه هذا، نظرا لما أقدم عليه من قرارات، وما ينوي الإقدام عليه مما لا يتطابق و”القيم” الأميركية والمثل التي عني رؤساء الولايات المتحدة المتتالون جميعا.

وبطبيعة الحال، فإن استجابة الرئيس الفورية باستدعاء كافة موظفي البيت الأبيض (من رئيس الديوان إلى الحرس والمنظفين) إنما تنطوي على هيجان عصبي لأنه يعلن أنه يشعر بــالخيانة” من قبل محرر الرسالة الذي عرفته صحيفة (نيويورك تايمز) بــ”مسؤول كبير” يعمل داخل البيت الأبيض. لذا، لم يكتف الرئيس بطلب كشف محرر الرسالة عن نفسه علانية، ناهيك عن طلبه من الصحيفة ذاتها إماطة اللثام عن اسم كاتب الرسالة، ذاهبا إلى أن الصحيفة نفسها ستكون معرضة للمساءلة وربما للعقاب قانونيا، باعتبار أن التعرض لشخص الرئيس بالذات إنما هو خيانة عظمى، وبأن تكتم الصحيفة على اسم كاتب الرسالة إنما يعد “مشاركة” في المؤامرة التي تحاول النيل من ذات الرئيس ومن أمن البلاد، بطبيعة الحال.

يأتي هذا كله في سياق نشر كتاب جديد من تأليف “بوب وودورد” الذي ساعد بالإطاحة بالرئيس ريتشارد نيكسون في سبعينيات القرن الماضي (تحت اسم قلمي، هو الحنجرة العميقة، deep throat) الأمر الذي جعل الرئيس والجمهور عامة يعدون هذا النوع من التزامن (الكتاب، زائدا الرسالة المجهولة) إنما هو صدى لفضيحة “ووترجيت” التي قادت إلى عزل الرئيس نيكسون آنذاك.

زد على ذلك كله، انتشار الشعور في واشنطن، والولايات المتحدة عامة بعدم أهلية الرئيس دونالد ترامب للبقاء على كرسي الرئاسة، خصوصا بعد ادعاء هذا المؤلف بأن ترامب سبق وأن ناقش مع مستشاريه فكرة اغتيال الرئيس السوري بشار الأسد، إذ يلقي ذلك بظلاله على سلوك مؤسسة الرئاسة الأميركية التي لا ينبغي أن تشذ بسلوكها نحو مسارات لا يخطو عليها أحد سوى العصابات أو الشبكات الإرهابية.

إن هذه الأجواء الساخنة للغاية التي تحيط بمصير الرئيس ترامب إنما تنذر بأحداث جسام وبأزمات دستورية خطيرة في حال وصول الأمر إلى حد المطالبة بعزل أو بإعفاء الرئيس من مناصبه جميعا!

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023