مقتل 4 جنود "إسرائيليين" وإصابة 3 آخرين في كمين للمقاومة جنوب غزة تحذير للأردنيين من تطبيق "اسرائيلي" على هواتفهم تقرير صادم: تلوث برازي وبكتيريا "إي كولاي" وراء تسمم طلاب إربد المياه : ضبط اعتداءات في جنوب عمان وبرقش ومأدبا واربد لتعبئة صهاريج وبيعها إنطلاق اجتماعات خارطة طريق تحديث القطاع العام تراجع أسعار الذهب محليا عن مستوياتها القياسية دعوات لفرض حظر أوروبي على منتخب "إسرائيل" لكرة القدم ولاعبيها الشرايري رئيساً لجامعة اليرموك والشلبي للطفيلة التقنية موقف إنساني.. أهالي الكرك يتكفّلون بمراسم عزاء ودفن مواطن يمني اطلاق مبادرة كلنا سواء في جامعة جرش العزام يفتح النار .. المكتب الهندسي خالف العقود ونطالب بتعويضات تصل الى 790 الف دينار الغذاء والدواء تكشف لـ "الحقيقة الدولية" عن قرار مهم يتعلق بالألبان الكوفحي يوجّه انتقادات حادة للقرارات التي تعرقل مشاريع استثمارية في إربد بلدية السرحان لـ "الحقيقة الدولية": تعثر مشاريع الطرق خارج التنظيم يهدد بخسارة مخصصات مالية كبيرة مسودة نظام تحظر الدعاية الانتخابية في عمّان إلا عبر الوسائل المرخصة
القسم : بوابة الحقيقة
انقلاب.. تكتل.. أم مؤامرة؟
نشر بتاريخ : 9/8/2018 1:28:17 PM
أ.د. محمد الدعمي


بقلم: أ.د. محمد الدعمي

يصعب على المرء تصنيف ما يحدث في البيت الأبيض الآن، أي بعد ظهور رأس جبل الجليد المدمر مرئيا للعيان عبر الرسالة، مجهولة الكاتب، التي ذهبت حد توجيه تهمة الــ”لا أخلاقية” للرئيس الأميركي، دونالد ترامب.

ولكن هل يمثل رأس جبل الجليد هذا تكتلا، أم مؤامرة، انقلابا أم خيانة؟ والحق أقول، فإنه يمثل التسميات أعلاه جميعا: فهو “تكتل” بداخل الجهاز الإداري (المركزي الأعلى) في البيت الأبيض، نظرا لأن محرر الرسالة يصرح على الملأ بأنه لا يعمل بمفرده للجم “نزق” الرئيس وللحد من نزواته! ومن ناحية ثانية، فإنه يجسد شيئا أشبه ما يكون بــ”المؤامرة” للإطاحة بالرئيس، ذلك أن الرسالة المجهولة تعلن (المنشورة في صحيفة نيويورك تايمز يوم 5 سبتمبر، 2018) ضرورة إعفاء الرئيس من منصبه هذا، نظرا لما أقدم عليه من قرارات، وما ينوي الإقدام عليه مما لا يتطابق و”القيم” الأميركية والمثل التي عني رؤساء الولايات المتحدة المتتالون جميعا.

وبطبيعة الحال، فإن استجابة الرئيس الفورية باستدعاء كافة موظفي البيت الأبيض (من رئيس الديوان إلى الحرس والمنظفين) إنما تنطوي على هيجان عصبي لأنه يعلن أنه يشعر بــالخيانة” من قبل محرر الرسالة الذي عرفته صحيفة (نيويورك تايمز) بــ”مسؤول كبير” يعمل داخل البيت الأبيض. لذا، لم يكتف الرئيس بطلب كشف محرر الرسالة عن نفسه علانية، ناهيك عن طلبه من الصحيفة ذاتها إماطة اللثام عن اسم كاتب الرسالة، ذاهبا إلى أن الصحيفة نفسها ستكون معرضة للمساءلة وربما للعقاب قانونيا، باعتبار أن التعرض لشخص الرئيس بالذات إنما هو خيانة عظمى، وبأن تكتم الصحيفة على اسم كاتب الرسالة إنما يعد “مشاركة” في المؤامرة التي تحاول النيل من ذات الرئيس ومن أمن البلاد، بطبيعة الحال.

يأتي هذا كله في سياق نشر كتاب جديد من تأليف “بوب وودورد” الذي ساعد بالإطاحة بالرئيس ريتشارد نيكسون في سبعينيات القرن الماضي (تحت اسم قلمي، هو الحنجرة العميقة، deep throat) الأمر الذي جعل الرئيس والجمهور عامة يعدون هذا النوع من التزامن (الكتاب، زائدا الرسالة المجهولة) إنما هو صدى لفضيحة “ووترجيت” التي قادت إلى عزل الرئيس نيكسون آنذاك.

زد على ذلك كله، انتشار الشعور في واشنطن، والولايات المتحدة عامة بعدم أهلية الرئيس دونالد ترامب للبقاء على كرسي الرئاسة، خصوصا بعد ادعاء هذا المؤلف بأن ترامب سبق وأن ناقش مع مستشاريه فكرة اغتيال الرئيس السوري بشار الأسد، إذ يلقي ذلك بظلاله على سلوك مؤسسة الرئاسة الأميركية التي لا ينبغي أن تشذ بسلوكها نحو مسارات لا يخطو عليها أحد سوى العصابات أو الشبكات الإرهابية.

إن هذه الأجواء الساخنة للغاية التي تحيط بمصير الرئيس ترامب إنما تنذر بأحداث جسام وبأزمات دستورية خطيرة في حال وصول الأمر إلى حد المطالبة بعزل أو بإعفاء الرئيس من مناصبه جميعا!

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2025