التنمية تضبط متسوّل يمتلك سيارتين حديثتين ودخل مرتفع بحوزته 235 دينارا في الزرقاء "القدس الدولية": منظمات متطرفة ترصد 50 ألف شيكل لمن يقدم "القربان" في الأقصى استشهاد طفل برصاص الاحتلال في مخيم طولكرم الصفدي في اتصال مع نظيره الإيراني: الأردن لن يسمح بخرق اجوائه من قبل ايران او (إسرائيل) نائب محافظ البنك المركزي المصري: ملتزمون بسعر صرف مرن روسيا.. أكبر مورد للنفط إلى الهند للعام الثاني على التوالي منغوليا تدفن 7 ملايين رأس ماشية مصر تعتزم خفض أسعار الخبز غير المدعم بما يصل إلى 40% "الاتحاد للطيران" تعلن عودة رحلاتها إلى العمل بصورة طبيعية عوائد سندات منطقة اليورو تهبط بعد هجوم (إسرائيلي) على إيران زلزال يضرب غرب تركيا 33 مليار دولار أصول الصناديق الاستثمارية بالسعودية في 2023 تهافت على الين والفرنك السويسري بعد هجوم (إسرائيلي) على إيران مجموعة "السبع" تعارض عملية عسكرية برفح وتدعو لوقف إطلاق النار لبنان... مسيرة في مخيم "عين الحلوة" دعماً لغزة

القسم : بوابة الحقيقة
ألغاز الاستراتيجية الأميركية في سوريا
نشر بتاريخ : 6/3/2018 1:05:30 PM
د. محمد الدعمي

بقلم: د. محمد الدعمي

 

ينتقد المراقبون الحاذقون في الولايات المتحدة الرئيس دونالد ترامب بسبب عدم تشكيل والتزام استراتيجية أميركية ذات شخصية خاصة بإدارته تجاه الأحداث في الشقيقة سوريا، بدليل اعتماد مواقف متذبذبة تعكس حيرة واضحة المعالم عمّا ينبغي لواشنطن أن تفعله في سوريا، فتارة تعلن واشنطن بأنها لا ترغب في التورط بالحرب الأهلية الدائرة هناك منذ سنوات، وتارة تنتقد الرئيس الأسد فتوجه لحكومته الهجمات تلو الهجمات وعلى نحو يعكس سياسة “ارتجالية” لا يبدو بأنها ترتكن إلى استراتيجية واضحة المعالم.

 

ربما كان هذا التذبذب والارتجالية وراء الطرائق “اللعوب” التي اعتمدها الرئيس الكوري الشمالي في سياق متاهة من نوع آخر: يوجد اجتماع مع ترامب الشهر القادم، ولا يوجد اجتماع من هذا النوع في سنغافورة! وربما كان هذا التذبذب الأميركي في سوريا وراء التشبث بمواقف متشددة حيال البرنامج النووي الإيراني عبر الانسحاب منه وعبر التصعيد اللفظي بين إدارة ترامب، من ناحية، وحكومة الرئيس روحاني، من الناحية المقابلة. وبالنسبة لسوريا، ثانية، تعلن إدارة الرئيس ترامب بأنها لا تنوي الإقدام على محاولة إسقاط نظام الرئيس الأسد، ولكنها تكرر عدم رغبتها بعقد محادثات مباشرة مع حكومته، الأمر الذي يزيد من تعقيد إمكانيات التعامل مع الرئيس الكوري الشمالي، خاصة بعد تنويه نائب الرئيس الأميركي “بنس”، إلى إمكانية تتبع خطى ما فعلته واشنطن مع الرئيس الليبي السابق معمر القذافي. هذا، بكل دقة، ما قاد لأن يفقد الرئيس الكوري أعصابه، باعتبار أنه تهديد مبطن بإسقاط نظامه، وهو نظام الأسرة التي ينتمي إليها، وتتوارثه منذ بداية عهدها مع جده “كيم إيل سونج” قبل عدة عقود.

 

تشير جميع هذه الارتجاليات إلى ما نؤكد عليه تكرارا عن عدم وجود استراتيجية أميركية، حيال الوضع في سوريا: فمن ناحية أولى، تريد هذه الإدارة الأميركية لجم دور إيران، كحليف لسوريا، كما أنها ترمي كذلك إلى بتر دور حزب الله اللبناني هناك، وهي (كما يبدو) تأثيرات ضغوط إسرائيلية على إدارة الرئيس ترامب.

 

إذا ما قررت الإدارة الأميركية عدم إسقاط نظام الرئيس الأسد، فإنها تقرر ضمنا بقاء الدور الإيراني في الحرب الأهلية هناك، كما أنها تقرر (ضمنا كذلك) تواصل فعل حزب الله هناك، فالقوتان الإيرانية والحزبية أعلاه لم تكن لتوجد هناك لولا بقاء حكم نظام الرئيس بشار الأسد. هذاالخليطالعجيبمنسياساتإدارةالرئيسترامبفيسورياإنمايشكلمعاكساموضوعيامبهرامقارنةبالاستراتيجيةالتيتعتمدهاموسكوفيسوريا،الأمرالذييبررمساعدةالأخيرةعلىبقاءالأسدرئيساوإخفاقواشنطنعلىهزأركان نظامه من أجل طرد إيران والتخلص من تهديد حزب الله لإسرائيل.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023