وأشار الرزاز إلى أن التحولات العالمية لم تبدأ بعد السابع من أكتوبر فحسب، بل سبقتها تغيّرات جوهرية تمثلت في دخول قوى دولية جديدة على المشهد العالمي، وعلى رأسها الصين، التي باتت تمثل تحديًا مباشرًا للهيمنة الأميركية، مؤكدًا أن هذا التحول يعيد رسم ملامح النظام الدولي نحو التعددية القطبية.

جاءت تصريحات الرزاز خلال ندوة حوارية ضمن سلسلة "حرب الوعي والرواية" بعنوان "ما بعد السابع من أكتوبر: تساؤلات وإشارات" في منتدى الحموري الثقافي، حيث أشار إلى أن صعود الصين بات حتميًا، وكلما تأخرت واشنطن في الاعتراف بهذه الحقيقة، زادت احتمالات التوتر وقلّت فرص السلام العالمي.

عالم جديد.. وتعدد أقطاب

وقال الرزاز إننا نتجه نحو عالم متعدد الأقطاب، لا يمكن تجاهل أدوار روسيا والصين والهند فيه، مضيفًا أن هذا التحول يصب في مصلحة المنطقة العربية التي ظلت لعقود تحت تأثير الإملاءات الأميركية، وأوضح أن تعدد الخيارات أمام الدول العربية سيعزز من استقلال قرارها السياسي.

كشف الأيديولوجيا الغربية

وانتقد الرزاز الموقف الغربي من العدوان الإسرائيلي على غزة، مؤكدًا أنه أزاح القناع عن الأيديولوجيا الاستعمارية العنصرية التي ما زالت حاضرة في الغرب، ليس فقط أمام العالم، بل أمام شعوبه أيضًا.

كما أشار إلى أن إيران لم "تنحنِ" أمام الضغوط الأميركية، رغم التهديدات الإسرائيلية المستمرة ومحاولات نتنياهو الترويج لانهيار الدولة الإيرانية.

الأردن والمخاطر القادمة

وحذر الرزاز من أن الأردن "في عين العاصفة"، وسيتعرض لضغوط سياسية واقتصادية لقبول صيغ محدثة من "اتفاقيات إبراهام"، مؤكدًا أن الثوابت الأردنية واللاءات التي يكررها جلالة الملك عبد الله الثاني تظل هي البوصلة الوطنية في التعامل مع هذه التحديات.

وشدد على أهمية التنسيق بين الدول العربية المجاورة، وضرورة وجود تخطيط استراتيجي لسد الفراغ الإقليمي الذي قد تستغله قوى دولية وإقليمية.

معركة الوعي ومواجهة التفتيت

وتطرق الرزاز إلى "معركة الوعي"، معتبرًا أن أحد أبرز عناصر القوة لدى المشروع الصهيوني يتمثل في استخدامه المتطور للتكنولوجيا، إلى جانب مؤسساته البحثية التي تعمل على تفكيك المجتمعات العربية وإشغالها بخلافات داخلية.

ودعا إلى إعادة بناء مشروع الوعي العربي عبر تطوير منظومة التعليم نحو التفكير النقدي، وإنشاء مراكز أبحاث لفهم العدو وآليات مواجهته، والمصارحة مع المواطن وتعزيز ثقافة المساءلة، مؤكدًا أن الهوية الوطنية الأردنية الموحدة هي الورقة الرابحة الأقوى في مواجهة الأطماع الصهيونية، ما يتطلب حمايتها من محاولات التفتيت والانقسام.